إذا عرف السبب – أسامة عبد الماجد- (المخابرات) والمبادرة الأممية

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونتامس) في بيان لها أمس الجمعة تأكيدها عدم استثناء جهاز المخابرات العامة من المشاورات الخاصة بمبادرتها .. والتي أطلقها رئيسها فولكر بيرتس في الثامن من يناير الجاري.

أشار فولكر في وقت سابق إلى أن المشاورات ستشمل القوى الفاعلة .. وبالطبع يأتي في مقدمتها جهاز المخابرات .. ذائع الصيت على الصعيد الإقليمي والمعروف على المستوي الدولي بأحكامه التنسيق العالي مع أجهزة امنية عالمية في مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه).

ما من جهة أكثر تنظيمٱ وترتيبٱ قادرة على التعامل مع المبادرة الأممية من خلال تقديم شروحات تفصيلية عن الأزمة السياسية بالبلاد مثل جهاز المخابرات .. رغم الهزة العنيفة التي تعرض لها منذ فبراير 2018 عقب عودة مديره الأسبق صلاح قوش الذي (ساط الدنيا) من خلال حملة تشفي وانتقام… انتهت بسقوط النظام.

مرورٱ بالمدير السابق جمال عبد المجيد الذي (حنط) الجهاز ونقله الى المتحف .. ويعود ذلك إلى انغماس الرجل في العمل الاستخباري العسكري لا الأمني .. فوصل اداء الجهاز الى مستوى لعب المنتخب الوطني لكرة القدم.

حتى أنني كتبت في هذة الزاوية بتاريخ 13 يونيو 2021 تحت عنوان (أين جهاز المخابرات).. قلت في المفتتح (بعد طول غياب , ظهر جهاز المخابرات العامة للإعلام بشكل باهت وغريب .. دشن موقعه الالكتروني الرسمي .. تقدم الحدث مديره العام جمال عبد المجيد – الذي لا يميز كثير من الناس وربما أهل الصحافة كذلك صورته ورتبته)

واضفت (الحدث أقل من عادي ولا يستحق كل الضجة التي أحدثها الجهاز… أعجب لكل هذا الانزواء والغياب المتعمد من الجهاز بأمر قيادته عن المشهد دون مبرر .. نعم يسدد الجهاز في فواتير باهظة التكلفه اثقل بها مديره الأسبق صلاح (قوش) كأهله .. بسبب تسخيره كل إمكانات الأمن الهائلة في إسقاط المشير البشير وحكم الانقاذ).

وكتبت في صدر المقال ( لا يمكن أن يظل الجهاز منكفئٱ على نفسه .. والبلاد تنحدر وبسرعه نحو هاوية سحيقة.. يعلم القاصي والداني أن الخرطوم أصبحت مستباحه بواسطة السفارات والمنظمات الاجنبية.. هناك حالة من الاستقطاب للشباب ..خطيرة ووخيمة العواقب).

يحمد لرئيس مجلس السيادة ان استشعر خطورة التدهور الأمني الذي وصلت إليه البلاد .. وان كان ذلك لم يعد خافيٱ حتى على المواطن العادي .. وتدارك الأمر بتعيين مدير للمخابرات من داخل الحوش الأمني (الفريق أحمد مفضل) .. وسرعان ما اوقف النزيف الحاد لمعنويات منسوبي المخابرات.. بالبدء الفوري في ترتيب البيت الداخلي.

وأصبحت الفرصة كبيرة أمام الجهاز ليقوم بدوره .. وتزامن ذلك مع القرار الصائب بإعادة صلاحياته السابقة.. وهى خطوة يروج قلة من الساسة وبعض الخبثاء أنها تهدف لقمع الاحتجاجات .. بينما القضية أكبر من تظاهرات بدأت في الانحسار وتمضي دون هدف.. وإن كان وقودها عمليات قتل منتقاه ومرفوضة تمامٱ .. تستوجب الإدانة وضرورة التحقيق الجاد.

لكن المهددات الأمنية ماثلة للعيان .. ودونكم الخلايا الإرهابية، التي بدأت في الانتشار .. الى جانب تنامي عمليات تهريب البشر – حشرت الدعم السريع أنفها دون ترتيب للعمل في مكافحتها .. وكذلك انتشار تجارة المخدرات وتهريب السلاح وزيادة معدلات الجريمة خاصة في المركز.. مما يتطلب عمل استخباري دقيق ,لا يملك مفاتيحه سوى جهاز المخابرات.

أن مشاركة المخابرات في المبادرة الأممية ستجعل فولكر ومعاونوه ينظرون للمشهد السياسي بعين ثالثة .. وفقٱ ل (معلومات) لا (وشايات).. و(تقارير) لا (حديث فطير).. ورؤية (خبراء) لا (نشطاء).
كما أن الجهاز سبق فولكر نفسه بإطلاق مديره مفضل عند تسلمه لمهامه مبادرة وطنية لتجاوز التحديات .. بالتالي حري باصحاب (المبادرات) أن تشملهم (المشاورات).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى