ابراهيم عربي يكتب : (شمال كردفان) … والي خارج الفورمة ..!

صدم أهل شمال كردفان بإعادة فضل الله محمد علي التوم واليا مكلفا للولاية بأمر كومرد بثينة دينار (عمدة الولاة) في أسوأ حالة أشبه ب(لعبة الكراسي) ، ربما أرادت سعادة الوزيرة أن تنتصر لشلتها ورفاقها في الحرية والتغيير (قحت) الذين أصبحت شمال كردفان في عهدهم مكانا للمساومات والترضيات ..!.
لم يتخيل الكردافة أن يتقلد السلطة في شمال كردفان (الولاية الهاملة) واليا أسوأ من خالد مصطفي (تبش) الذي جاءها حين غفلة من الزمان ، صاحب عبارة (المجد لي والمجد لك) ، ولكن مع الأسف جاءت الوزيرة بفضل الله محمد علي التوم واليا لولاية النفير والنهضة وإن لم يكن الأسوأ فهو ليس بالأفضل من سلفه خالد فلماذا هذا التعذيب الممنهج يا سعادة الوزيرة ؟! ، أليست تستحق شمال كردفان أن تستعيد عافيتها عقب ثلاثة سنوات من التوهان في عالم المجول ..؟!.
فلماذا إذا تلكم الصدمات المتلاحقة في عهد الحرية والسلام والعدالة ، فقد صدمت شمال كردفان من قبل بإلغاء نفير نهضتها بجرة قلم من قبل الجنرال محمد الخضر إبنها إستجابة لقاصري النظر ممن يسمون أنفسهم قيادات الحرية والتغيير (قحت) بالولاية والتي جاءت بذاتها حين غفلة من أهلها ، فإن أهل النفير أيضا فجعوا بما فعله خالد مصطفي إبنهم (المتضخم ذاتيا) من إخفاقات وتفريط في المشروعات التنموية والخدمية ، بلا شك حالات يسجلها التاريخ ولازلنا نتساءل أين ذهبت أموال نفير النهضة (الوديعة) ولماذا توقفت المشروعات الخدمية والتنموية ولماذا هربت زادنا وغيرها ..؟!، بلاشك نطالب بالمحاسبة والشفافية ..!.
الوضع في شمال كردفان قاتم وفي أسوأ حالاته في كافة المجالات الخدمية والتنموية في ظل عجز خدمات المياه والصحة والتعليم والأمن ، تؤكدها تقارير الأجهزة المختصة ، ولاية تعيش فراغا دستوريا وإداريا بتغيب الوالي المستمر بسبب المرض المزمن الذي أقعده ، وفي ظل التسيب الكبير في الخدمة المدنية في ظل غياب المسؤولية وتفشي المحسوبية والحزبية والشللية .
مع الأسف إنعكس هذا الفشل المتتابع سلبا علي المكتسبات التي حققها أهل شمال كردفان من خلال نفيرهم الذي وحد صفهم بمختلف مكوناتهم المجتمعية وتعدد آيديلوجياتهم السياسية وتباين مساراتهم وتوجهاتهم ، فقد توافق جميعهم علي وحدة الصف والكلمة من أجل ولاية آمنة ومستقرة ومزدهرة في وطن يسع الجميع .
الشاهد أن دولاب العمل قد توقف تماما في شمال كردفان بلا خطة في عهد واليها المكلف فضل الله محمد علي التوم الذي لزم بيته وسريره عاجزا عن إدارة قيادة الولاية التي تركها للمتردية والنطيحة وما أكل السبع فأصبحت مكان للتصفيات الحزبية والمساومات والترضيات وتؤكدها طبيعة قراراته المرتجلة تلك وقد جاءت أولي الضربات ضدها من قبل أهل محلية غرب بارا وربما يتبعها آخرون ، وبالطبع نحمل الوزيرة مسؤولية مآلات الأوضاع في شمال كردفان والتي أصبحت تماما بلا قيادة وبلا كوادر مؤهلة وأصبح من تبقي منهم غير مبال ، فقد قتل الوالي فضل الله ماتبقت فيهم من روح الإنتماء وحب للوطن .
ولكن لماذا لا يفعلها فضل الله بنفسه مقدما إستقالته .. ؟! متأسيا بالاستاذ ومربي الأجيال معتصم ميرغني زاكي الدين سليل ناظر البديرية والذي ترجل عن قيادة شمال كردفان لأخيه أحمد هارون وهو والي منتخب ، رغم أنه كان في ظروف مرضيه أفضل بكثير من حالة فضل الله المازومة هذه التي جعلته واليا خارج الفورمة ، الأخ فضل الله إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها ..! ترجل أخي فضل الله طوعا واختيارا في موقف شجاع يدخره  لك أهلك لتجنب الولاية الفتنة وانك أدري بذلك وانت إبنها وسليل ناظر الكبايش ..!.
ولكن أيضا لماذا لا يعفي رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان فضل الله محمد علي التوم من منصبه واليا لشمال كردفان بعد ما تبين أنه خارج الفورمة ومتشبث بكرسي السلطة مثلما أعفي بالأمس صديق الشيخ ليحل مكانه أحمد عثمان حمزة واليا مكلفا لولاية الخرطوم ومن قبله والي النيل الأبيض ، بلا شك إنها مراجعات مهمة وربما هناك مشاورات بشأن شمال كردفان ولكن الأوضاع في الولاية لا تنتظر المزيد من التسويف والمماطلة أدركوها قبل فوات الأوان ..!.
فلا أدري من هو محمد ابراهيم عبد الكريم الذي يلوك أهل الولاية سيرته تمجيدا ويرشحه زملاؤه ويقولون إنه الأفضل لقيادة شمال كردفان في هذه المرحلة المفصلية ، شخصيا لا أعرفه من قريب ولم إلتقيه يوما ولكنه (حسب الكردافة) هو ضابط إداري فذ مهني ومؤهل لقيادة الولاية وقد جربوه من قبل واليا مكلفا لبضعة أيام فاثبت جدارته واهليته فحقق لها العديد من الانجازات والتعاقدات التي فشل فضل الله في إستثمارها ، إذا لماذا لا تأتي سعادة الوزيرة بالضابط الإداري محمد ابراهيم عبد الكريم واليا مكلفا لولاية شمال كردفان ..؟! لا سيما أنه ليس من مكوناتها القبلية ولا تقاطعاتها ، لكنه خدمها مهنيا ويحظي بقبول وسط مكوناتها المختلفة ..!.
بلاشك إنها لمرحلة حساسة لتحقيق آمال وتطلعات أهل كردفان (شمالا وجنوبا وغربا) وتعتبر شمالها شارة الإنطلاقة فاذا توحدت كلمتهم وجمع صفهم فإن المنطقة ستمضي إلي مستقبل آمن ، ولا يستقيم ذلك في عهد فضل الله واليا خارج الفورمة .
الرادار .. الأربعاء الثاني من مارس 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى