السماني عوض الله يكتب : “اقرعوا الواقفات” !!

الخرطوم الحاكم نيوز

الشعوب المحبة لوطنها لا تبخل بشئ تجاه رفعته وتعمل كل شئ لحماية آمنه القومي والاستراتيجي ومصالحه الاقتصادية في سبيل ان تنعم هذه الشعوب بخيرات بلدها تنمية وتطويرا ورخاء.

وعلينا جميعا أن نسأل أنفسنا عن ماذا قدمنا للوطن من أجل الحفاظ على امنه القومي ودعم اقتصاده؟

قد تأتي الإجابات على هذا التساؤل متباينة في كثير منها ومتطابقة غالبيتها بحيث ان لا أحد يريد أن يصبح خائن لوطنه رغم ادراكه بأنه يقوم بأعمال تعتبر في حد ذاتها خيانة من أجل إشباع رغبته الذاتية.

الذين يقومون بتهريب الذهب الخام الي دول الجوار هل انتابهم الشعور بالانتماء للوطن؟. والذين يقومون بتصدير الثروة الحيوانية حية الي مصر هل شعروا بانهم يطعنون الوطن في خاصرته؟ والمهربون الصمغ العربي والسمسم الي بعض دول الجوار هل يدركون انهم يقومون بتدمير الاقتصاد السوداني؟

قد يتعلل كل هؤلاء بأن الأسعار في تلك الدول مغرية مقارنة بما يجدوه من مقابل داخل الوطن – وانهم يكونون محقين في ذلك – لكنهم لا يدركون انهم يبيعون خيرات الوطن بثمن بخس من أجل إشباع رغبتهم المادية.

سادتي… هل تدركون انكم تدمرون الاقتصاد الوطني وتدعمون نمو وتطوير اقتصاديات دول أخري وتنعكس تلك الخطوات على المواطن هنا وهناك سلبا وايجابا.. تدعمون رخاء بلدان تقومون بتصدير او تهريب خيرات السودان ليستفيد منها آخرون ويتألم منها مواطني السودان؟

الأ آن الأوان أن نلتفت الي هذه الممارسات الخاطئة التي ارتكبت في حق المواطن والوطن في تدمير الاقتصاد ووقف تلك الأعمال الهمجية التي تمارسونها بالتهريب وغيرها من الأساليب؟

مصر تستورد الماشية الحية من السودان وتقوم بتصنيعها وتغليفها بعد الاستفادة من لحومها وجلودها وعظامها وصوفها وتكتب عليها منتج مصري ليكون العائد ملايين من الدولارات.

إثيوبيا تستلم سمسم القضارف المهرب وتقوم بتنظيفه وتعبئته وتصديره الي تركيا وأوروبا وتكتب عليه منتج اثيوبي وعائده ملايين الدولارات.

تشاد وأفريقيا الوسطي تستلمان الصمغ العربي المنتج في السودان وتقومان بتعبئته وتصديره الي فرنسا وامريكا ويطبعان عليه ديبجة منتج تشادي ومنتج أفريقيا الوسطي.

الإمارات تعتبر اكبر سوق للذهب السوداني الخام والذي يهرب إليها عبر مطار الخرطوم الدولي ويأتي إلينا مرة أخري ليباع في الأسواق السودانية باضعاف الأسعار.

ان الوطنية الحقيقية ليس من الجلوس على كرسي الحكم والوصول إلى السلطة بل هي أن تتشمر لمنع هذه الممارسات الخاطئة وايقافها لتحقيق شعار “حنبنيهو”

شعار حنبنيهو يتوجب تحقيقه من خلال الاستثمار في الصناعات التحويلية والتي يجب أن يكون شراكة بين القطاعين العام والخاص وتشديد القوانين الرادعة التي تمنع تصدير الخام لأية جهة مهما كانت العلاقة الثنائية والتي يجب أن تكون مبنية على المصالح المشتركة وان تآتي تلك الدول في الاستثمار في الصناعات التحويلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى