مأمون على فرح يكتب : كلاكيت

قرص الشمس
مأمون على فرح
كلاكيت…

أن أفظع ما صوره سيرجيو ليون في الطيب والشرس والقبيح تلك المناظر المحزنة للحرب الأهلية الأمريكية التي دارت في الولايات المتحدة… لقد كان منظر القتلى والجرحى منظرا عاديا لا يثير في نفس ايلاي والاك الكثير من الأحزان ولا حتى الأسف مع هذا البرود والجمود الكبير… ثم تلك البسالة إلتي يتصور البعض أنها سيناريو تشويقي فقط للفيلم الأشهر في تاريخ السينما أو سينما الوسترن اسباكتي ورائدها سيرجيو ليون.
القسوة والطبيعة والظروف التي كانت تحيط بتلك الفترة هو ما دفع ملك الوسترن إلى إنتاج أعمال غير تقليدية صمدت لسنين طويلة وكانت عبارة عن صورة مغربة لما كان يدور في أعوام الحرب الأهلية وارهاصات جيشين من شعب واحد ( جيش الشمال وجيش الجنوب ) قبل الوحدة التي جرت تفاصيلها لاحقا.. ومن ثم فإن الظروف والوقت غير مناسبين لمطاردة بيل كارسون لنيل الذهب المدفون في جبانة قتلى تلك الحرب اللعينة.. لكنها السينما تفاصيلها غير تقليدية وغير مكررة ومدهشة في ذات الوقت ربما تقرأ التفاصيل بروية المشاهد العادي لكن أدق التفاصيل تحتاج إلى ناقد متمكن يغوص فيما وراء العمل بشكل كبير للغاية فتلك القصة التي تدور حول الثلاثي الطيب والشرس والقبيح قصة لم تكن عادية التفاصيل بشكل أو بآخر بل كانت قصة تتوافق مع العقلية السينمائية الجبارة التي أظهرت كل إمكانياتها في أفلام الوسترن التي سلبت عقول الناس وأصبحوا يشاهدونها بنهم وشغف غير عادي حتى يومنا هذا وقصة الحرب الأهلية الأمريكية أو أي دراما تشويقية أخرى كانت في نفس الفترة تجد زخمها باعتبار تلك الفترة الهامة التي شكلت تاريخ الدولة العظمى بكل تفاصيلها،،، صحيح ربما تكون القصة في منحى آخر وتأتي زكر هذه الفترة عرضا لكن في هذا العمل ربما كانت المشاهد أكثر صدقا وعبرت بشكل كبير عن قسوة الحرب على أقل تقدير بتلك الموسيقى الرهيبة لاني موريكوني التي لخصت الحزن والأسى في نفوس الأسرى والجنود الذين يندفعون إلى الموت.
ثم هناك هؤلاء الأشخاص الغير مبالين بما يحدث َكانت مصلحتهم الشخصية حاضرة بقوة في تفاصيل العمل حتى وأنهم يشاركون في القتال كان بدافع الوصول إلى المقبرة ونيل الذهب الذي خباه الرقيب بيل كارسون.
كان بيل كارسون جندي فاسد اعور العين قام بنهب أكياس كثيرة من الذهب تتبع لجيش الشمال،، المحكمة التي شكلت لهذا الجندي لم تجد اي دليل يشير بأصابع الاتهام لبيل كارسون فبراءته المحكمة.. لكن كانت هناك عيون ثلاثة لم تقتنع ببراءته وكانت مدركة انه يخبي الذهب في مكان لايعرفه سواه.
( الأشقر.. وانجل ايز.. وتوكو بندكتو) كلن بشكله وطبعه لايهمه شي سوى الحصول على الذهب مهما كلف الأمر ولو اضطرو لقتل بعضهم البعض ولم تكن التفاصيل غائبة بل كانت حاضرة حيث وصف العمل طباع كلن من هؤلاء مابين الشراسة والخيانة والغدر والطيبة المتناهية… وهي في سيناريو الأفلام التشويقية تفاصيل في غاية الأمية بالنسبة لتلك الأعمال في ذلك الوقت.
في 15 سبتمبر من العام 1966م أنجز سيرجيو ليون العمل في 177 دقيقة من التشويق المستمر كعمل انموذج في أفلام الوسترن سباكتي كان التصوير في أماكن مشابهة لتلك البئية القاسية من الغرب الأمريكي بالجبال وتلك المدن الشبيهة بمدن الأشباح والتي تخلو من السكان بمجرد مرور رجل يعتلي ظهر حصان ويحمل مسدسا في يده.
في ذات المنحى قام سيرجيو بعمل كلاكيت تاني مرة في من أجل حفنة دولارات ليعود لذات النسق وذات المضمار الذي سرق الباب الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى