مابعد مشاورات فولكر _ أسامه عبد الماجد : إذا عرف السبب

 

أنهى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس وفريق يونيتامس، الخميس الماضي، جلسات المشاورات بحوارات مع قادة وشيوخ الطرق الصوفية.. لم يترك فولكر منذ الشهر الماضي الأحزاب السياسية والجيش والحركات المسلحة والمجتمع المدني الا واستمع إليهم.

لكنه مارس الإقصاء مثله والمكون العسكري وقحت بابعاد المؤتمر الوطني .. مايعني أن الأزمة السياسية ستظل قائمة .. واستمرار حالة الاختناق السياسي.. وهذا مؤشر أن فولكر صمم مبادرته على هوى العسكريين أو قحت أو الاثنين معٱ.

 

كل من التقى فولكر اخفى التفاصيل الكاملة لمبادرته للحل .. لم يظهروا الشجاعة الكافية عدا قادة مسار الشرق .. الذين نشروا نص مبادرتهم التي حوت ضرورة الاعتراف والتأكيد أن العسكريين جذء أصيل من المشهد.. بينما قحت تواصل التضليل باعلانها أن أهم بنود مبادرتها وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين.

حسنٱ.. الذي رشح من معلومات أن فولكر سيعلن عن نتائج مشاوراته هذا الاسبوع .. قبل الاعلان عن جولة ثانية .. لكن قبل ذلك لم يعد أمام فولكر الا الاعتراف بوجود شارع ثاني .. غير الذي تحركة لجان المقاومة ومن خلفها أحزابٱ سياسية ذات أجندة معلومة.

شارع ثاني كشفت عنه مسيرة (26) يناير الضخمة التي طرقت باب فولكر .. وقالت إن السيادة خط أحمر.. أن الواقع الذي فرضته تظاهرات (26) يناير حفز رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لتوجيه اتهامات لفولكر بعدم الحيادية .. ولذلك بدأت المساحات تضيق أمام المبعوث الاممي.. وهو في مأزق حقيقي قبيل اعلان جولة ثانية من مشاوراته.

أن فولكر مطالب بالاعلان عن مسائل مهمة للغاية مثل تحديد سقف زمني لمبادرته .. الموقف من الوثيقة الدستورية والتي أصبحت لا قيمة لها.. وقبيل ذلك على الرجل أن يتحلى بالشجاعة وينشر تفاصيل المبادرات التي تسلمها .. حتى يعرف الرأي العام حقيقة الأحزاب والمكونات التي تتحدث باسمه.

لا اعتقد ان المبادرات ستحوي نقاط اتفاق .. يظهر ذلك من التصعيد غير المبرر من جانب المدنيين.. بالاستمرار في التظاهرات التي لن تغير مواقف العسكريين .. حتى وإن عرف عنهم التردد والبطء.

عدم تنوير فولكر للرأي العام يفسر بأن له أجندة من وراء مشاوراته .. أو يحاول أن يجعل ملف السودان فوق منضدة دولٱ بعينها .. وتحديدٱ الولايات المتحدة ‘ بريطانيا’ السعودية والإمارات .. وأنه يريد من الاولتين الدعم السياسي والاخيرتين الدعم المالي للمبادرة .. خاصة وأن بعثته تعاني شح التمويل.

لو كان هدف فولكر إعادة ما أطلق عليهم (أربعة طويلة) للحكم مجددٱ يكون كتب لمبادرته الفشل .. ولو كان الهدف اعادة قحت بهيئتها القديمة .. فذلك هو الخسران المبين .. لن ينصلح الحال دون توافق وطني.

توافق لا يستثني أحد بما فيه المؤتمر الوطني .. وليس بالضرورة أن يعني ذلك مشاركته في السلطة.. أن الجميع يتحاشى ذكر اهم ملف وهو الانتخابات ..والتي هي الفيصل..

ومهما يكن من أمر ..الكل يكذب وينافق أن الشارع معه .. أن كان معكم تعالوا به إلى الصناديق .. عندها لكن تكون هناك حاجه لوساطة فولكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى