عبد المجيد الطيب يكتب : التوافق الوطني وأزمة الضمير

 

على مر التاريخ السياسي السوداني مر بعدد من النكسات ماقبل وبعد الاستقلال بين أبناء الوطن الواحد وكانت أولى النكسات عند زيارة الرئيس محمد نجيب لافتتاح البرلمان السوداني في مارس 1953م الذي قاد إلى مواجهة دموية بين رجال الشرطة وانصار حزب الأمة الذين ارادوا ابلاغ الرئيس نجيب صوت المعارضة الرافضة للاتحاد مع مصر ضد الحزب الاتحادي حزب الأشقاء سابقا واستخدم الحزب الاتحادي المكر السياسي وغير مسار محمد نجيب حتى لا يرا حشود الأنصار الكبيره فمن هنا يمكن أن تحلل بداية ازمتنا التي كانت بين اول حزبين كبيرين سمح لهم الاستعمار بالتكوين وممارسة النشاط السياسي لذلك نعتقد جازمين
ان اكبر مشاكلنا في السودان ليست في الموارد ولا الثروات والخيرات وإنما في الضمير واكبر مشاكلنا تتمثل في الأنانية وحب الانتصار للذات وروح الانتقام فننصرف عن القضايا الجوهرية والاساسية التي تفيد الوطن إلى تفاتف الأمور ونترك المصلحة العامة التي يستفيد منها كل الشعب السوداني وندور حول فلك المصالح الشخصية وتصفية الحسابات مع الخصوم السياسين حتى لو أدى ذلك إلى حرق الوطن أو فرتقته طوبه طوبه فعندنا مثل سوداني شهير يقول (يافيها يا نطفيها) فتحدث كل هذه العدائيات نتاج لأحداث شخصيه وتجد كل شخص تم فصله عن العمل العام حتى ولو بالطرق المشروعة يصبح عدائه لكل مؤسسات الدوله ويضع الكل في القائمة السوداء ويبحث عن أي فرصة لتفريغ شحنات الغبن والتشفي وحتى العمل السياسي عندنا في السودان مبنى على التدمير والخراب والعمل المضاد والممنهج والمعارض فيه على استعداد أن يقوم بكل شى يعرقل سير التنمية في بلاده كل ذلك لكي يشعر هو بالانتصار ويهزم مشروع وطنه من أجل التطور والازدهار كما هو حال أبناء السودان بالخارج في نهجهم في العمل ضد رفع الحظر الاقتصادي عن بلدهم فلا يهمهم الوطن ويفعلوا ذلك نكاية في النظام الحاكم ولا يعلمون أن هذا العمل يضر بكل الشعب السوداني ولنكن أكثر وضوحا نحن بحاجه إلى اعادة صياغة تركيبتنا السايكوجية ونفوسنا المريضه حتى نستشعر قيمة التسامح في دواخلنا والوطنية المفقوده فينا ونترك التشاحن والبغض وتناسي مرارات الماضي من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمه ولن يأتي هذا حتى نتجرد من كل سواءتنا ونعترف بأننا لا شئ لنبدأ مرحلة جديده في تاريخ السودان أساسها التصالح والتسامح مع الذات اولا ثم مع الجميع ونترك التلاوم ونفتح صفحة جديده من أجل العمل والنهوض ببلادنا فالتاريخ لن يرحم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى