ابراهيم عربي يكتب : (مفاوضات الحكومة والحلو) … تقاطع الأجندات ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
لم أجد تفسيرا مقنعا لزعل (كومندر الحلو) لمجرد تسريب مقترح مسودة الإتفاق الإطاري التي دفع بها وفد حركته لوفد الحكومة الإنتقالية للمفاوضات بجوبا ، وبالطبع جوبا ليست كاودا أو تبانيا وليس هنالك سرا يمكن إخاءه هنا بعيدا عن الإعلام في عهد العولمة والشفافية ، في عهد ثورة ديسمبر بشعاراتها (حرية ، سلام وعدالة) .
ولذلك نهمس جهرا في أذن كومرت الحلو (كوكو عرف ..!) ، وبالتالي هيأ نفسك جيدا للكثير من المفاجآت في مقبل  الأيام مادام إنك تتحدث بإسم النوبة ، وقد شاهدت وفد المقدمة بأم عينيك في ساحة الإحتفال بجوبا وهم يرفعون شعارات الرفض للتفاوض بإسمهم ، جاء هؤلاء ليقولوا لك لا للمتاجرة بقضية النوبة .؟! ، ولا لإرتهان قضيتهم لتقاطع الأجندات التي يقودها سواقط المجتمع من كوادر الحزب الشيوعي ، قطعا زمن الدسديس والغطغيط قد إنتهي ياكومرت الحلو (رأسمالك مع هؤلاء الشباب لستك بس ..!) ، ولذلك نريدها مفاوضات شفافة وفوق الطاولة بعيدا عن تقاطع الأجندات .
ولذلك تنطلق اليوم الأربعاء الثاني من يونيو جولة إجرائية من المفاوضات المباشرة بجوبا يتسلم من خلالها وفد الحكومة رد وفد الحركة الشعبية – شمال (الحلو) علي مقترحاتها التي دفعت بها تفسيرا لمقترحات الحركة بشأن تفسيرات وتوضيحات الإتفاق الإطاري ، فلازالت المفاوضات حتي الآن في محطة التفسيرات وترتيب الأجندة التفاوضية .
غير أن مياها كثيرة قد جرت تحت الجسر ، شتان مابين المفاوضات مع النظام السابق مقارنة بما يدور الآن من أجواء إيجابية ، حيث زار حمدوك كاودا والتقي البرهان الحلو وتصافحا وجلس الحلو إلي حميدتي وتصافحا وأكلا الملح والملاح والتقي الحلو كباشي مرات ومرات وتسامي وتصالح كوكو إدريس والامير كافي طيارة وتصافح الجنود والضباط مع نظرائهم بالقوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والأمن ، وتوقفت قعقات السلاح ولكنها فقط في حاجة لتقينها رسميا ولذلك جاء هؤلاء جوبا .
في البال آخر لقاء جمع وفد مفاوضات النظام السابق والحركة الشعبية – شمال (الحلو) كان بجوهانسبيرج ، وقد كان سرا وبعيدا عن أعين الإعلام وعدسات الكاميرات حسب طلب الحلو مع زميل الدراسة الدكتور فيصل حسن إبراهيم ، ولكنه تسرب للإعلام بضبناته كما يقولون بكامل كواليسه وكلاكيته ، رغم ذلك لم يصافح الحلو وفد الحكومة قائلا (بيننا ثأر) ، أغضبت التسريبات ساعتها كومندر الحلو أيضا كما هو ماثل الآن والمعروف عنه التكتم والسرية وهو رجل إستخبارات قوي قال عنها الرئيس سلفاكير كثيرا ، ولا يزال الرجل خزنة أسرار (دولة الجنوب) ، بشأن العلاقة بينها والمنطقتين ، فالمطلوب كثيرا ليحدثنا عن التوصيف الدقيق لشكل العلاقة بينهم ودولة جنوب السودان !. 
المتابع يجد أن (جنوب كردفان  / جبال النوبة) أي (الجنوب الجديد) كما يطلق عليها أصبحت طوال تاريخها الممتد لأكثر من (500) عام منطقة تداخلات وتقاطعات ثقافية ومعرفية ، وقد ظلت تتقاطع عندها الأجندات منذ عهد المملكة السنارية ومرورا بالحكم الثنائي حتي يومنا هذا وعلي طول الحقب الوطنية المتعاقبة مما أدخلها في دوامة العنف المستورد رغم التصاهر والتزواج المجتمعي الكبير بين مكوناتها (نوبة ، عرب وغيرهم من قبائل السودان) .
إندلعت الكتمة في كادقلي وليس للنوبة فيها ناقة ولا جمل !، إندلعت بسبب تقاطع الأجندات بين الحركة الشعبية الأم والمؤتمر الوطني الحليفين المتشاكسين بأمر جوبا من عل ، فانقلب الود بين (هارون والحلو) أو (تيمان برقو الما بتفرقوا) كما يحلو للبعض تسميتهم أو إبنيي الخالات كما يصفهم بعض المغرضين .
فانقلبت تلكم العلاقة المثمرة تنمويا وخدميا بين الرجلين والتي كانت مضرب المثل ، إلي عداء وحرب ضروس بسبب الظفر بمقعد الوالي في جنوب كردفان ونحسبه (مجرد سبوبة) لأجندة لازالت تراوح مكانها ، وبالتالي أصبح كل منهما يترصد الآخر للنيل منه ، فاحترقت جنوب كردفان أرضا ومجتمعا ..!. 
علي كل من الواضح أن المفاوضات بجوبا تحكمها تقاطع الأجندات ويتضح ذلك من خلال مسودة الحركة الشعبية – شمال (الحلو) ذات العشرة أوراق التي دفعت بها ويتضح من خلالها كثرة الأيادي والتدخلات الجراحية التي أخرجت هذا الجنين مشوها للحياة ، فلا أدري أين المرأة في المنطقتين (النيل الأزرق ، جنوب كردفان / جبال النوبة) من هذا العرس النسوي الكبير بجوبا ؟! أين قضايا المرأة هناك التي وقع  عليها الأثر المباشر ؟ ، حيث إحترقت جبال النوبة أرضا وشعبا فأصبحت مسرحا للعمليات وتقاطع الأجندات .
علي كل ليس هنالك سرا ليبقي ويستوجب الزعل ياكومرت الحلو !، نحن هنا بجوبا لإنهاء الحرب وإحلال السلام وتلك أشواق أهل السودان (حرب ثاني مافي) وكل حاجة فوق الطاولة وبين ظهرانيكم وفد الجبهة الثورية المنضم لوفد الحكومة لتكملة ملف السلام المتشعب .
علي أي حال تتوقع التكهنات رفع الجولة اليوم وربما أياما لمزيد من التوضيحات ، وبالتالي تصبح المفاوضات رهن مستجدات الساحة الداخلية ، ولذلك تصبح أي أحكام لمآلات التفاوض مجرد تكهنات وتوقعات .
الرادار .. الثاني من يونيو 2021 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى