الثورية تسحب البساط..!!

يبدوأن قيادات الجبهة الثورية سحبت البساط سريعاًمن تحت أقدام الحرية والتغيير،ليس لأن رحلة كفاحهم امتدت ثلاثون عاماً في مواجهة الحكومة السابقة،أولأن الجماهير إستقبلتهم بحفاوة عند وصولهم الخرطوم وهتفت ضد عبدالله حمدوك وإبراهيم الشيخ،كل ذلك صحيح ولكن الأهم أنهم يطرحون خطاب عقلاني مرن يدعو إلي البناء والمشاركةوليس (البل)و(الإقصاء)والتشنج في مواكب يصرخون..!!

الهادي إدريس رئيس الثورية تحدث عن المعاناة اليومية للمواطن السوداني، أمامالك عقار قال لم نأت بجيوشنا لغزو الخرطوم بل من أجل السلام، فيما دعا دجبريل إبراهيم إلى وضع حد لمعاناة الحرائر مع الصفوف وعدم استبدال التمكين بتمكين ودعا الأمين السياسي للثورية خالدشاويش من مكونات الشرق المشاركة في المؤتمر التشاوري وطرح مقترحاتهم مشيرا إلى المسار يستوعب الجميع،فيماالمح أسامة سعيد إلى أنهم زاهدون في المناصب وسيتنازلون عنها حتى لاتراق قطرة دم في صراع سياسي!

تطور إيجابي في خطاب الثورية ينبئ عن خبرة سياسية لقادة الأطراف الموقعة على سلام جوبا، وحرص شديد على الإحاطة بأوضاع البلاد الراهنة لاجتراح الحلول لها وليس انكفا على الإتفاق كموظفين حكوميين حملتهم إلى المواقع الوزارية مقايضات ترضية..!!

لم تكن الحرية والتغيير متحمسه للسلام بل بخثته قياداتها ونفثت عليه تصريحات سامة لعرقلته، الحركة الكبيرة لحمدتي وكباشي افشلت مساعي الأصوات التي ظلت تتحدث عن ربط كفاح الحركات المسلحة بالانقاذ، واختزال المظالم التاريخية في سقوط الحكومة السابقة وأنه لايوجد مبرر لإبرام اتفاقيات بل وصل تبسيط الأمر إلى درجة دعوة الحركات إلى المجي لقاعة الصداقة بالخرطوم للتوقيع على سلام بلا حقوق لاجئين ونازحين وبلا ترتيبات أمنية أو مشاركة سياسية اوقسمة للثروة.. سلام لإرضاء غرور المركز بسلطة قابضة لاترنو ابعد من سوبا والجيلي في دائرة خرطومية بالغت الصفوية هي في نظرهم السودان المتخيل والافتراضي !

ستحبس الخرطوم أنفاسها إلى حين تشكيل مكونات الحكومة في الأجهزة السيادية والتشريعية والتنفيذية المكون العسكري والثورية والمدني سيقتسمون كيكة السلطة التي ستتوزع بين الأفواه.. التوقعات تشير إلى أن الحاضنة السياسي ستتغير، الأزمات الراهنة لم تترك عافية في جسد الحرية والتغيير التي باعت الوعود قبل دفع ثمنها،

وكانت معالجتها فطيرة في إدارة السوق الذي انفجر تضخما والولايات التي ادمتها النزاعات القبلية والإحلال والإبدال في مؤسسات الدولة تحت وطأة الكيد السياسي..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى