على احمد عباس يكتب : ام اسيل تترجل

الخرطوم – الحاكم نيوز

أصبح الهم يكبر والفجوة تتسع وتواصل الاجيال ينقطع ويتواصل الانقطاع بمتواليات متسارعة بترجل اعمدة الوزارة الواحد تلو الاخر. يحدث هذا بعد أن بدأت الوزارة مؤخرا تتلمس طريقها بعد طول انتظار وتغييب وطمس لهويتها وإلغاءا لدورها طوال ثلاثين عاما فقدت فيها الوزارة عددا مقدرا من أبنائها وكوادرها المؤسسين الذين تم تشريدهم وفصلهم تعسفيا وفقدت الوزارة بذلك القرار الجائر جيلا كاملا من منسوبيها الذين كان لهم سهم واضح في النهضة الصناعية التي انتظمت البلاد في الستينات والسبعينات والثمانينات وقد شكل هذا الوضع اول فصل بين اجيال منسوبي الوزارة. ولعله من حسن الطالع أن الأستاذة فاطمة حسن حسين ونحن بصدد الحديث عنها في هذا المقال وهي تترجل عن موقعها في الوزارة نقول انها ورصفاؤها الذين واكبوا جيل المؤسسين وعملوا معهم وتحت اشرافهم قد افادوا من خبراتهم ومعارفهم وقد تم صقلهم وتدريبهم من خلال من اوكل إليهم من مهام وما اضطلعوا به من مسؤوليات وما تلقوه من دورات تدريبية في الداخل والخارج مكنتهم من تصريف اعبائهم بكل كفاءة واقتدار وكان لهم أيضا سهم مقدر في ما تم من تطور في القطاع الصناعي وما قام من منشآت صناعية عديدة. ولن اكون مغاليا أن قلت ان الأستاذة فاطمة ورصفائها الذين كانوا ضمن الطاقم في إحدى إدارات الوزارة المهمة التي وليت أمرها قد شكلوا كوكوبة من الاداريين المميزين الذين لاَ زلت اعتز وافخر بهم وبادائهم المميز وتعاونهم وتفانيهم وحبهم للعمل رغم ثقل وعظم المسؤولية وهم في أول السلم الوظيفي.
وذهبت الأستاذة فاطمة في وقت لاحق بخبرتها ومعارفها التي اكتسبتها في رئاسة الوزارة لتاسس ورفيق دربها الأخ الأمين احمد عثمان لبناء صرح صناعي جديد في ولاية شمال كردفان يحدث لأول مرة بإقامة إدارة للصناعة بالولاية وتولى إدارتها وهي لعمري مسؤولية عظيمة ألقيت على كاهلهما وتكليف كانا قدره بعد أن سكبا فيه خبرتهما أفادت منها الولاية في تأسيس وإقامة ورعاية العديد من المنشآت الصناعية بها. كذلك كان لهما شرف استقطاب وإقامة مؤتمر ولايات الثقل الصناعي في الأبيض كأول مؤتمر إقليمي صناعي يعقد خارج ولاية الخرطوم. إن ما قدمته الأخت فاطمة ورفيق دربها الأخ الأمين احمد عثمان للصناعة في ولاية شمال كردفان وجد وما ظل يجد الثناء والتقدير من اهل الولاية يضاف لذلك ما اسساه من علاقات اجتماعية طيبة لا زالت متصلة.
وعادت الأستاذة فاطمة لرئاسة الوزارة مديرا عاما للإدارة العامة للإنتاج الصناعي وهي الإدارة التي تشكل ثقلا كبيرا في الوزارة. وكان قدري بعد أن أجبرت تعسفيا أن أغادر وزارة الصناعة أن أعمل في القطاع الخاص الصناعي واجد نفسي مرة أخرى مع الأستاذة فاطمة في تواصل من نوع جديد ليس كالسابق رئيس ومرؤوس بل هذه المرة اتيتها ممثلا لإحدى المجموعات الصناعية التي دعتني للعمل معها بعد انتهاء عملي بالوزارة. بهذه الصفة أتيت الأستاذة فاطمة وهي مديرة الإدارة العامة للإنتاج الصناعي فوجدت عندها كما توقعت بل اكثر مما توقعت احترام وترحيب وتفهم ومرونة وحسم الأمر وإنجاز المهمة في أسرع ما تيسر ليس معي وحدي فقط بل لكل من اتاها وطلبها في عمل أثناء تواجدي معها حقيقة شعرت انها قدر الموقع بل واكبر منه.
وفي الفترة الأخيرة بعد تقاعدي الاخير على المعاش كنت حريصا أن أكون واستمر على تواصل مع القطاع الصناعي وزارة وزملاء وكل اهل الصناعة فكان الاخ الأمين والأخت فاطمة هما مشكورين صلة الوصل وبعد أن ترجل الأمين كانت هي الصلة والنافذة التي أطل بها على الوزارة و القطاع الصناعي باثره. نختم ونقول للاخت فاطمة وهي مقبلة على مرحلة جديدة من حياتها اولا نسال الله ان يمتعك بالصحة والعافية فقد ابليت بلاءا ممتاز وكنت مثالا نتمنى أن يحتزي ونموذجا نأمل أن يتكرر لتتواصل الاجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى