من أعلى المنصة -ياسر الفادني – كل عيدِِ تُرذَلون !

الوضع النفسي لمعظم الشعب السوداني هو يشبه (الدالية) التي أنشدها المتنبي عندما مرت به حال نفسية إشتط فيها غضبا وقال :
عيد بأية حال عدت ياعيد …..فيما مضي أم لأمر فيك تجديد ، عيد المتنبي ليس بعيد بعد أن طرده كافور الإخشيدي من البلاط الأميري وقطع رزقه الذي كان يقبضه ( كاش وليس بنكك) ! كلما أنشد قصيدة مدح ، حال المتنبي وهو يخط القصيدة يشبه حال الذين طردوا من الحكم في أكتوبر الماضي ولا زالوا يكتبون في معلقات الهجاء للعسكر وانقطع رزقهم السلطوي

نعم (عيَّدنا) وطبقنا السنة لكن صراحة لم يعيد هذا الوطن في ظل الوضع المتردي الذي يشكو منه زهاء الثلاث سنوات ، كل عيد يرذل هذا الوطن ويرذل ساكنيه ، خروف الأضحية العام السابق كان أكبر خروف حجما سعره لايتجاوز الستون ألف الآن هذا المبلغ يمكن بالكاد أن تشتري به حملا وديعا لكنه غير وديع شكل صاحبه عندما يخرج مالا من جيبه ! ، نسبة عالية من السودانيين لم يضحوا لعدم إمتلاكهم لسعر الأضحية ، يكفي أنه ضحي عنهم أفضل من خلق الله وهو المصطفي صلي الله عليه وسلم

كل عيد نرذل سياسيا لم يستقم الوضع الإنتقالي لشكل الحكم حتي الآن، الشارع فيه إحتقان سياسي أدى إلي إعتصامات متعددة وتتريس في شوارع الخرطوم التي صارت جنباتها و أنصافها مكبات لقمامة الحجارة ، الاعتصامات التي إستمرت أكثر من أسبوع يبدو أنها لا فائدة فيها ، ولم يكن لها جدوي غير تقييد حركة المواطنين لكن لا أعتقد أنه تشكل خطرا علي العسكر ولا تلمس فيهم شعرة لأن إختيار أمكنتها لم يحالفه التوفيق في الإختيار ، الإعتصام الذي يشكل خطرا ويمكن أن يغير دائما يكون في موقع سيادي ولكن هذه المواقع التي تم إختيارها داخل أحياء فقط لايكون لها أثرا كبيرا

الخطاب الثالث في مناسبة عيد الاضحية هذا العام يلقيه البرهان ، لازال البرهان يطلب من الأحزاب السياسية أن تتوافق ويدعوهم للتحضير والتجهيز وترتيب أنفسهم للانتخابات القادمة ولا يزال يقول ويقول ولا جديد في ظل وجود جهات سياسية تتخذ أسلوب لا أسمع ولا أرى ولكنني أتكلم كلاما (خارم بارم ) ، من ظن العسكر سوف يرجعون إلي الثكنات في ظل هذا الوضع السياسي اللامفهوم قد يخطيء في التقدير ، الجيش لايترك مفاصل الحكم إلا بعد أن يسلم الحكم لحكومة منتخبة

كتلة الحرية التغيير كل عام ترذل ولعلها ولدت رذيلة اصلا !! إنقسمت إلي عدة مسميات والمركزي لا زال في غيه القديم بأن الحكم ملكه وليس ملك لأحد غيرهم ، يريدون أن يصعدوا مرة أخري لكراسي الحكم لإعادة المشهد البائد القديم مرة أخري، العسكر يرفضون ذلك إن أتوا لابد أن يأتوا معهم اخرين ، سوف يرذلون حتي يركنون في ركن قصي ويفقدون كل شييء

قال الشاعر الكبير احمد محرم : يا قوم لا تردوا الخلاف فإنه ورد الطغام ومنهل الأرذال ، إن اختلفنا سوف تغوص في طين الأراذل وبسببنا سوف يرذل الوطن أكثر من ذلك واتمني أن يتبدل الحال بغير الحال الذي نحن فيه واكتب في العيد القادم : في هذا العيد تُعَزون بدلا من ترذلون.  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى