بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، تُسلّط منظمة مشاد لحقوق الإنسان الضوء على الأوضاع الإنسانية والقانونية الصعبة التي يواجهها المهاجرون السودانيون في مختلف أنحاء العالم، في ظل استمرار الحرب وتداعياتها العميقة. إذ يُقدَّر عدد المهاجرين السودانيين بأكثر من 4.7 مليون وسبعمائة ألف مهاجر، يعيش عدد كبير منهم في ظروف احتجاز أو في ملاجئ تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية، وذلك في أكثر من عشرين دولة، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية واتساع نطاقها.
إن المهاجر السوداني يستحق الحماية الكاملة، دون تمييز أو تأجيل، وفقًا لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون حماية اللاجئين، بما يكفل صون كرامته الإنسانية وضمان أمنه وسلامته. وتؤكد منظمة مشاد أن الظروف التي يتعرض لها المهاجرون اليوم تشكل انتهاكًا صارخًا لهذه المبادئ، وتفرض على المجتمع الدولي مسؤولية عاجلة ومباشرة.
وتجدد منظمة مشاد دعوتها للمجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في حماية المهاجرين السودانيين، وتخفيف معاناتهم الناتجة عن الحرب، وضمان معاملتهم معاملة إنسانية تحفظ حقوقهم الأساسية، وتيسير وصولهم إلى سبل الحماية القانونية والخدمات الضرورية، بما يتوافق مع الالتزامات الدولية ذات الصلة.
وإذ تُعلن منظمة مشاد عن عقد شراكات استراتيجية مع أكثر من 20 مكتبًا قانونيًا في الدول التي يتواجد فيها المهاجرون السودانيون، فإنها تهدف إلى تبني قضاياهم والدفاع عن حقوقهم وحمايتهم قانونيًا وإنسانيًا. وتؤكد المنظمة التزامها الكامل بتقديم الدعم والمساندة القانونية لكل من يحتاج إلى المساعدة، وتناشد جميع المهاجرين السودانيين الذين يواجهون تحديات أو انتهاكات أن يتواصلوا مع المنظمة للحصول على الدعم والحماية اللازمة، بما يضمن صون حقوقهم وحفظ كرامتهم الإنسانية.
إن حماية المهاجرين السودانيين وصون حقوقهم ليست خيارًا سياسيًا، بل واجب إنساني وقانوني يعكس صدقية المجتمع الدولي في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز العدالة وحفظ الكرامة الإنسانية، ويؤسس لاستجابة دولية مسؤولة تجاه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحًا في العالم اليوم
