أجراس فجاج الأرض -عاصم البلال الطيب – يوم بين البروف الترجمان وحفيد المهدى الإمام

*الطابية*
مملوء بالآمال معطون فى الآلام متعلق باستار الافذاذ من الرجال ،تحملنى أحاسيس الوجدان لمحطات عسى قليلا أستريح، رجال من بلادى قامات باسقات وثمار أغصانها متدليات ومتدانيات كما نخلات بين الجداول والخمائل منحنيات، لمعهد جامعة الخرطوم للترجمة تحملنى سوق الإعجاب للقاء البروف الطاهر آدم البشرى ترجمان لحوائج شهادات قد تحملنى وعقبى يوما بعيدا عن الأهل والديار أو تتركنى أصارع الوحدة فى مختتم المشوار،كل ما ازور البروف الطاهر يزدنى إعجابا بعلميته وإنسانية مهنيته،يجلنى لصحفيتى غير خاف إعجابه بصنيعى، طبع وادب العلماء يتجسد فى هذا الطاهر،يزلزلنى تنقله من مكتبه متأبطا شهاداتى لمعاملة داخلية يعز عليه تكليفى بها، يا لبهاء أدب وتواضع العلماء! غادرت فى أمسى مكتبه متأبطا ملفات من الدهشة والإعجاب بالأولاد السمر، متنقلا كمن به مس من مكان بلا هادٍ لآخر، إحساس بغربة الامكنة والأزمنة، كل ما دخلت عليه محراب عبادته وجدته منكبا فى عمله ترجمانا بين لغات يتقنها يتفنن فى إنتقاء المفردات من مكنونها، أضمرت فى النفس الإعجاب واحترت التعبير بأى الكلمات، قصدت طابية المهدى الإمام قبالة النيل لدى امدرمان لأكتب عن بروف يجزل ويبذل العطاء زهاء أربعين سنة علما لابنائنا وطائفة من دول صديقة من بينها الكويت الشقيقة التى غادرها قسريا متضررا إثنتين،مرة بسبب حرب الخليج إثر غزوة صدام المجنونة والثانية لموقف الإنقاذ الإنحيازى. جالست النيل قريبا من الطابية لاستمد من جلاله واغمس الأصبع فى كى بورد احباره ابلله واتعبق من تاريخية المهدى الإمام غير دارٍ بتأهب اقدام الحظ لإقلالى لدار مولانا الإمام المبجل أحمد المهدى وعجبت للتوافق اللحظى واحساس يغمر تيها بين البروف الترجمان ومولانا حفيد المهدى الإمام، فلم اكد اكتب حرفا فى حق أستاذ اللغات الطاهر مستوحا من عظمة الطابية حتى وجدت نفسى وجها لوجه امام مولانا أحمد المهدى محمولا على أجنحة الحظ واكف البركة ضيفا فى حضرته بكل هيبته و فى الخاطر صوفيته و صحبته لوالدى البلال متذكرا كما أشياء اللحظة وتداعيها زيارته لديم القراى قبل نحو نصف قرن من الزمان ضيفا فخيما على البلال، ثم خرجت عن رحابه وقد غدوته خماصا وغادرته بطانا مستشعرا عظمة التاريخ والعراقة والأصالة ناشدا دورها ولو لبرهة قليلة فى ردهة أزمة لازالت مقيمة ، مملوء مولانا احمد المهدى بهم وغم السودان معصوفا بالافكار ليهتدى بأيها الأصوب،رجال بعضهم من بعض، بروف الطاهر فى محرابه الترجمان ومولانا حفيد المهدى الإمام فى داره بكل الوسطية يتكئ على صوالج الجدود والأباء.

*الماكثة*
ليس حدثا عاديا لما تلتقى فى يوم رمزين، ومابالك لوكانا من سلالة الشيوخ والعلماء، مولانا احمد يقدح وبكمن خيرا، البروف الطاهر ينقطع عن الدنيا والعالمين واقران له للقيام بعمل صعيب ودقيق مستغرق لكل الحواس، لا اعلم كيف يتحمل البروف الطاهر بكل الأريحية عنت التوقف لاستقبال معاوديه لمختلف الأغراض بصورة آخذة وآثرة، حنكته ودربته ومعرفاته اللغوية لو وجهها للكسب بعيدا عما يقدمه من خدمات مقدرة لاكتنز بمشروعية جبال الثروات دعك من ذاك الجبل، يا سارية البروف الطاهر فانتبه. قاصدو معهد جامعة الخرطوم للترجمة بكل اللغات والإعتماد من شتى أنحاء المعمورة يقوم على تقديم خدمة المواءمة المضنية لأوراق الثبوتية مع مختلف الأغراض البروف الطاهر وزملاء له كلهم من نسل آدم البشرى، صيت ام الجامعات لا زالت تحفظه القامات ، لو اردت الصرامة فى الأداء والتمسك بالمهنية فاقصد الطاهر البشرى،رغم ما يبذله تجاهى من تقدير وتوقير اتحسس معه شعيرات الرأس وقد حملتني صدفة لمحرابه، لا يفوت فتفوتتة مطلوبة والنهايات الصحيحة فى ادبه المهنى تكمن فى البدايات وسلامة الإجراءات، يا له من مدقق شامل!،مملوء هو بالأمانة مستشعر هورومن معه عظم مسؤلية قضاء حوائج القاصدين بدقة ليدفع بترجمته كل لوجهته الصحيحة وثرياه المنتظرة، الإستشعار بتقدير صنعه عبر مظلة معهد جامعة الخرطوم لترجمة اللغات قاطبة، يتبدى له فى مواقف تسعده كما أسعدت نظرةٌ روح جماع المعنى، ينال البروف الترجمان مكافأت ماكثات فى صدره تحضه على تقديم المزيد،إلتقاه ذات مناسبة من هبّ نحو محييا مادحا ومقرظا ومعرفا بانه يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية فى وظيفة مرموقة وللدولار درارة إلتحق بها بفضل البروف الترجمان وقد قصده فى نهارية عجلا لترجمة فورية لأوراقه الثبوتية وإلا فقد الفرصة فانفعل مع همه الإنسان الطاهر رغم ضيق الوقت وربما انتهاء الدوام واعد ترجمة خطأ واحد فيها يخرجه عن المنافسة عليها، و البون شاسع بين إعمال قانون المعاملات الإنسانية عينا وحرفيا وبين تطبيقه روحا كما هو صنيع البروف الطاهر البشرى من يستحق وكل اقرانه تحية وصفقة بعد كل عملية ترجمة صائبة واوراقها غير عائدة، شكرا يا بروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى