ابراهيم عربي يكتب : (البرهان) … أقطع رأس الكديس ..!

بقلم : إبراهيم عربي
يقال أن إمراة متسلطة ولديها بنتين ، الأولي تزوجت من شاب وديع ويقال أن نسيبته جاءتهم لتمرير أجندتها باكرا فسكنت معهم وبدأت في تنفيذ خطتها بالتعليمات والعريس ممتثلا ، بينما كان الشاب الثاني الذي يرغب من زواج البنت الثانية يراقب المشهد عن كثب قبل إكمال مراسم الزواج وبالطبع لم يعجبه سلوك نسيبته ..!.
فكرهذا الشاب في طريقة لإيقاف نسيبته في حدودها منذ البداية فابتدع فكرة قطع رأس الكديس (القطة) التي كانت مزعجة بالبيت ، فقطع رأسها بقسوة أمام نسيبته لحظة شروعها ممارسة هوايتها المفضلة ، فقطع العريس رأس الكديس بقسوة وقذف به بعيدا نحو الحيطة بعنف وصاح بشدة في وجه نسيبته عذبتينا مالك ..!!! ، فاندهشت النسيبة للسلوك فصمتت ولا كلمة وأعادت أدراجها لنسيبها القديم المطيع في ذات حالة الصمت ..!.
الشاهد أن النسيب القديم علم بالأمر وقد ضاق زرعا من تصرفات نسيبته وحاول تكرار ذات السيناريو معها فقطع رأس الكديسة بذات الكيفية وضرب به الحيطة وصاح قائلا عذبتينا مالك …!. فضحكت نسيبته وقالت له لكن دي قديمة …!.
بالأمس خاطب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش لقاء تنويريا لضباط القوات المسلحة والدعم السريع بالقيادة العامة ، قاطعا وسط حماس وتهليل وتكبير الضباط (ألا مجال لعقد أي تحالف ثنائي للجيش مع أي جهة محددة ..!) ، مؤكدا على حيادية القوات المسلحة وموقفها الثابت تجاه قضايا أمن وإستقرار البلاد ..!.
واضح أن الجيش بدأ يتململ ..! ، ولذلك جاءت تصريحات البرهان تلك ولا أعتقد إنها من فراغ ..! ، ربما يقود هذا الملل لحالات لا تحمد عقباها مثلما جاء في تصريحات لوزير الداخلية الأسبق بشارة أرور للإنتباهة أن الأوضاع الحالية في البلاد تمهد لإنقلاب وشيك ..! ، وربما لذلك جاءت التحركات المشعودة لقوات الدعم السريع أمس والتي أربكت حسابات الكثيرين ..!، غير أن البرهان أكد أن الحوار هو المخرج الوحيد للبلاد للعبور بالفترة الإنتقالية والمفضي قدما لتحقيق التوافق الوطني وصولا إلى مرحلة الإنتخابات ، وفي ذلك شدد البرهان على تمسكهم  بحوار الآلية الثلاثية بشرط أن يكون سودانيا شاملا لا يستثنى أحدا عدا المؤتمر الوطني ..!.
ربما ضاق صدر البرهان حقا بمماحكات أصدقاء الأمس الذين يحلمون بالعودة وظلوا يضعون المتاريس أمام تحركاته ، وقد إشتط  البرهان غصباً لإنقطاع التيار الكهرباء في وجهه أثناء مخاطبته إحتفالية إفتتاح أسواق للبيع المخفض للجمهور بأم درمان داخل المؤسسة العسكرية وتتبع لها فقال البرهان بغضب (يقطعوا المياه يقطعوا الكهرباء .. حتي لو قطعوا رقابنا ، لن يثنينا نحن في الجيش عن هدفنا حماية البلاد والحفاظ عليها لآخر نفس ..!) .
لا أدري من يقصدهم البرهان بالحديث تماما ..؟!، ولكن قطعا ماحدث خطأ يستحق التحقيق والمساءلة ، ولكن كان للبرهان تجاوز الحدث بالتجاهل دون حتي الإشارة إليه ، ولكنه من الواضح قصد لفت إنتباه المواطنين لهذه الأعمال التخريبية ، فالكلام بلاشك دخل حوش الجميع (أفتحوا عيونك كويس) ..!.
إن كان البرهان يقصد أصدقاء الأمس (4 طويلة) أو شرزمة اليسار أو وربائب الحزب الشيوعي الذين ظلوا يألبون الشارع بالمظاهرات باللاءات الثلاثة فإن الأوان قد فات ..! لا سيما وأن المظاهرات قد خرجت عن سلميتها بافعال مجموعة الغضب وملوك الإشباك ودولة الأناركية وجميعها ماهي إلا أذرع للحلو وعبد الواحد نور بالتنسيق الشيوعي ، ولكن  يبدو أن البرهان قد أدرك ذلك ، وربما نفذ صبره هذه المرة ومل تلكم الألاعيب والمماحكات ، وقد ظل هؤلاء يضعون المتاريس والعقبات أمام تحركاته لإفشال تواصله مع الجمهور لا سيما ماحدث بشأن إحتفال المؤسسة الإقتصادية المهمة والتي تعود بالفائدة علي المواطن المسكين لتخفف عليه إ رتفاع الاسعار وضييق المعيشة ، وبل كانوا يهتفون (ياعسكر مافي حصانة ، المشنقة أو الزنزانة ..!) ، ويرفعون اللاءات الثلاثة (لا تفاوض ولا شرعية ولا إعتراف) ..!.
ولكن يبدو أن البرهان أصبح حاله حال العريس الأول الوديع الذي إمتثل لتعليمات نسيبته ، فتراجع عن قرارات 25 إكتوبر إرضاء لنسيبته المتسلطة مما قاد لتدخل الخارج بقوة وشد الأوتاد من الداخل وخنق البلاد إقتصاديا وبالتالي أصبح أي تهديد للبرهان تواجهه (قحت) ولسان حالها يقول دي قديمة …!.
علي كل كشفت مصادرنا أن المسؤولة الأمريكية وفي حضور السفير السعودي أنبت الحرية والتغيير (قحت) المركزي لعدم جديتها ولتشتتها وخلافاتها مع بعضها البعض وبل ذهبت أكثر من ذلك وقالت لهم (أنتم أقلية ولا تساوون شيئا ..!) وقطعت بأن صبر المجتمع الدولي قد بدأ ينفذ لكثير من مستجدات الساحة السياسية الدولية وأن ما يدور في السودان لم يعد يشكل مكان إهتمام فلابد من الجلوس لحوار الآلية الثلاثية لحسم الخلافات والوصول لإنتخابات لا سيما وأن الجيش يدعو لذلك ..!. 
إذا تصريحات البرهان الأخيرة تؤكد أن الرجل تلقي ضوء أخضرا ..! وأن الجيش كرب وقال كفاية زلة وكفاية إهانة ..! ، إذا يالبرهان أقطع رأس الكديس حتي ولو يقولونها لك دي قديمة ..!.
الرادار .. الخميس 16 يونيو 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى