صوت الحق – الصديق النعيم موسى – والماهيه أُف عيشة هاك وتُف !

siddig2227@gmail.com

قبل 15 عام تقريباً سمعت قصيدة عم عبد الرحيم مع شقيقي الأصغر عمر النعيم موسى ، حفظه الله وكان يردد مع المرحوم مصطفى سيد أحمد ، تقبله الله وأحسن إليه يردد هذه الجملة ( فتاح يا عليم رزاق يا كريم ) ففي هذه القصيدة أبياتٍ جميلة سطرها الراحل محمد الحسن سالم حُميد رحمه الله ، وبينما كنت جلوس في أوائل يناير الجاري مع أخي وصديقي الغالي ياسر عبد الله محمد البدوي ببورتسودان نسمع في :
والماهيه أُف عيشة هاك وتُف
في هذا الزمن تُف يا دنيا تُف
فسألته : ( بالله يا ياسر من الزمن داك الماهيه ما تعبانه )
ذكر وزير المالية أنَّ راتب العامل بالحكومة لا يغطي أكثر من ثلاثة أيام ، هذه الجملة كفيلة أن تجعل موظفي الدولة ( عبيد ) للحكومة ! العبارة التي ذكرها وزير المالية واقع يعيشه موظفي الدولة منذ سنواتٍ طويله ، فلم تأتي بشئ جديد يا جبريل إبراهيم والقطاع الحكومي كله ينتظر زياداتك التي ذكرتها وهل ستكون لعنة عليهم مثلما كانت في عهد سلفك البدوي حيث فرح الموظفون ولكن فرحتهم لم تكتمل بإرتفاع التضخم إلى مستوى قياسي وكل ذلك بسبب غياب الأُفق .
سألني صديقي المهندس أشرف عبد الماجد البدوي عن الموارد التي تغطي زيادة المرتبات فقلت له ( المكنات شغااااله رب رب رب ) ليس أمامهم شئ ليقدموه ، عقولهم خاوية ، يا صديقي أشرف نحن في حوجة لمن يُدير الموارد الموجودة بكثرة على طول بلادنا فحوجتنا أكبر لكفاءات حقيقيه ( لكن ربنا إبتلاءنا بي كفوات ما عندهم علاقه بالإداره ) لا تستغربوا يا أهل السودان من سياسات دكتور جبريل وزير المالية والتناقض الكبير الذي فعله في زيادة الكهرباء ثم تجميد القرار وإعادة الكهرباء مرة أخرى بزيادة أقل من السابقه ، جبريل مثل من سبقوه في إدارة الموارد ، فاشل بدرجة ” إمتياز ” همه فقط زيادة الدخل للدولة فزاد الكهرباء ولم يهمه البُسطاء من أهل البلاد . ودعونا نتطرق لمأساة السودان الحقيقية التي ظلّ الشعب يتذوق مرارتها في كل حينٍ ، وزراء القطاع الإقتصادي يتحمّلون الوِزْرُ الأكبر في تدهور الإقتصاد ، ماذا قدموا منذ سقوط البشير ؟ لا شئ . نعم لا شئ ؟ كلهم فاشلون لم يطرحوا مبادرات أو رؤى وأفكار تخرج البلاد من أزمتها الطاحنة .
لنعود إلى المرتبات التي يقول عنها وزير المالية : راتب العامل بالحكومه لا يغطي أكثر من ثلاثة أيام ، ( يادوووب عرفت الكلام ده يا وزير الماليه ) في العام 2017 كتبت مقال بعنوان ” مرتبات السجم ” وما زالت مرتباتكم سجم ، أتمناك يا وزير المالية أن تخرج علينا وتخبرنا بمرتبك كاملاً إضافة إلى الحوافز والمخصصات التي تتقاضاها أنت وبقية زملائك الوزراء والوكلاء ، ما نسمعه في قضية مرتبات الحكومة ليس بالأمر الجديد لذلك الدولة ( بتستعبد الموظفين والعمال ) نظير مرتباتٍ تافهه وغير محترمه وغير منصفة للذين يخرجون من منازلهم صباحاً ويعودوا المساء ، الذي يريد أن يعرف كيل الحكومة بمكيالين في ما يأخذوه فليستقصى عن الحوافز والعلاوات التي ينالها المسؤولون الكبار ( وزراء و وكلاء ) الذين يطلقوا على أنفسهم قيادات وهم غير ذلك . إضافةً إلى الوقود والكهرباء والسكن المجاني ، الجميع يعرفها إنهم لا يعانون مثلكم ينالون أكبر الأجور وحوافزهم ومخصصاتهم كافية بعكس العمال الذين يعملون في درجات ضعيفه فهل سألتم أنفسكم كيف يعيش هؤلاء ؟
زيادة المرتبات يا وزير المالية ( الغير شرعي ) ليست مِنة منكم وإنما هي حق للموظفين والعمال تلك الطبقة الأكثر فقراً في البلاد وإن سلّمنا جدلاً تم زيادة المرتبات لأكثر من 700% فهي لن تكفيهم ليعيشوا في رخاء بل سيزيد معها التضخم مجدداً برغم تطمينات د جبريل بأنّ الزيادة لن يبتلعها السوق وهو حديث غير منطقي سيبتلعها السوق وكأن شئ لم يكن .
الحياة التي يعيشها موظفي الدولة مؤلمة للحد الذي لا يمكن أن يتصوره عقل إنسان ، وهناك الكثير منهم لا يملك منزل فيقع على عاتقه إيجار شهري ومصروفات لا حِصر لها من مأكلٍ ومشربٍ وعلاج ورسوم مدارس وكهرباءٍ وماء من أين له بهذه الأموال ؟ أنتم تهينون العمال والموظفين الذين لا حول لهم ولا قوه في ظِل إرتفاع في جميع الأسعار وهل يعلم وزير المالية أنَّ مرتب الكثير من العمال لا يشري لهم جوال السكر .
صوت أخير :
زيادة المرتبات واجب للعاملين بالدولة والأوجب إيقاف التضخم الذي يسير الآن فألحديث عن تراجعه لعب بالعقول فقط ، فهل سألتم أنفسكم سؤالاً عن زيادة الدولار في السوق الموازي فألدولة التي قامت بشراء الدولار من السوق الأسود لسداد تعويضات الأمريكان لا أستبعد دخولها مرة أُخرى في السوق الموازي وتقوم بشراء الدولار مما يحدث ندرة وترتفع أسعاره مرة أخرى .
نحن لا نحتاج لكل ذلك ،،
فقط حوجتنا في إدارة الموارد الزراعية والحيوانية والمعدنية التي بدورها ترفع الناتج القومي للدولة فحينها يعم الرخاء البلاد ويعود الجنيه لمكانته الطبيعية التي فقدها بسبب سوء الإدارة .
ونواصل بمشيئة الله .
اللهم بلّغت ،،
اللهم فأشهد ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى