ياسر الفادنى يكتب : شمطاء لكنها تتجمل !

الخرطوم الحاكم نيوز
من العادات التي نفتخر بها هي أن ذبيحة السماية عندنا في بعض الأحايين نقوم بتوزيعها علي الأحباب والجيران يقعدون لها متخصصون في هذا المجال ، يقسمونها في الهواء الطلق قسمة متساوية…. لاقسمة ضيزي كما نفعل نحن في السياسة ! وواضحة ومسارها واحد ليس فيه عدة مسارات…( كفطيسة ) السلام التي تم تقسيمها في جوبا ، كوم السماية هو كوم مشكل فيه لحم وعظم وأجزاء من( الكمونية) ولحم الراس وربما بعض أجزاء من الكوارع، الذي يهمنا هو أن كوم السماية فيه عدل ومساواة وفيه قيمة الانفاق والصدقة وفيه اطعام لمحتاجين … وفيه رسالة تراحمية لدائرة الاختصاص الاسرية التي تقطن هناك

ماحدث في المواكب التي انطلقت في يوم ١٩ ديسمبر في معظم ولايات السودان وكرش الفيل الخرطوم هو يشبه هذا الكوم من حيث مكوناته المختلفة عظم ولحم وشحم الخ….. مكون يدعوا لإسقاط هذه الحكومة وحمل لافتات ودوت هتافات بالتغيير وإسقاط حمدوك ومن معه نتيجة للفشل الذي اصبح منهجا معروفا في كتاب( المطالعة ) لهذه الحكومة الذي ظللنا نتطلع عليه طوال عاميين كاملين وذات الصفحات( اندرو والاسد)،ومريم الشجاعة، والبهلاونات الكضابة ، وحملان في الحيشان ، واليوم الركوب بي قروش وبكرة بالمجان ، وكتمت فيك ، تلك الصفحات التي حفظناها عن ظهر قلب ومللناها والنتيجة صفر كبير…

مكون ثاني لكوم هذه السماية هو يدعوا لإصلاح المسار…. وهي مفردة سمعنا بها كثيرا وصكت آذاننا وسيرت لها عدة مواكب لكن ( ما جابت حقها) ومن يسيرون في هذا الطريق هم الهتيفة والمصفقاتية مدفوعي الأجر الذين لهم مصالح درت عليهم خيرا كثيرا وأصابهم العمي فعميت قلوبهم ولم تعمي ابصارهم وهم قليلون لكن لهم صوت عالي مصطنع يرسل بواسطة المكبرات العالية التي يسمعها القاصي والداني ولهم بالونات ذات الوان مصطنعة زاهية ينفخونها وكلما فرقعت واحدة واحدثت دويا نفخوا أخري أكبر حجما وذات لون مختلف!

١٩ ديسمبر …الذين يريدون إسقاط حمدوك وزمرته .. هم الأعلي صوتا والاكثر شعبية وهم الذين تجرعوا طعم فشل الطغمة الحاكمة في معيشيتهم وفي واقعهم السياسي والاجتماعي وهم الصوت الحقيقي الذي يعبر عن نبض المجتمع إن رضي اهل السلطة أم رفضوا وهم قراءة حقيقة لما يريده الشارع….أما الصوت الذي يريد التصحيح ، يذكرني بالعروس العجوز التي وضعت في كامل حلتها ووضع علي وجهها مساحيق للتبيض والشد بإشراف خبيرات تجميل ووصيفات تجملن معها ( ملح)( وانقد) جيب العريس المسكين ! ، تلك العجوز التي أضيف لها ( كمية ) من الأشياء المستعارة لتظهر صغيرة في السن وجميلة للناظرين( وملهمة للقونات) (ومحمسة للمهججين والمهججات)…لكنها بعد اسبوع أو يزيد يكتشف زوجها أنه( ركب ماسورة)….وهتف( تسقط بس) وكانت النتيجة أنها أصبحت في عداد المطلقات !… إذن لا خيار الآن غير (تسقط بس) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى