
الإهمال وعدم الاهتمام بالمسؤولية المؤكلة للمسؤول المعني أدت إلي تدمير الكثير من المشاريع وخروجها عن الخدمة ونتيجة لذلك ازدادت المعاناة.
ويظل الاهتمام هو سيد الموقف وعندما يفيق المسؤول من انشغالاته الاخري سيعض أصابع الندم بعد أن يشعر أن إعادة تشغيل المشروع المعني تضاعف مئات المرات ويتيقن أن إعادته لسيرته الأولي من سابع المستحيلات.
أصبت بالاندهاش وتألمت جدا عندما اري كل صباح شجرة مانجو مثمرة “تحرق” واخري بدأت تذبل بمشروع الشعب الزراعي الاعاشي في منطقة القري المتحدة شمال بحري.
هذا المشروع يعتبر من أكبر المشاريع الزراعية التي تمد ولايةذ الخرطوم باجود أنواع الفاكهة من المانجو والبرتقال والجوافة والليمون بجانب مختلف أنواع الخضر بجانب انه من المشاريع التي تمد الصادر السوداني من المانجو والليمون.
المشروع يتميز بقنوات ري لا توجد في منطقة في السودان من حيث طبيعة انسياب المياه ولا يبعد كثيرا عن النيل ولكن إهمال إلادارة المسؤولة عن المشروع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جهة خفية تعمل من أجل تجفيف هذا المشروع واستغلال مساحته لأغراض أخري.
والموسم الماضي حقق المشروع فشلا ذريعا وهذا الموسم أيضا مهدد بفشل أكبر نتيجة للاهتمام خاصة لاشجار المانجو التي بدأ بعضها “ينشف” من العطش واصبح “زريبة هوامل” وبوابة بلا باب.
والمؤكد الذي لا يحتاج تأكيد أن مخرج السودان من أزمته الاقتصادية تكمن في الزراعة الأمر الذي يجعلني أن اهمس في أذن والي الخرطوم ووزيرة الزراعة أن سارعا باللحاق بالمشروع قبل أن تعضا أصابع الندم وتفقد الخرطوم مورد اقتصادي مهم مثل مشروع الشعب الزراعي.
المشروع لا يحتاج الي جهد كبير فقط في حاجة إلي إدارة تؤمن بأهمية المشروع وجدواه الاقتصادية وتدرك أن الحفاظ على شجرة قائمة ومنتجة أفضل بمليون مرة من أن تقوم بزراعة أخري تنتظرها سنوات حتي تثمر.
الأمر الان على طاولتكم حافظوا على الموجود من تلك الأشجار أوقفوا التعديات اسقوا الشجرات واصدروا القرارات الصارمة التي تعيد لهذا المشروع وضعيته وجدواه الاقتصادية لأنه قادر على سداد تكلفة التشغيل خلال موسم واحد فقط.