محمد ادريس يكتب : كسلا ولاية بلا (أوكسجين)..!!

محمدادريس

*زرت قبل يومين مدينة كسلا، للأسف لم تعد (جنة الإشراق) جاذبة للعرسان كما السابق..لم يعد يحلق على أشجارها ( فراش القاش)..ولم يعد نبع توتيل بتلك العذوبة.. ولم تعد هنالك (تاجوج) ولا (المحلق)… تراجعت إلى الحضيض،قاع المدن المنسية..
.. إلى زيل الولايات بلا والي وبلا رؤية وبلا أشعة مقطعية وبلا كهرباء وبلاوقود وبلا أوكسجين لمرضى الكورونا حيث نقل زميلنا الإعلامي مروان مشاهد صادمة من مستشفى المدينة لنساء يبكين على وفاة أقاربهن والي جوارهن انابيب غاز فارغة ملقية بإهمال والإجابة لايوجد أوكسجين.. اذهبوا إلى القضارف اومدني دبروا أمركم سريعاً..!!

*ولايةخارج دائرة إهتمام المركز،
ترزخ تحت نير الفراغ الدستوري
بلا (والي مدني) تعبث بها أيادي التدخلات من مراكز وأجهزة متعددةومصالح متباينة،وأي ولاية هذا يحدث في كسلا ذات الموقع الاستراتيجي والبعد الأمني والجيوسياسي حيث ترتبط حدوديا مع دولتين جارتين!

*ماتعيشه كسلامن تردي منذ أكثر من عام تقريباً في الخدمات وفوضى في الأسواق وتطاول للصفوف..سببه الفراغ الدستوري وغياب الوالي الذي افرز تراخي في مفاصل الحكومة وإنعدام الرقابة والمحاسبة،أكثر من باقي الولايات الأخرى التي تعيش أوضاع مماثلة.. ولكن كسلا هي الأكثر ترديا واهمالا.. صوتها غير مسموع في المركز .. حقوقها مهضومة.. ومن يمثلها في مجلس السيادة ينبطق عليه القول ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن انت تنفخ في( رماد )..!!

*أكثر من مرة قلناأن حكومة المركز في شقها (المدني)عديمة معرفة بتراكيب الشرق،كما لم يعد خافيا سياسة دس المحافيرالتي تنتهجها جهات عليا فيمايلي كسلا والشرق عموماً حيث تجلت الرغبة في عسكرة الولايات الثلاث تحت دواعي أمنية وغيرها.. فضلا عن تشظي الحرية والتغيير بكسلا تحت لافتات جهوية ودعاوي بغيضة أفرزت مايعرف محلياً ب(قحت الدكان)، في الإشارة إلى الشلة التي تجتمع وتريد أن تدير كسلا من دكان بسوق المدينة،ضاربين عرض الحائط بالمؤسسية ومبادئ الثورة وقيم النضال..!

*المواطن الكسلاوي هو من يدفع ثمن صراع مراكز القوى والنفوذ على أرض التاكا في معاشه وخدماته،أما الجنرالات والساسة فهم يرفلون في نعيم السلطة الخرطومية المخملية.. لاتعنيهم مشاكل الهامش البائس فالحال من بعضه،وشماعة تركة النظام السابق علي سعة لتحمل جميع الإخفاقات..!

*حقا كسلا بلا (أوكسجين) تحتاج لعملية تنفس اصطناعي سريع.. فهي تختنق خدميا واقتصادياً وسياسياً وحتى اجتماعياً بخطورة تفشي خطاب الكراهية.. ليت الحكومة تسرع بمعالجة هذه الأوضاع بصورة استثنائية.. ليت…!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى