كلام في الاقتصاد – دكتور أحمد شريف عثمان

الخرطوم الحاكم نيوز
لمصلحة من دمرت الحكومة الانتقالية السوان ومقابل ماذا؟!:
بعد الحمد والشكر لله وحده الذي أنعم على بالشفاء بعد الوعكه الصحية لأيام عديدة وأدت لتوقف هذه الحلقات أشكر كل الأخوات والأخوة والبنات والأبناء الذين دعوا لي بالشفاء وجزاهم الله عني كل خير.
تعود هذه الحلقات بنظامها الراتب أول الكلام ووسطه وقبل ختامه ثم ختامه كما درجت خلال السنوات الماضية…؟!
أول الكلام: لمصلحة من دمرت السودان يا حمدوك:
دون شك فإن أي محلل أو مؤرخ مستقبلاً سوف يطرح هذا السؤال لأن كل السياسات والقراات السياسية والاقتصادية وخلافها كانت تصدر وتنفذ بنوع من الاستهتار واللامبالاه في مظهرها بينما فعلياً هي مخطط لها أن تبدو كذلك وان توصل السودان للحالة السيئة جداً التي وصلها بقيادة وإشراف د. عبد الله حمدوك ومسؤول تاريخياً عنها؟!!
فمثلاً بشر أهل السودان بعودتهم للمجتمع الدولي عن طريق إصدار قرار بإخراج السودان من الدول الراعية للإرهاب ثم رفع العقوبات الأمريكية التي كانت مفروضة عليه ثم الاعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وأن ذلك سوف يؤدي لإيقاف التدهور الاقتصادي وتقوية قيمة الجنية ولزيادة الإنتاج وتوليد الوظائف للعطالة وزيادة الاستثمار الأجنبي وخلافه من الوعود الورديه والأحلام؟!!
لكني للأسف الشديد ما دث فعلياً العكس تماماً حيث مثلاً زاد سعر الدولار من حاجز خمسين جنيهاً ليصل لحاجز أربعمائة جنيه بمعدل زيادة ثمانية أضعاف فقد فعلياً الجنية خلالها حوالي (90%) من قيمته ؟!! وفعلياً أيضاً أنخفض الإنتاج الزراعي المطري والمروي بمعدلات كبيرة أما الصناعي فلقد وصل مرحلة التوقف الكامل بسبب عدم توفر الكهرباء والوقود والعملات الاجنبية لتوفير مدخلات الإنتاج وتبع ذلك تلقائياً زيادة معدلات العطالة والفقر والإفرازات الاجتماعية السالبة العديدة المعروفة ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
وأمنياً حدث ما حدث من دخول بعض الفئات والجماعات بعرباتهم وآلياتهم وأسلحتهم وعتادهم للعاصمة القومية لأول مرة في تاريخ السودان بعد الاستقلال والجميع يتفرج في حيرة؟!!!
سياسياً لم يحدث التغيير المنشود الذي أصدروا له كل هذه القرارات والسياسات ونفذوها باستهتار ؟!! .
الحصيلة في السؤالا لمطروح وسوف يظل مطروح تاريخياً لمصلحة من دمر السودان اقتصادياً وسياسياً وامنياً واجتماعياً وأخلاقياً هذا هو السؤال المطروح للدكتور عبد الله حمدوك ومعه كل مجلس وزراء المرحلة الانتقالية الأولى رجال ونساء لماذا فعلوا ذلك بالسودان وبكم باعوا دماء مئات الشهداء رحمهم الله.
وسط الكلام كيف ومتى يتم إصلاح التدمير الذي حدث؟!!
طبعاً كما هو معلوم فإن التدمير سهل جداً لأنه حدث خلال عام واحد؟! لكني الصعوبة في الإصلاح والبناء الذي يحتاج للمال والعقول والتضحيات خاصة في ظل الظروف الحالية التي أصبح غير معروف من الذي يحكم فيها السودان بعد أن انتشر في الوسائط الاجتماعية أن الأمم المتحدة أصبحت تتدخل في تعيينات العاملين بمكتب رئيس الوزراء وتفرض أسماء محددة لوظائف معينة وفقدنا السيادة على قراراتنا؟!!
السؤال الهام المطروح في وسط الكلام أن الحكومة الانتقالية في عامها الأول زادت المرتبات لسبعة أضعاف وسعر جالون البنزين واحد وعشرين مرة ضعف والكهرباء زادت فئاتها لسبعة وعشرة أضعاف والماء بنفس المعدلات وكافة أنواع الرسوم والضرائب الحكومية بالمثل وفي المقابل توقع أهل السودان وصول منح ودعم نقدي على الأقل نصف الذي دفع فعلياً لدولة مصر في حدود حوالي سبعة مليار دولار الأمر الذي للأسف لم يحدث حتى اليوم وفي كل مرة تفرض شروط تعجيزية جديدة مثل تعويم العملة أو الجنيه وخلافه بعد أن فقدت كما أوضحت فعلياً (90%) من قيمتها خلال عام واحد حسب تنفيذ ما يعرف بروشتة صندوق النقد الدولي التي نفذتها الحكومة الانتقالية الأولى لهم بنوع من الغباء ببلاش؟!! فلماذا فعل د. عبد الله حمدوك ذلك ومقابل ماذا أهل السودان في انتظار الإجابة؟!!
إنما فعله د. عبد الله حمدوك بتنفيذه لروشته صندوق النقد الدولي دون دعم أو منح نقدية حقيقية لدعم الاقتصاد أدي فعلياً لتدمير السودان ومقوماته الإنتاجية الزراعية والصناعية والخدمية والامنية بل والأخلاقية وخير دليل لذلك المعاناة القاسية جداً في المعيشة التي فيها اليوم كل فئات وشرائح أهل السودان ولا تحتاج لوصف أو أرقام أكثر مما سبق أن أوضحت ؟!!
المطلوب من د. عبد الله حمدوك بدلاً من الزوغان بالعبور أن يتقدم باستقالته ويقدم نفسه للمحاسبة على ما فعله بأهل السودان قبل ان يجبر على فعل ذلك؟!!

ما قبل الختام هل من أمل لإصلاح الأحوال؟؟!!!
هذا العنوان الجانبي لما قبل الختام يحتاج لكثير من التفاؤل للإجابة عليه ونسأل الله أن يتوفر عند الأغلبية من أهل السودان الذين أصبحت عيونهم تائهة تبحث عن بصيص أو كما يقول قشة أمل واحدة وسط الركام الذي فعلته حكومة د. حمدوك الانتقالية؟!!!
ولكني نقول بكل الثقة بأن حواء السودان أنجبت بحمد الله نساء ورجال قادرون على إنقاذ السودان وتصحيح كافة الأخطاء بشجاعة وصرامة ونأمل أن يتحركوا في الوقت العاجل المناسب لإنقاذ بلادهم؟!!
ثم الختام ما حدث يجب أن لا يتكرر وان يكون عظة؟!!!
الحمد لله والشكر لله فلقد أكرمني المولى عز وجل أن اعيش ما يقارب ستة عقود من الزمان داخل وخارج السودان وأنا أتابع احواله وأخباره في كافة المجالات وللأسف الشديد جداً لم أعيش في ظروف أسوأ وأشد قسوة ومعاناة من الحالية كغيري من أهل السودان؟!!
وكل ما أتمناه حقيقة أن تخرج بلادنا السودان وأهله من كافة الإفرازات السلبية لهذه الفترة بأقل الخسائر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وأن يصبح ما حدث خلالها عظة؟!!
بحيث يتوقف انقطاع الكهرباء بالبرمجة بدون خجل كما يحدث حالياً في الشتاء لأول مرة في تاريخ السودان وصفوف الوقود والغاز نتيجة لاستهتار د. عبد الله حمدوك بالسياسات والقرارات الاقتصادية دون مسآلة أو عقاب بغياب المجلس التشريعي؟!!
والكلام يطول ويطول ولنا عودة إنشاء الله موضوع تعويم الجنيه حقيقة مضحك لو الحكومة عاوزه تزيد خليها تزيد وتخرب كما فعلت بالبنزين والكهرباء؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى