أخر الأخبار

عقوبات واشنطن على دكتور جبريل إبراهيم… استهداف للرموز الوطنية وصوت الشعب أقوى

بقلم : شاذلية حسن عبدالله

في خطوة أثارت موجة واسعة من الاستنكار داخل السودان، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ورئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم. خطوة وُصفت من قِبل الشعب السوداني بأنها جائرة وغير عادلة، لا تستند إلى منطق سياسي أو قانوني وتمثل حلقة جديدة في سلسلة التدخلات الخارجية الساعية إلى إضعاف السودان وتمزيق وحدته الوطنية
د. جبريل٠٠ مناضل منذ ما قبل الإنقاذ إلى ثورة ديسمبر المجيدة
يرى السودانيون أن د. جبريل لم يكن يومًا مجرد مسؤول في الدولة، بل هو مناضل قديم حمل هموم الشعب وقضاياه العادلة منذ سنوات طويلة. فقد وقف في وجه أنظمة القمع والاستبداد، وقدم التضحيات الكبيرة من أجل أن ينال السودان حريته وكرامته. وعندما اندلعت ثورة ديسمبر المجيدة، كان أحد أبرز الأصوات التي أيّدت الشارع ووقفت مع الجماهير في مطالبها بالحرية والسلام والعدالة. لقد رآه السودانيون حاضرًا في لحظات التغيير المصيرية، وهو اليوم يقف في الصفوف الأمامية مع القوات المسلحة في معركتها المصيرية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
شخصية متوازنة جمعت بين السياسة والعسكر والاقتصاد
لم يكتفِ د. جبريل بالعمل السياسي، بل أثبت أنه قادر على الجمع بين القيادة السياسية، والدور العسكري، والإسهام الاقتصادي في وقت عصيب من تاريخ السودان. هذه المزاوجة النادرة جعلت منه شخصية استثنائية صمدت أمام التحديات، وحافظت على توازنها رغم العواصف.
ويصفه الشارع السوداني بأنه رجل المرحلة الذي استطاع أن يبرهن أنه ليس مجرد قائد سياسي، بل رمز وطني متعدد الأبعاد، يفكر بعقل اقتصادي، ويقاتل بروح عسكرية، ويتحرك بدوافع سياسية وطنية صادقة
استنكار شعبي واسع للعقوبات الأمريكية
من قلب الشارع السوداني تعالت الأصوات المنددة بالعقوبات، إذ يعتبرها الناس انحيازًا سافرًا للمتمردين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم من قتل وتشريد واغتصاب بحق المدنيين العزل. ويطرح المواطنون سؤالهم البسيط والعميق في آنٍ واحد: لماذا تستهدف واشنطن رجلاً متوازناً، لا تُحسب عليه جرائم ضد شعبه بينما تغض الطرف عن قادة الميليشيات الذين يوثقون جرائمهم بالصوت والصورة
يقول أحد المواطنين:نحن نعرف من هو جبريل… رجل عاش معنا في الشارع منذ أيام الثورة، وقف مع الناس وضحى من أجل السودان فكيف يُعاقب بينما ينجو القتلة الحقيقيون
المحللون استهداف رموز وطنية لإضعاف الجبهة الداخلية
المراقبون يرون أن العقوبات على د. جبريل ليست سوى جزء من مخطط أوسع يستهدف الرموز الوطنية التي تقف خلف الجيش في معركته ضد الميليشيا المتمردة. ويؤكدون أن د. جبريل يمثل رصيدًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا يصعب تجاوزه، وبالتالي فإن استهدافه هو محاولة لضرب الجبهة الداخلية وخلق شرخ بين القوى الوطنية
لكن، وعلى عكس ما تسعى إليه واشنطن، فإن هذه العقوبات قد تأتي بنتائج عكسية، إذ عززت من مكانة د. جبريل بين السودانيين الذين رأوا في استهدافه دليلًا على قوته ونفوذه وتأثيره في الساحة الوطنية
ويقول أحد المحللين السياسيين العقوبات على جبريل لن تضعفه بل ستزيد من رصيده الشعبي، لأنه يُنظر إليه كرمز وطني يقف ضد التدخلات الخارجية وضد الميليشيا المتمردة
رسالة الشعب إلى المجتمع الدولي
اليوم، يبعث السودانيون برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: د. جبريل إبراهيم ليس مجرد وزير أو قائد حركة، بل هو رمز وطني يقف إلى جانب شعبه في أحلك الظروف. وإن العقوبات المفروضة عليه لن تغيّر من هذه الحقيقة، بل تزيد من إصراره وإصرار السودانيين على المضي قدمًا في معركة الكرامة والسيادة
لقد علّم التاريخ أن القادة الذين يتعرضون للاستهداف الخارجي يزدادون رسوخًا في وجدان شعوبهم، وأن الشعوب لا تنسى من ناضل لأجلها وضحّى في سبيلها. ود. جبريل، بنظر السودانيين، هو واحد من هؤلاء الرجال الذين يسيرون بثبات في طريق التاريخ، غير آبهين بالضغوط والمؤامرات
إن ما جرى لم يكن مجرد عقوبات على شخص، بل هو استهداف لإرادة شعب بأكمله. والسودان اليوم يقول للعالم بصوت واحد عقوباتكم لن تكسرنا، ورموزنا الوطنية لن تهتز. فد. جبريل إبراهيم سيظل، رغم كل شيء، منارة للنضال الوطني ورمزًا للاستقرار والاتزان في زمن الفوضى والدمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى