محمدادريس
=أمضيت خمسة أيام في ضفاف الوريفة كسلا.. وجدتها كخلية النحل تضج بالانشطة والمبادرات والملتقيات،غبت عنها لخمسة أشهرتغيرت خلالها معالم الطرق الداخلية التي يجري سفلتتها بالدعم الولائي حركة عمرانية وانشائيةواسعة تنتظم شرق القاش،ازدهار وسط المدينة بالفنادق والمولات والمحال التجارية القادمة من الخرطوم ؛تشجيع الإستثمار يكون عمليا بتوفير المناخ المواتي من خدمات وتقليل الجبايات،ثم يأتي الملتقي الاستثماري الثالث كتتويج لأهمية الشراكة مع القطاع الخاص، والمؤسسات الاكاديمية كجامعة الشرق وجامعة كسلا ..!
=اتاحت لي منصة الملتقي سانحة الادلاء برأيي في جلسة مناقشة الأوراق “فرص الإستثمار في القطاع الإنتاجي ” الورقة الثانية التي قدمها الدكتور الفاتح الأمين والمهندس حسين حاج يوسف،بينما كانت الورقة الأولي عن قوانيين وإجراءات الإستثمار والورقة الثالثة عن فرص الإستثمار في القطاع الخدمي،فقلت بالمجمل ان معوقات الإستثمار معروفة للجميع وتتمثل في غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي وتقليدية رأس المال،وتضارب السياسات بين المركز والولايات وضعف البنية التحتية وصعوبة الحصول علي الأراضي المناسبة للإستثمار..!
=ولولا الهبة الشعبية للمجتمع الكسلاوي خلف قواته المسلحة،ولولا الانتصارات الكاسحة للقوات المسلحة والاجهزة المساندة،لما قفزت كسلا من مربع الإستعداد والطوارئ والمجهود الحربي ومطاردة التمرد في اصقاع البطانة وسيدون والخياري إلي فضاءات الإستثمار وإنشاء المناطق الحرة، واسئناف الرحلات السفرية عبر مطار كسلا الآية الكريمة “فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف “..
=ولولا التناغم بين أعضاء حكومة ولاية كسلا بقيادة الوالي اللواء ركن الصادق الأزرق ونائبه عمر عثمان آدم وزير الرعاية الاجتماعية ووزير المالية موسي محمد اوشيك والمدير التنفيذي لمحلية كسلا إدريس مداوي،لما صارت الوريفة قبلة للفعاليات القومية حيث استضافت الولاية قبل أشهر مهرجان (صنع في السودان)،كما استضافت عدد من الوزرات الاتحادية،واختارتها وزارة التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية كوجهة أولي لافتتاح انشطتها بتشريف الدكتور معتصم احمد صالح الوزير الإتحادي يرافقه الدكتور فاروق نورالدائم للمدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي والأستاذ احمد ابراهيم عبدالله الأمين العام لديوان الزكاة،بتقديم الدعم الاستراتيجي للأسر المتعففة وتدريب العاملين في ديوان الزكاة وتوسيع مظلة الحماية الصحية والاجتماعية للمحليات ..!
=نجح الملتقي الاستثماري في اكتشاف الفرص الكبيرة التي تزخر بها درة الشرق وعروس القاش في مجالات التعدين والسياحة والإنتاج الحيواني،وأهمية توسيع مشاركة القطاع الخاص والمجموعات الاقتصادية الكبيرة في الملتقيات القادمة والعمل من الآن لانفاذ توصيات الملتقي الثالث حتي لايتكرر النقاش حولهافي اروقة الملتقي الرابع بالدمازين والخامس في القضارف، أيضا كان الملتقي سانحة لتقييم أداء حكومة كسلا التي نجحت في تنظيم الملتقي الذي شرفه المجلس السيادي ممثلا في الدكتورة نوارة ابومحمد والأمين العام للجهاز القومي للإستثمار انتصار مدني وعدد من ولاة الولايات،نجح موسي اوشيك في الايفاء بالصرف علي التنمية كما تألق عمر عثمان في إنجاح الملتقي إعلاميا واجتذاب شركات راعية مولت الملتقي ذاتيا،في تجربة شبيهة بتجربة إيلا في مهرجانات السياحة بالبحر الأحمر،ملف الصحة والوبائيات يحتاج لتدخل عاجل من الوالي الأزرق وكذلك بقية الوزرات والمحليات التي تغط في نوم عميق وسط أسراب الذباب والبعوض..!
