عبد الكريم ابراهيم يكتب : مآثر في حق الأنيس ادريس

الخرطوم الحاكم نيوز

قال تعالى “وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا “ صدق الله العظيم . في يوم الأثنين وهو من اعظم ايام الله المحببة الي رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وشهر شعبان المبارك يختم ايامه المباركة لنستقبل شهر رمضان المعظم الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ،، نعى الناعي الينا اخا عزيزا وقورا خلوقا مثقفا .. و يعد علما من اعلام الصناعة في السودان الاستاذ القامة ، ادريس علي احمد البشير الذي انتقل الى جوار ربه راضيا مرضيا بإذن الله فانا لله وانا اليه راجعون ، رحم الله الاخ الأكبر استاذنا ومديرنا الأسبق ادريس علي احمد .
كنت في بداية تعييني بوزارة الصناعة قد التحقت بادارته التي كان يشغل مديرها العام ،، ادارة الاعلام والعلاقات العامة .وقتها قدم لي الكتير من النصح والارشاد نهلت من علمه وثقافته وخبراته الطويلة وعلاقاته الواسعة التي امتدت داخليا وخارجيا ،،رجل يتمتع بادب جم وتواضع ، عرفته حافظا لكتاب الله ،، ملما بالاحاديث النبوية ، يتحدث العربية ، الانجليزية ، الالمانية بطلاقة،، ملم بالدواوين الشعرية ،، واغاني الحقيبة ،، اصدقاؤه كبار الأدباء والشعراء .. يزوره الرؤساء ، الفنانون ، الرياضيون ، عمل بوزارة الصناعة منذ تخرجه في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم في ستينات القرن الماضي الي ان نال شرف تمثيل وزارته وبلاده مستشارا اقتصاديا بملحقية سفارة السودان بالمانيا وقد حظي باحترام وتقدير الجميع ،، كيف لا وقد كان يأوي كل زائر ،مريض ، سائح ، دارس …لألمانيا ، يكون في استقباله ، وضيافته ، حتي سيارته كان يخصصها لضيوفه ، شخصية بسيطة جدا ولكنها كانت تخترق كل الصعاب والرموز وصولا لحل مشاكل و قضايا الغير ، هو بحق سفيرا لبلاده ، استقطب عددا من الشركات والمستثمرين الألمان للاستثمار في السودان ، وبوزارة الصناعة بذل قصارى جهده في تخصيص قطعة ارض لكل مستحق لها مع جهات الاختصاص حينما كان يمسك بهذا الملف ،، اسهم في تمليك اراضي سكنية لكل مستحق لها من منسوبي وزارة الصناعة في وقت مضى عن طريق الخطة الاسكانية الفئوية ، محبوب وولوف يزور كل منسوبي الوزارة ويتفقدهم بمنازلهم عمالا وموظفين وينفق من ماله الخاص لمساعدة كل محتاج ، كانت له مواقف مشهودة عجلت برحيله عنا الي بنك الثروة الحيوانية ،، المرحوم ادريس اسهم في اسلام احد العمال بها (شول) وسمي ( عوض الله ) ، بعد ذلك ساهم في زواجه من احدى الزميلات بالوزارة وانجبت بنتا وكبرت البنت ،، ذهبت لإخبار المرحوم ادريس بصحبة والدتها بموعد زواجها ، كم كان فرحا بهذا النبأ حين تهلل وجه وانشرح صدره لما سمع ، وذكر محدثي ساتي الفكي انه قد زاره بصحبة رفيق دربه الأمين عثمان بشاره عندما كان طريح الفراش وعندما هما بالمغادرة ، رفض افراد اسرته الكريمة خروجهم إلا بعد ان يتناولوا طعام الغداء قالوا لم نصدق انكم حضرتم لكي يتناول معكم والدنا ادريس الطعام لأنه رافض له ، وعندما تم وضع الطعام لهم تناول معهم فقيدنا طعامه ما استطاع لأنه وجد من يحب بجانبه ، سبحان الله نسي مرضه تماما بفضل زيارة هؤلاء الزملاء ، وسرد لي موقفا آخر حينما أتاه احد الزملاء لسداد فاتورة مريض يعرفه والفاتورة كانت عالية جدا لايستطيع احد دفعها إلا وزارة المالية ووزيرها وقتها الذي ذهب له حينها المرحوم ادريس وقام بالواجب ، وعندما ذهب من يعنيه الأمر لاستلام الشيك منعه المانعون في استقبال الوزارة من الدخول وقتها تم الاتصال بالمرحوم ادريس لعلاج الأمر وكم كانت المفاجأة حين ذكر لهم ان الشيك تم تسليمه للمستشفى المختص لتكملة العلاج واجراء العملية التي تمت بنجاح ، ويتداول ان المرحوم ادريس لم يأخذ حافزا ماديا واحدا في حياته من الوزارة كان عفيفا شريفا رحمه الله. هذا قليل من كثير من مآثر ومناقب فقيدنا الحاضر الغائب الأنيس ادريس ، له الرحمة والمغفرة والعتق من النار والجنات العلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى