حوار : عبد الوهاب ازرق لازم
تعيش جنوب كردفان حالة من عدم اللامن بالتفلتات وحالات النهب والسلب بالمحليات ، والصراع القديم المتجدد بين الراعي والمزارع ، والصراع حول الموارد ، عطفا على الصراع التاريخي بين الحكومة والحركة الشعبية شمال . عوامل جعلت حالة عدم الإستقرار والطمأنينة مفقودة في بعض المحليات ، إلا أن حكومة الولاية والأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية استطاعت أن تحد وتسيطر على معظم التفلتات بفضل الاسترتيجيات والمنهجية والخطط المبتكرة ، وإن استعصى بعضها على الحل ويتجدد القتال القبلي سريعا . حوار مع السيد والي ولاية جنوب كردفان الدكتور حامد البشير ابراهيم تحدث فيه بصراحته المعهودة وهدوءه وفهما للقضايا وأبرز ما تناوله لقاء الكندماية الذي ضم مكونات الولاية النوبة والحوازمة والحركة الشعبية ووضع حدا لصراع الراعي والمزارع ، وفتح والآفاق لمستقبل السلام السياسي والعسكري المزمع بداية جلساته التفاوضية مع الحلو يوم الإثنين المقبل
– أولوياتنا تحقيق السلم الإجتماعي والتعايش السلمي.
– الصراع بين كنانة ودار علي حزين جدا
الناس بتخبي عدد الموتى ، ولا توجد ثقافة فتح البلاغات.
– سوف تقوم فرقة للجيش بأبي جبيهة
– أوقفنا أسواق التواصل مع الحركة الشعبية لهذا السبب .
– لا تواصل مباشر لي مع القائد عبد العزيز الحلو
– نبدأ نزع السلاح من كل الناس بدل جمع السلاح.
– معركة خور الورل لن تتكرر
– الحركة الشعبية شمال شاركت بأكثر من 100 شخص في ملتقى الكندماية بمناطق سيطرة الحكومة .
– تفلتات وسرقات العباسية تقلي أخذت الطابع الإثني .
– حدثنا عن التعايش السلمي في ظل الوضع مع تسلمكم الولاية ؟
سعيد بالاستضافة ، وموضوع التعايش يمثل شريان حياة بالولاية عبر التعايش يتم وقف الحرب ، ومعالجة المسألة الأمنية وتحقيق السلم الاجتماعي.
– منذ توليكم الولاية الصراعات القبيلة صداع في رأس الحكومة ؟
نعم ، من جينا تسعة أشهر والاولوية الاولى تحقيق السلم الاجتماعي والتعايش السلمي ، وهذا يقوم من الطبقة القاعدية من الجماهير لرتق النسيج الاجتماعي ورأب الصدع ، وعودة الحياة بصورة تدريجية من أسفل . الحرب الأهلية تركت جراحات عميقة بين الاثنيات والمناطق والكيانات ، لذا رأينا افضل منهجية واستراتيجية لتحقيق السلام الكبير هو البدء السلام المجتمعي القاعدي .
– تبنيتم سياسة التصالحات القبلية حدثنا عنها ؟
والله نعم التصالح الأكبر الحققناه في أول مجيئنا وقبل ما نصل الولاية دعينا الفرقاء بين النوبة والعرب في محليات كادقلي الكبرى وتم تكوين لجنة من الإدارة الأهلية على مستوى السودان برئاسة السلطان صديق ودعة ، والحمد لله تم إمضاء وثيقة يوم 11اغسطس 2020م بين الخصوم وقعها نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن محمد حمدان حميديتي وممثلين من الطرفين الوالي ، وتم الانطلاق ، بنمشي خطوتين للأمام وخطوة للخلف ، ومرات وتجد مطبات هوائية تعترض المسير ، الان ماشين بخطى ثابتة وموزونة إلي الأمام ، والسلام المجتمعي اصبح ثقافى ورأي عام إيجابي وبرنامج لكل الناس ونبعت المبادرات من المجتمع .
– أبرز العقبات والتحديات التي تواجه التعايش السلمي ؟
المطبات البتواجهنا التنافر بين المجموعة الواحدة ، عدم تماسك الكيانات ، توجد تيارات قوية جدا داخل القبيلة الواحدة ، في النوبة والعرب تيار الشباب به روح ثورية بلا رشد أحيانا ولا يرضخوا للأعراف ، ظاهرة سرقة الماشية ، الظواهر السالبة وسلوك بعض الافراد يحسب ضد القبيلة كلها ، كما توجد تحديات موضوعية بشح مياه الشرب للرعاة والمستقرين ، التنافس حول الموارد ، حالة الفقر ، ومعاناة اجهزة الدولة من الإهمال فترة طويلة جدا ، ومنهجية المؤتمر الوطني كانت بها كثير من الاخطاء حيث اعتمد سياسة اطفاء الحرائق اكثر من الحلول المنهجية ، وقتل في الناس روح الإبتكار وكانت التبعية حادة جدا بسياسة الزعيم والتابع والتجريد من إمتيازات حرية التفكير والتعبير والاستقلالية ، ووجدنا تشوهات كثيرة ، نأمل إعادة كيانات راسخة في المجتمع لها دورها ، كما حدة الفقر الزائدة والحالة العامة لعدم الأمن وانتشار السلاح كلها معوقات تواجهنا .
– كنانة ودار علي بالحميض ماذا بينهما من اقتتال ؟
والله المشكلة بين كنانة ودار علي بها جانب حزين جدا ، هم اخوان وبينهما عشرة 60 – 70 سنة حسب التاريخ الشفاهي المحكي ، لكن للاسف المشكلة هي جديدة ، واقول بصراحة الصراع حول مورد الذهب . منطقة الشبكة كانت منسية تماما قبل ما يظهر الذهب والمنجم ومعه ظهرت مشكلة ملكية الأرض، وللأسف خلال الثمانية والتسعة اشهر الاخيرة حصلت بين 3 – 4 صراعات ، نمشي ونحاول نحل المشكلة ولدرجة استعنا بشراتي من دارفور وسطاء من خارج الإقليم ، لكن باسرع فرصة الإتفاق ينهار والناس تاني نبدأ القتال . والمرة الاخيرة الاقتتال كان اكثر حدة ، وللاسف مافي اي بلاغ جانا. البلاغات الجاتنا للآن تقريبا 3 – 4 وفيات ، ونخن ناخذ المعلومات الرسمية ما من الناس ، ويبدوا أن البلاغات ما من ثقافة الناس كل زول عايز يخبي الناس الماتوا ، ونسأل الرحمة والمغفرة للذين رحلوا .
– ماذا تقول لكنانة ودار علي؟
في الحقيقة أنا عايز اوجه رسالة لكنانة ودار علي بأن يجب أن نوقف القتال ، ونحن وفرنا كتيبة من القوات المسلحة وقوة مشتركة متواجدة بالشبكة والحميض عشان تفصل بينهما لكن هذا ليس حلا مستداما ، الحل المستدام مفروض الشرطة تحضر وتقعد اسابيع أو شهر ، والناس كمجتمعات تقعد وهي واعية ولها القدر الكافي لمعالجة حالة اللاحرب واللاسلم المؤذية لهم والأجيال ، ولازم يشدوا حيلهم ويحلوا مشاكلهم بتنازلات من كل الاطراف ليتعايشوا ، والزمن دا افتكر مافيش عزر لزهق حياة اطفالنا بعدم التعليم ووفيات ، السودان كله عارف المشكلة وحول منجم وأرض ومستغربة زاتو من البحصل ، نأمل تختفي الروح الاقصائية من حياتنا ، والتعايش سلوك حسن ، وقيم فاضلة ووعي.
– الوضع العسكري للجيش منقسم بين الفرقة 14مشاة كادقلي للمحليات الغربية ، والفرقة الخامسة الابيض بشمال كردفان لبعض المحليات الشرقية قد يكون سببا لبطء حسم التفلتات ؟
والله اخي العزيز أنا ما بفتكر الكلام ده صحيح ، الجيش هو مؤسسة حقيقة درجة الكفاءة بها لا بأس بها ، عندنا كفاءات جيدة من خلال تجربتي معهم لتسعة اشهر بالولاية ، عندهم جاهزية ، وكفاءة يمكن القول أكفأ في أشياء كثيرة . افتكر ان ابوجبيهة تكون تابعة لرئاستها بالابيض وكالوقي تابعة لكادقلي ما عندها تاثير ، لأن الكتيبة بتالودي مستقلة وعندها حجات لوجستية وكل ما يلزم ، والرتب مكتملة وعندها الاستقلالية ، وبتم حل المواضيع بسهولة و يوجد تعاون لصيق وجيد بين القادة والتراتيبية والمنهجية العسكرية عندهم واضحة ولهم سرعة في إتخاذ القرار.
بشوف التبعية للابيض وكادقلي ماعندها تأثير . وابشرك القوات المسلحة في مرحلة تأسيس لفرقة في ابو جبيهة وبذلك تكون بالولاية فرقتين بكادقلي وأبو جبيهة وبدأت الاستعدادات بشكل كبير.
– جمع السلاح بالولاية ماذا تم به ولماذا متوقف ؟
شكرا على هذا السؤال ، في الحقيقة لوقت قريب قبل شهر ونصف ناقشنا الموضوع بالخرطوم لجمع السلاح والعربات غير المقننة . ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق كانتا مستثناء لعدم توقيع اتفاق مع الحركة الشعبية شمال ، لكن حصل تغيير في السياسة المتعلقة بجمع السلاح ، بعقد إجتماع برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن محمد حمدان حميدتي فتم تغيير السياسة من جمع السلاح الي نزع السلاح ، وبعد ده نبدأ في مشروع نزع السلاح من كل الناس، صحي السلام ما أتوقع بشكل نهائي وكل البشريات تقول نحن ماشين في الإتجاه . إنتشار السلاح سبب لانتشار الجريمة والنهب ، والجريمة اصبحت متحركة .
– رغم قرار منع تحرك الدراجات البخارية “المواتر” للحد من الجريمة مازالت متحركة في بعض المحليات ؟
والله صحي في فجوات في التنفيذ على مستوى المحليات، ونحث الكوادر هناك في الشرطة والاجهزة الأمنية كلها في القوات المشتركة بتنفيذ هذه القوانين في شكل أوامر صارمة دون إستثناء لأحد ونتابع الحكاية منذ اليوم.
– لماذا اوقفتم أسواق التواصل مع الحركة الشعبية ؟
وقفناها في فترة والآن شغالة بحجم اصغر ، اوقفناها اكتشفنا بأن كمية البضائع الخارجة من كادقلي ضخمة جدا وكفيلة بعمل اذمة في المواد الغذائية وتسبب الشح وتؤدي لانهيار الأمن ، وشعرنا بأن لازم ننقص الكميات ، قفلنا السوق لاسبوعين وبعده طلعنا قرارات نقصنا الكميات ، وتمت الاشادة بالقرارات ، والآن نعاني من ندرة في بعض المواد وارتفاع الأسعار ، ولاحظنا الحكاية بدأت تفرغ السوق من السلع الاساسية . الآن رجعنا الاسواق وحددنا الكميات وبصدد عمل نقاط تحصيل وعارفين الحركة الشعبية بجمعوا تحصيل كبير جدا من السلع الداخلة لهم ، ونحن حنعمل نقاط تحصيل للسلع الخارجة منهم.
– هل لك تواصل مباشر مع القائد عبد العزيز الحلو ؟
لا لا . لكن التقيته قبل سنة وشوية في جوبا بمقره ، وكان ترحيب حار ، وطبعا تزاملت معه في مرحلتين الثانوية العامة المتوسطة ، وجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد ، الحلو رجل أخ عزيز وتربطنا صلات إجتماعية طيبة واكن له الاحترام.
– بين المزارع والراعي مشاكل متكررة ؟
والله نحن نفتكر من أكبر المشكلات بولايتنا الصراع بين الرعاة والمزارعين وذلك لأن المساحة المزروعة بدأت تزداد ، وحجم الماشية بدأ يزيد ، واخوانا في الحركة الشعبية مستولين على بعض المناطق أخذت من الكتلة الجغرافية للراعي بسبب ضيق المرعى ، واصبحت الاحتكاكات مستمرة بين الراعي والمزارع.
– ملتقى الكندماية بين النوبة والحوازمة والحركة الشعبية خطوة نحو التعايش؟
حقيقة قبل ما أحضر الولاية حدثت معركة خور الورل في العام الماضي ، لأن في ناس كانوا عايزين يعبروا بعدد هائل من الثروة الحيوانية لا تقل عن نصف مليون رأس ، عابرة إلي المخارف في شمال كردفان وما تمكنت تعبر فكانت قوة واقفة في وادي خور الورل وحدث اشتباك وللاسف راحت فيه عددا من الانفس ضحية .قبل ما احضر عزمت ما يتكرر الصراع تاني ولازم نحلها حل جزري ، في طريق العودة عملنا إتصالات مع الحركة الشعبية مللت بلقاءات شعبية ومضوا اتفاقية رائعة جدا مع بعض وارجعوا الماشية المنهوبة واستمر الحال بصورة ممتازة .
في الاونة الاخيرة قام عدد من الإخوان العمدة صديق ، والعمدة بخاري وشايب من الرواوقة وبتواصل مع الامير تواصلوا مع السيد اللواء الباقر مسئول الاستخبارات بالحركة الشعبية معاه الكادر السياسي تم التواصل وقدمت لهم الدعوة للمعايدة ثالث ايام عيد الفطر لتكريمهم من جانب الحوازمة على الإتفاق العملوه بخصوص مرحال الورل ، وحقيقة كان الاحتفال رائعا والحكومة لم تشارك حسب الاتفاق وشاركت الحركة الشعبية بأكثر من 100 شخص ، وبالمناسبة المجموعتين أهل وبينهم علاقة ممتدة لمئات السنين بين الغلفان الاونشو والعرب الحوازمة، وتحدثنا مع الإدارة الأهلية لتطوير العلاقة التي ضربت مثلا في التآخي السوداني والانسانية والعاطفة الجياشة ، زرفت الدموع بتزكر الماضي ، وهذه خطوة في السلم المجتمعي.
– ماذا تقول للحركة الشعبية ؟
نشكر الحركة الشعبية للجرأة والاخاء الصادق والثقة فينا ، وحضروا لمناطق سيطرة الحكومة للاحتفال ، ومن المناظر الحزينة التي تواترت لذهني بعد الإحتفال جاءت مجموعة من الحركة الشعبية ماشين ووجدوا عربة للقوات المسلحة متعطلة بالطريق وبها عساكر وقفوا واتسالموا مع بعض بعمق ودخلت العواطف والزكريات ساعدوا بعض وكل ذهب لسبيله . المزاج العام اصبح مزاج امن واخاء ومودة وسلم مجتمعي. ولقاء الكندماية بحجم معالجة كبيرة بين النوبة والحوازمة وكل القبائل ، والجميع يريد الدخول فى السلم كافة ، واتمنى تتكرر اللقاءات وفي ذهننا الكثير من الإصلاحات كنوع للاستعداد للسلام إذا جاء يكون كل شئ جاهز.
– العباسية تقلي بها تفلتات ؟
بها تفلتات محزنة بدأت بحوادث سرقة واخذت الطابع الاثني. مسألة السرقات حصلت بين اهلنا الفلاتة الهوسا والدريهمات فرع للمسيرية الزرق وحدث عنف وتدخلت لجنة أمن المحلية والقيادات الأهلية ، وتم ترحيل عددا من أسر الدريهمات ، والوضع هادي ، وعرفت مفروض ترحل أسر أخرى مشاركة في العنف ، والقرار يكون مدعوم من لجنة أمن المحلية بالتشاور مع الامير الشيخ أحمد المنصور من وقت لآخر حتى يتم إتخاذ القرار الصاح في الوقت الصلح للغرض النبيل وقف العدائيات .
– انخفضت التفلتات بكادقلي وبعض المحليات مثل الدلنج مازالت الجرائم ضد المجهول ؟
كلامك صاح نحن ماشين على الدلنج وغيرها ونفس الاستراتيجية بكادقلي وخفضنا بها الجريمة نعممها على التجربة دي ماشين على المحليات ، دائما بقول دمار 30 سنة ووضع اقتصادي متوقع تكون دي الأشياء السلبية .
– نتائج مؤتمر الدبببات للأمن والسلام والتنمية ؟
المؤتمر كان ناجح نجاحا منقطع النظير ، وجاء بتوصيف المحلية لكنه وهو للولاية ويشكل أنموذجا ناجحا وفرصة للالتقاء برئيس مجلس الوزراء . المؤتمر مبادرة شعبية من ألوان الطيف السياسي والمجتمعي رفع معنويات الشباب والعمل الاجتماعي مساحته زادت وكذلك التعاون .
– كلمة اخيرة
الوضع حدث به تغيير ضخم جدا وكبير وملموس ، والآن الحالة الامنية افضل من قبل ، واصبحت لنا استراتيجية ومنهجية لمعالجة القضايا السياسية الخلافية العملية في مضمار إدارة الولاية والسلم المجتمعي ، لدينا تجربة ثرية تعمل ككتلة واحدة في الجهاز التنفيذي مع الإدارة الأهلية مع الشباب ، والحرية والتغيير ،ولجان المقاومة وعندنا مساحات من التحرك ، ونريد نعبر بالسلم المجتمعي . وما ينقصنا المال والمكونات الأساسية لعمل التنمية عايزة شغل كبير والتحديات الاقتصادية العالمية والاقليمية لها دور في شح رأس مال المستثمر في إفريقيا.
بدينا ندخل في التنمية بجذب رأس المال الأجنبي ليدخل في الإنتاج في مجال التعدين ، تصنيع الفاكهة ، وكل المجالات ، وفي موضوع الماء ماشين كويس بتمويل من الحكومة والشركاء ، القناعة أن الماء أكبر مسببا للصراع في الإقليم .وبرنامجنا المحوري يرتكز على تحقيق النسيج والرباط الإجتماعي بين الناس وحالة الأمن المجتمعي.
