صالح الريمي يكتب :الفأل كله خير

الخرطوم الحاكم نيوز
اليوم قد ينجح بعض من تجالسه في تغيير مزاجك العام ونظرتك للحياة بشكل سلبي، وقد يجعلك خلال جلسة قصيرة معه تشعر بالضجر والتبرم حتى من نفسك وحال ظروفك، أعرف شخصاً لا يكل ولا يمل من الشكوى والتذمر، وكأنه الوحيد في العالم فقط من لديه مشكلات وظروف صعبة.

هذا الشخص كلما جلستُ مجلسه حتى ينهال عليك بشكواه من ظروفه وأحوال معشيته ومشكلاته المتراكمة التي لا تنتهي حتى أصبح عبء على نفسه أولاً ثم على من حوله ثانياً، وهذا المتذمر والشاكي في كل مجلس قد يقوده تذمره إلى تدمير علاقات مع الآخرين.

وهناك فئة من الناس لا يجمعهم في مجلسهم سوى التذمر والشكوى وبث روح الانهزامية من قلة التوفيق في حياته ومن جفاء بعض الأهل وابتعاد بعض الأصدقاء ومن سلوك بعض الناس ومن زحمة الطريق ومن ارتفاع أسعار الكهرباء ومن رسوم المرافقين ومن غلاء المعيشة ومن كل شأن في حياته.

وعلى النقيض لا يمكن للإنسان أن يفتح تجارة إلا وهو متفائل بالكسب، ولا يمكن لرجل أو امرأة أن يتزوج إلا وهو متفائل بالحياة السعيدة، فالمتفائل يرى الأشياء جميلة ويرى الأشياء كما هي؛ فيفكر باعتدال، ويبحث عن الحلول، ويحصد الأرباح والمكاسب بعيداً عن سيطرة الوهم والخوف والتشاؤم.

التفاؤل هو شعور نفسي عميق واعٍ، يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفاً إيجابياً. وهو دقات القلب النابض بالحياة، وهو روح تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب، وكان النبي عليه الصلاة والسلام متفائلاً في أحلك الأوقات وأضيق السبل.

التفاؤل هو ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وقد ثبت طبياً أن الذين يعيشون تفاؤلاً هم أقدر من غيرهم على تجاوز الأمراض وحتى الأمراض الخطيرة.

رويقة
قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: (لا طِيَرَة، وَخَيْرهَا الْفَأْل)، قَالوا: وَمَا الْفَأْل يَا رَسُول اللَّه؟! قَالَ: (الْكَلِمَة الصَّالِحَة يَسْمَعهَا أَحَدكُمْ)، وَفِي رِوَايَة أخرى: (لا طِيَرَة، وَيُعْجِبنِي الْفَأْل: الْكَلِمَة الْحَسَنَة، الْكَلِمَة الطَّيِّبَة)، وَفِي رِوَايَة: “وَأُحِبّ الْفَأْل الصَّالِح”. رواه البخاري ومسلم.

ومضة:
“تَفاءَلُوا بِالخيْرِ تَجدُوه”، ما أروعها من كلمة!! وما أعظمها من عبارة!! تجعل المتفائل بالخير سيحصد الخير في نهاية الطريق، فالفأل كله خير والخير ما اختاره الله.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى