صوت الحق – الصديق النعيم موسى – لا لتسيس الخدمة المدنية !

siddig2227@gmail.com

ما دخلت السياسة في شئ إلاّ أفسدته على سبيل المثال لا الحصر نتناول حال الخدمة المدنية المنهارة التي أضحت مرتعاً للصراعات السياسية والحزبية ( اللعينه ) إنتهجت الإنقاذ سلوكاً سيئاً للغاية في تصفية الخدمة المدنية عبر ( الصالح العام ) تم فصل ألآف الموظفين والعمال من قبلهم ومكّن إنقلاب الجبهة الإسلامية لزمرته التي سيطرت على البلاد ثلاثون عاماً ( لاحقاً بمشيئة الله سأكتب عن دخول السياسة في القوات النظامية ) سيطر المؤتمر الوطني على مفاصل الخدمة المدنية وأصبح التعيين في الوزارات عبر السياسة ما قلّ تجد المهنية المطلوبة .
بعد سقوط البشير جاءت الحرية والتغيير وسارت في نهج المؤتمر الوطني ولم يسلم صِغار الموظفين من الفصل والإبعاد بل تعدى الأمر إلى العمال والسائقين ، وما بين ليلة وضُحاها ألآف الموظفين والعُمال هم خارج العمل ، تشابُه كبير في الأفعال والأقوال ما بين الحرية والتغيير والمؤتمر الوطني فكلاهما أحال الموظفين بلا محاكم وبلا سند قانوني يتم عبر التقاضي كلاهما إعتمد على المزاج والسياسة فقط ( فإن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) مثلما أحالت الإنقاذ الألآف من العمال والموظفين وإدّعت بأنهم ( طابور وشيوعيين ) جاءت الحرية والتغيير فأرتكبت نفس الخطأ وفصلتهم لأنهم ( كيزان ) نفس الإنتقام والتشفي .
تسيس الخدمة المدنية الذي فعلته الإنقاذ طبقته قحت في فترة حُكمها وللأسف تدفع البلاد ثمن تدهور الخدمة المدنية بسياسات إنتقامية واضحة وضوح الشمس ، كم من قرارٍ سياسي ساعد في تراجع الخدمة المدنية ؟ ولماذا أصلاً تدخل السياسة في مجريات الخدمة المدنية وتفاصيلها ؟
تدني الأداء في الخدمة المدنية يرتبط مباشرة بالتدخل السياسي في العمل وكما أسلفت هذا الأمر يؤثِّر سلباً في نهضة بلادنا ، وأنا على يقين ما دخلت السياسة في شئ إلاّ أفسدته وأمامكم فقط ( الجامعات وأزمة تراكم الدُفع ) لي صديق عزيز يدرس للعام السابع ولم يتخرج وآخر إقترب للعام الثامن . الدول المُحترمة تلتزم بتجويد مؤسساتها وتأنى بنفسها عن الصراعات والتجاذبات السياسية حتى ترتقي بالعمل وما أحوجنا لذلك وبلادنا تشهد إنهياراً غير مسبوقٍ ومع ذلك الفشل والذي يراه الجميع نتمنى نهضةً وإستقراراً إدارياً يفضي بدوره لتدويرعجلة الإقتصاد والنمو .
دخول السياسة في العمل الحكومي ( غتس حجرنا ) ودفع ثمنه كل الشعب إرتفاع الأسعار له صلةُ مباشرةً بتسيس العمل الحكومي وهذا الأمر لا ينكره إلاّ مُكابر فكم من قرارٍ سياسي تسبب في إرتفاع الأسعار ! وكم من قرارٍ غير مدروس زاد التضخم ! وكم من مسؤول تَرك عمله الأساسي وتفرغ للإنتقام والتشفي ! لي صديق عزيز يعمل في إحدى الوزارات السيادية في أقل من أربع شهور تم نقله لثلاث
مواقع ! لن نسير في الإتجاه الصحيح للخدمة المدنية ما لم ننسى العمل السياسي داخل الوزارات والمؤسسات الخدمية يجب أن نبعد هذا الأمر وليتنا نتعظ من تجربة المؤتمر الوطني وقحت فكلاهما ( عاس عواسته ) وأدخل البلاد في نفقٍ مُظلمٍ وكل ذلك بسبب السياسة ( وركوب الراس ) الذي لم تسلم منه الخدمة المدنية يتواصل والتضخم في زيادة مستمرة كل ذلك بسبب السياسة . وليتنا نتعظ من التجارب السابقة .
صوت أخير :
هذه الدولة تمتلك كل مقومات النهضة ولكنها تفتقد لمن يديرها وبسبب السياسة ما زالت الموارد كامنة ؛ أنظروا للكهرباء والنفط والتعدين والزراعة هذه وزارات إنتاجية وبسبب السياسة فشلت في رفع عجلة الإنتاج فلو كانت هناك إرادة صادقة لتساوى جنيهنا مع الدولار بهذه الوزارات فقط ولكنها السياسة تفعل ما لم يفعله مالكُ في الخمر . الخدمة المدنية تضررت كثيراً من السياسات الخاطئه .
لو تمّ الإستثمار في الزراعة وإتجهت الدولة بكلياتها لتمويل المزارعين بهامش ربح قليل جداً حينها نكون في الطريق الصحيح . الأمر ينطبق على الذهب وإنشاء بورصة عالمية وتشديد الرقابة على المطار مع ردع المهربين بالقوانين ولكن السياسة أفسدت ذلك كله وما زلنا نعيش على المنح والهِبات وليتنا نعمل لوطننا .
الخدمة المدنية هي أساس البناء والتعمير فإن أردتم التقدم والإزدهار أبعدوا السياسة عن الخدمة المدنية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى