السوق… عذبني وتفنن

تقرير : ابو اسامة

مع ارتفاع الدولار اليومي وتلك الإشاعات التي يتبادلها الكثيرين والتي تترتب عليها حياة الناس ومعاشهم صعوداً ونزولا فإن أساليب جديدة ظهرت على السطح في إطلاق الشائعات في أوقات محددة تؤدي إلى حالة إرباك لتفاصيل حياة المواطن السوداني.

إشاعة :

يعتمد الكثير من التجار في وضع الأسعار على الإشاعة بشكل كبير ويقوم عدد منهم بعمل مجموعات على الواتساب تغيير في الأسعار كل ساعة وفقا لما يتم تداوله من أحاديث ملفقة في وسائل التواصل الاجتماعي يتضرر منها بشكل كبير المواطن البسيط الذي يتفاجا بالزيادات في أي لحظة.

الدولار :

من المفارقات العجيبة أن بائعي التسالي والمنتجات المحلية يشتكون من ارتفاع الدولار وبالتالي هم مضطرون لزيادة الأسعار وتجد التبرير حاضراً أن زيادة الدولار يترتب عليها زيادة الترحيل بسبب زيادات الوقود ولذلك أصبح الشعب بأكمله يوميا يسأل ( الدولار اليوم عمل كم. )

في غفلة رقيبي :

ونستعير المقطع الأول للأغنية الشهيرة فمع هذا الانحدار السياسي الذي تعيشه البلاد أصبحت السلطة الرقابية في حالة مرض مزمن يسمى الوهن فهي غير قادرة على تتبع حركة السوق وضبطه وهي تجعل الباب مفتوح لخيارات التجار يفعلون ما يشاؤون بالناس دون حساب فظهر سلوك البيع بالمزاج وبأسعار لا تتناسب ابدا حتى مع الزيادة العالمية للسلع الغذائية أو المواد الأخرى أضف إلى ذلك أن وزارة التجارة الحالية أن كانت موجودة أو المحليات أو جمعيات حماية المستهلك كلها في حالة وفاة سريرية ولا يعرف المواطن البسيط أن هذه الأجهزة المنوط بها حمايته موجودة بالفعل وتؤدي دورها كاملا… والغريب في الأمر أنها فعلا موجودة ولديها مباني وميزانية وجيش ضخم من الموظفين والعربات بدون عمل ملموس يفرض سلطة الحكومة وتدافع عن المواطن وتلزم التجار بالعمل بالتسعيرة التي تحددها الدولة… انظر إلى مصر القريبة لا يجرو اي تاجر على البيع وفقا لهواه أو إشاعة تنثر هنا وهناك بل يتم ردعه بصورة فوزية من جهاز حماية المستهلك المستيقظ وليس النائم… فأين نحن من هذا…؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى