بشارة جمعة أرور يكتب : تقويض الدولة بهدوء … كثرة الوسطاء و طوفان المبادرات

ما من دولة أو مجتمع كثرت عليها المبادرات والوسطاء إلا كان مصيرها الوقوع في بِركة الفتن والمؤامرات الدولية و بالطبع أغلبهم ليسوا بوسطاء….
و نخشى أن تزداد الأمور شدة وتعقيداً في ظل تشنج الأطراف وتصلب المواقف بينما تحيط بالبلاد طوفان المبادرات وكثرة التدخلات….
يا أيها الساسة،قيادات و زعماء المرحلة قريباً جداً ستعرفون كيف تم تشغيلكم وإشغالكم ببعضكم…، وهذه مُجرد خطوة في محيط مخططات الإلهاء وصرف الأنظار وتشتيت الانتباه عن قضايا الوطن الهامة في هذه المرحلة….
فإذا كنا شرفاء وأقوياء بوحدتنا ولا نرضى بانتهاك سيادتنا سنعبر وسننتصر كما قيل…
و ذلك يحتاج إلى التوافق الوطني والحد الأدنى من الترتيبات والتدابير الدستورية اللازمة في ظل هشاشة الدولة السودانية اليوم حيث مازالت البؤر الساخنة في العديد من أجزاء البلاد ترتفع فيها درجات التوتر بوتيرة أسرع مما كان عليها في المناطق المأزومة ولا نظن أن للدولة القدرة على الصمود على المحك إذا أشتعلت تلك البؤر بشكل جديد..
وخيراً ما قام به المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول، بطرح مبادرة مناهضة الكراهية التي تنامت وزادت من روح العداوة والتحريض على العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني. وفي ظل إستمرار هذه الظاهرة المملوءة بالتناحر والتوترات التي تغذي النفوس بشيءٍ من البغضاء والنفور والعداوة وهذه كلها أمراض تهدد لُحمة و تماسك المجتمع و قطعاً ستفتك بوحدة الوطن طالما هناك انتشار للشائعات المغرضة، والتحاسد والتنافس غير المحمود…. إذاً لا يبدو أن نهاية معاناة الشعب السوداني و انتهاك سيادة الدولة و كرامتها بقريب…، إذا كان من هو سبباً في نشر خطاب الكراهية بالتعبئة الإعلامية وإثارة الفتنة الجهلاء ،يعمل اليوم على إستمرار تنامي خطاب الكراهية وبث عبارات الشتم والتكريس لسلوك الوقاحة والدفع بالبسطاء نحو مسار الصدام مع الآخرين… ونعتقد أن هنالك شيء ما يلوح في الأفق السياسي، وربما يقود أولئك الذين يدعون إلى التعصب و يبتغون التشنج البغيض، للاستسلام الهادئ…،و هكذا هم أصحاب الأفكار المتكلسة والعقول المتحجرة الذين أدخلوا البلاد والعباد في هذا النفق المظلم، كالكلاب التي تعتبر من أكثر الحيوانات قدرة على التكيف مع الإعاقة و هكذا تجيد السباحة في أحواض العمالة والارتزاق.
بالطبع لا رابح اليوم في معارك التنافس السياسي بل الكل سيكون خاسر…، إلا أولئك الذين خانوا الأمانة والعهد وتاجروا بدماء وأرواح البسطاء الذين ضحوا من أجل تحقيق مشروع التحول الديمقراطي المنشود، و أولئك هم الذين سعوا لتقويض الدولة بهدوء وكرسوا كل أفكارهم لتفكيك المجتمع وانهيار الدولة إشباعاً للرغبات و أهواء تلك النفوس المريضة وإرضاءاً لمن كانوا و مازالوا يعملون لحسابهم…
(حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى