أخر الأخبار

(حمدوك) … الفرصة الأخيرة ..!! بقلم : إبراهيم عربي

الخرطوم : الحاكم نيوز

إنها حقا فرصة أخيرة أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك (الخبير الأممي) ، وليس أمام الرجل عذر بعد اليوم إلا النجاح وليس تحميل الفشل للنظام البائد (شماعة مشروخة) ، ليس هنالك عذرا عقب تشكيل الرجل حكومته الجديدة حسبما طلبها، حكومة متوافق عليها بين شركاء المرحلة الإنتقالية .
صحيح أن الدكتور حمدوك لا يملك عصاة موسي ،ولكن ليس أمامه إلا النجاح لا سيما عقب فك الحصار والطوق الدولي الخانق علي السودان بعد (27) عاما من العزلة ، وليس من عذر أمام الرجل عقب مباركة المجتمع الدولي لحكومته وتجديد الوعود بدعمها إلا النجاح ، في ظل تحقيق قدر كبير من السلام وهم الآن شركاء في التشكيل الجديد وبالتالي نحسب أن شعارات الدكتور حمدوك التي مللناها (سنصمد وسنعبر) قد إنتقلت إلي مرحلة الفعل والنجاح والإنجاز .
وبالتالي ليس أمام الدكتور حمدوك إلا النجاح أو الإطاحة به غير مأسوف عليه ، فالرجل ظل يجد دعما شعبيا لم يجده الآخرين ولكنه فشل فيها ، فالساحة السياسية تشهد إحتقان سياسي خطر ، في ظل إنفراط عقد الأمن بالمركز والولايات وعجز حكومته السابقة بالكامل دون إيجاد حلول جذرية لمشكلات الشارع والتي إختزلها في توفير الامن والقوت والوقود ، فيما إنعدم الغاز وتضاعفت فاتورة المياه والكهرباء والمواصلات والإتصالات وغيرها ، وبالتالي إنخفضت شعبية حمدوك فاندلعت الإحتجاجات هنا وهناك تندد بإسقاط حكومته ولكن الآن لا عذر عقب تكوين حكومة جديدة كما ارادها .
وبالتالي ينتظر المواطنون النجاح وليس غيره ، أقلاها توفير الأمن والطمأنينة بكل ما تحمله الكلمات من معان في ظل التفلتات المؤسفة التي طالت المواطنين في أنفسهم وممتلكاتهم ، بسبب تخبطات حكومته السابقة الفاشلة والتي جاءت من تحتها الأزمات ، علاوة علي تكملة ماتبقي من السلام ، وبناء علاقات خارجية علي أسس المصالح المشتركة وإصلاح الخدمة المدنية التي خربها الكفوات بالتمكين المضاد .
ليس هنالك عذرا أمام شركاء المرحلة الإنتقالية بالتشكيل المحاصصي الجديد الذي جاءت إليه بكوادرها وقياداتها لأجل النجاح وليس إلا النجاح ، ولذلك الآن الجميع أمام تحدي ، رغم إحتجاجات المرأة لنسبتها الضعيفة والتي تقلصت إلي 16% وربما ضاق نصير المرأة زرعا بنصرته لها ولذلك دفع بالمنصورة لوزارة الخارجية السيادية المهمة، غير أن البعض إنتقد بقاء وزيرة الكسح والمسح ضمن التشكيل الجديد وربما مساومة ، رغم إنها لم تحقق نجاحا منظورا فالتعليم العالي حاله حال التعليم العام يجسده المثل الشعبي (عيال أم خير ياتو فيهم أخير .. !) غير أن تقلد كومرت بثينة دينار منصب (عمدة الولاة) عن الحركة الشعبية – شمال (الجبهة الثورية) يعتبر مفاجأة التشكيل ونصرة معتبرة من الحركة للمرأة .
إلا أن المفاجأة الكبرى خروج أحمد آدم بخيت عن التشكيل ، لا أدري هل فعلها معتصم احمد صالح فخطب الوزارة لنفسه ؟!، وتكررت ذات قصة الأب الذي غدر بموكله (إبنه) فتزوج البنت لنفسه أم ماذا حدث ؟، وبلا شك خطأ تتحمله العدل والمساواة لانها دفعت بثلاثة مرشحين وأعتقد من حق الدكتور حمدوك إختيار من يراه مناسبا تحت مسؤوليته .
ولكن إن لم تكن بذاتها في الأصل فتنة مقصودة من مكتب حمدوك كما ذهب البعض ، لاسيما وأن الشائعات التي أطلقوها قالت أن الدكتور حمدوك رفض الدكتور جبريل بسبب مفتريات وإتهامات سموها لإثارة الرأي العام ضده ، ولكنها ربما كانت جس نبض وتخطيط لتخيف الصدمة وتمرير فتنتهم كما حدثت ، ولازال إستمرار الدكتور جبريل وزيرا للمالية في ظل هذه المستجدات بين قوسين أو ادني .
علي كل جاء التشكيل الجديد والبلاد تسودها الإضطرابات (ثورة الجياع) والتي إنطلقت فعمت الريف والحضر، في معظم ولاياتها بسبب الغلاء والجشع والأزمات في شمال كردفان في حاضرتها ووصيفتيها ام روابة والرهد ، جاءت أحداث مؤسفة تعدت علي ممتلكات مواطنين وبالطبع يتحملها والي الولاية الفاشل خالد مصطفي كما فشل دونها والي شمال دارفور الذي هرب من مواجهتها ، كما يتحملها أيضا والي القضارف وغيرهم من ولاة الولايات الفاشلين .
الأوضاع تلك تؤكد بذاتها أن هنالك تحديا أمام شركاء الحكم يتطلب التفكر والتعقل  والتدبر في إختيار الولاة وتؤكد جميعها فشل الولاة المدنيين بسبب النظرة الآيديلوجية وتفشي داء الشللية والقبلية ، فضلا عن فشل التنسيق في الولايات بين المدنيين والعسكرين بسبب الشيطنة والتدخلات في بعض القضايا التي من صميم المهام الأمنية وتلك مؤشرات لأسوا حالات مقبلة لمزيد من الإنفجارات في الولايات .
بلاشك أن حكومة حمدوك الجديدة بشكلها الذي أعلنت به تعتبر حكومة محاصصات حزبية وتسويات وترضيات خارجية وبل حكومة (هبوط ناعم) ، سقطت دونها فرية المعايير والكفاءات والمهنية والتي تحولت إلي ماهو ماثل أمام الجميع إلا نفر منها ، علي كل لكنها تعتبر حكومة منسجمة كما ارادها حمدوك ، إذ أخرجت المتشددين وجعلتهم يحرسون الشارع خلف شباب المتاريس واللساتك ، وهذا بذاته مؤشر خطير في إتجاه توجهات المرحلة المقبلة .
ولذلك أبقت التشكيلة بأمر حمدوك (من عل) علي وزيري العدل والأوقاف والشؤون الدينية الدكتور نصرالدين ونصر الدين ووزير الري المهندس ياسر عباس ووزيرة التعليم العالي الدكتور إنتصار صغيرون وتحويل يوسف الضي من الحكم الإتحاد للشباب والرياضة علاوة علي تخفيف حدة التوتر بإرجاع وزارة التربية والتعليم لمزيد من المشاورات وليس أمام حمدوك إلا النجاح ونحسبها تلك الفرصة الأخيرة !.
الرادار .. الثلاثاء التاسع من فبراير 2021 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى