ناهد قرناص تكتب : سواقنا سواقنا زينة

الخرطوم الحاكم نيوز

في اغلب بلدان العالم المواصلات العامة حكومية ..الذين يعملون بها موظفون بالدولة ..خطوط تلك المواصلات معروفة ومواعيد البصات ايضا ..ولها محطات محددة يقف عندها البص في الزمن المعين ..لذلك يمكنك بكل ثقة اعطاء مواعيد والالتزام بها ..في تلك البلاد ..عندما تأتي لمحطة البص …سيكون سؤالك عن مسار البص ..هل سيمر بالموقع الذي تريد النزول عنده ؟ وستبحث عن ذلك البص الذي سيذهب بك حيث تريد ..ربما تسأل ايضا عن موعد قدوم البص ..او ربما تسأل عن البص هل هو حديث ؟ ام أكل عليه الدهر وشرب؟ …ربما تسأل اسئلة كثيرة ليس من بينها بالتأكيد اي سؤال عن السائق ..لا يهمك من هو .؟ ذكر ام انثى ؟ طويل ام قصير ؟ اسمر ولا ابيض ..اي سائق والسلام.. .المهم انه يملك رخصة قيادة عامة وله خبرة بالطريق ..ويمكنه التصرف عند الأزمات ..غير كدا ..لا شئ يهمني في السائق ..المهم هي خارطة الطريق .

بالأمس جلست واستمعت للمؤتمر الصحفي لمجموعة من الوزراء ..بينهم وزير مجلس الوزراء ..والتعدين والاعلام ..في تلك اللحظات قلت لنفسي الجماعة يادوب انتبهوا لخارطة الطريق ..طوال السنتين الماضيين اضعنا الوقت في البحث عن السائق ..ترشيحات وجدال وخصومات ومحاصصات واتفاقيات من اجل اسماء سواقين ما ان جلسوا على كرسي القيادة ..الا واكتشفنا انهم بدون خبرة ولا يملكون رخصة قيادة عامة ..واخذنا الدرس باصعب الطرق … الجماعة ساقونا في (الدقداق ) ..يطلع من حفرة ويقع في اخرى ..وكل ما يخفق احدهم ..يتم تغيير السائق ..والحال ياهو نفس الحال ..بل يسير من سئ الى أسوأ ..حتى كان قبل اسبوع عندما اعلن حمدوك مبادرته ..حينها انتبه الجميع الى ان البص كان يسير (اوف رود).

الان حصحص الحق ..والذي حدث بالأمس هو الذي كان يجب حدوثه منذ البداية ..لجان تخصصية تجتمع وتعلن ما توصلت اليه على الملأ وتناقش وتدافع عن برامجها ..لاننا نستحق الأفضل ..هل الذي حدث هو الغاية ؟ لا انما هي البداية ..المطلوب هو خارطة الطريق كاملة ..المحطات والتوقفات ..(بلان بي) اذا لم تنجح هذه القرارات لا قدر الله ..والتي ربما نأتي لمناقشتها بالتفصيل مرة أخرى ..لكن هناك نقطة لم استطع تجاوزها ..قصة الاحتفاظ بالعربات الكبيرة للسفريات الطويلة ..(ليه كدا يا جماعة؟ ماكنا كويسين )..شجعوا معانا الناقل الوطني ..استقلوا القطار ..والبصات العامة مع الناس ..يشهد الله سيحتفي بكم الشعب ايما احتفاء ..ما ضر من كان قبلكم الا انعزالهم عن العامة ..فبعدت الشقة حتى صاروا على الجانب الاخر من النهر .

ابني احمد قال لي ضاحكا انه اكتشف ان اغلب اصدقاءه (شتر) ..من الشتارة ..قال لي ضاحكا (المشكلة يا حاجة ..انو الزول الاشتر دا دايما بكون واثق من نفسو جدا ..واول زول بقوم يرقص في الحفلة ..اها بي شتارته دي لما يلخبت العازفين …وباقي الناس رأسهم يلف ..ليه الناس الشتر ديل بقوموا يمسكوا الحفلة من بدايتها ؟ ) ..قلت له ضاحكة (لانو الناس العديلين لحدي ما يحاولوا يستوعبوا اللحن ويظبطوا الايقاع ..بكون الساحة مسكوها اصحابك ديل ) ..لذلك نقول يا جماعة زمن (الشتارة ) انتهى ..افسحوا الطريق للبقية ..حتى نستطيع اخيرا ان نغني (سواقنا زينة ..وحالف ما يدلينا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى