وسط تصعيد عربي وإسلامي ضد الرسوم المسيئة.. باكستان تستدعي السفير الفرنسي لديها ودعوة بليبيا لمقاطعة شركة توتال

تصاعدت الاحتجاجات في الدول العربية والإسلامية على تطاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وتزايدت الدعوات الرسمية والشعبية لمقاطعة البضائع الفرنسية ردا على موقف ماكرون، بالمقابل قال الأخير إنه لن يتراجع بعدما دعم نشر الرسوم الكاركاتيرية المسيئة للنبي الكريم.

وفي أحدث ردود الفعل، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الفرنسي المعتمد في إسلام آباد مارك بريتي، وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة استنكارا للرسومات المسيئة للرسوم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعادية للمسلمين.

وقال بيان لوزارة الخارجية إن باكستان لا يمكنها السكوت على مثل هذه الإساءات.
من جانبه، قال رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إن تشجيع الرئيس الفرنسي للرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم(، يجرح مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وفي إيران، ندد 240 نائبا في البرلمان بتصريحات الرئيس الفرنسي تجاه الإسلام، ووصفوا تصريحاته بأنها وقحة ومعادية للإسلام.

وأصدر النواب بيانا استنكروا فيه تصريحات الرئيس الفرنسي التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للنبي (صلى الله علية وسلم) والرموز الإسلامية، وأكدوا أن الموقف الفرنسي الرسمي يعتبر إهانة لحرية الإنسان ويسيء إلى مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

مقاطعة توتال
وفي لبيا دعا المجلس الأعلى للدولة (هيئة رسمية استشارية) أمس حكومة الوفاق إلى إلغاء صفقة شراء توتال الفرنسية حصة ماراثون أويل ليبيا في شركة الواحة للنفط، والتي تتبع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.

وحث المجلس الأعلى في بيان مجلس الوزراء على تحمل مسؤولياته الدينية والقانونية والأخلاقية والرد على التطاول على شخص النبي الكريم، بإيقاف التعامل الاقتصادي مع الشركات الفرنسية، كما دعا المجلس الجهاز القضائي إلى سرعة البت في طعن مقدم من المجلس ضد صفقة شركة توتال.

وكان الرئيس الفرنسي قال الأربعاء الماضي إن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاركاتيرية (المسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأطلق حملات واسعة لمقاطعة البضائع الفرنسية، فضلا عن مواقف رسمية من العديد من الدول العربية والإسلامية منددة بما يجري في فرنسا من تطاول على رموز الإسلام.

احتجاجات
ففي تونس، شهدت مدينة تطاوين جنوب شرقي البلاد أمس مسيرة للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تندد بالرسوم المسيئة وبإعادة نشرها، وتدين الموقف الفرنسي الرسمي من تلك الرسوم. ومسيرة تطاوين هي الأولى التي تنتظم في تونس بعد حادثة قتل مدرس فرنسي على خلفية الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وكان نشطاء تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا حملة تدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية.

وفي فلسطين، أحرق متظاهرون أمس الأحد صورا للرئيس الفرنسي خلال وقفات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة تنديدا بتصريحاته المسيئة للإسلام، ورفع متظاهرون لافتات منددة بالإساءة لنبي الإسلام واستفزاز مشاعر المسلمين.

وفي اليمن، نظم عشرات المواطنين وقفة احتجاجية أمس الأحد بمدينة تعز جنوب غربي البلاد للتنديد بإساءات ماكرون للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام، كما أحرق المشاركون في الوقفة العَلَم الفرنسي وصور ماكرون.

وفي سوريا، ذكرت وكالة الأناضول أن العشرات تظاهروا أمس في مدينتي جرابلس وتل أبيض شمالي البلاد للاحتجاج على تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة ضد الإسلام، وحمل المحتجون لافتات كُتب عليها “الإسلام دين السلام”، و”لا مكان للإرهاب” و”فداك نفسي يا رسول الله” و”مقاطعة المنتجات الفرنسية”.

وفي مدينة إسطنبول، خرج المئات من المقيمين العرب في تركيا للتظاهر أمام أحد الفنادق بمنطقة أكسراي (Aksaray) تنديدا بالرسومات المسيئة للرسول واعتراضا على تصريحات ماكرون ضد الإسلام، كما شهد ميدان بايزيد وسط إسطنبول مظاهرة منددة بنشر الرسوم المسيئة شارك فيه أعضاء جمعيات ومنظمات مدنية متعددة.

المواقف
وطالبت الكويت -أمس الأحد- فرنسا بوقف الإساءة للأديان والأنبياء في الخطابات الرسمية. وأبلغ وزیر الخارجیة الكویتي أحمد ناصر المحمد الصباح، سفيرة فرنسا لدى بلاده آن كلیر لو جیندر بـ”ضرورة وقف الإساءات للأدیان السماویة كافة والأنبیاء عليهم السلام في بعض الخطابات الرسمية”.

من جهته، أدان المغرب -أمس الأحد- “الإمعان” في نشر رسوم الكاركاتير المسيئة للإسلام وللرسول، مستنكرا هذه الأفعال “التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها”.

ولفت بيان لوزارة الخارجية إلى أن “المغرب يدين بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاركاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام”.

ومن تركيا، كرر الرئيس رجب طيب أردوغان وصفه لنظيره الفرنسي بأنه مريض نفسيا، ووصف تصرفاته بالفاشية ردا على تصريحات لماكرون اعتبرت مسيئة للإسلام، وجاءت عقب إعادة نشر رسوم كاركاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم الجمعة الماضي على واجهات عدد من المباني الحكومية في فرنسا.

كما صدرت إدانات رسمية من الأردن وإيران وتركيا ومنظمة التعاون الإسلامي وشيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء في السعودية، ترفض جميعها إصرار فرنسا على نشر الرسوم المسيئة.

المقاطعة
واكتسبت دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية زخما في الدول العربية والإسلامية، حيث انتشرت دعوات المقاطعة والوسوم المدافعة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بشكل كبير للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي مصر، سخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من ماكرون، وتم تداول قائمة بالعلامات التجارية الفرنسية، ودعا المدونون إلى مقاطعتها.

أحد الموظفين في متجر بالكويت يرفع منتجات فرنسية من الرفوف ردا على تصريحات ماكرون (الأناضول)
وفي الكويت، أعلن اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية مقاطعة المنتجات الفرنسية، وقرر عدد من الشركات التجارية وخدمات البيع الإلكتروني في قطر إيقاف بيع وتسويق المنتجات الفرنسية، وعملت على حذفها من مواقعها الإلكترونية، استجابة لحملة المقاطعات العربية للبضائع والمنتجات الفرنسية.

وفي تونس، قال النائب المستقل في مجلس الشعب (البرلمان) ياسين العياري إن سيوجه رسالة إلى الرئيس قيس سعيد يطلب فيها إلغاء القمة الفرانكفونية المقررة في تونس العام المقبل، وذلك احتجاجا على الإساءة الفرنسية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتحقير من معتقدات المسلمين.

وتصدرت عدة وسوم منصات التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية والإسلامية رفضا لتصريحات ماكرون، ومنها “#إلا رسول الله يا فرنسا”، و”#إلا رسول الله”، و”#مقاطعة البضائع_الفرنسية”، واحتل وسم يدعو لمقاطعة سلسلة متاجر كارفور الفرنسية المركز الثاني لأكثر الوسوم متابعة أمس الأحد في المملكة العربية السعودية.

وتعليقا على دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية قال ماكرون في تغريدة له باللغة العربية على تويتر إنه لا شيء يجعله يتراجع أبدا، وهو يحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام، ولا يقبل أبدا ما سماه خطاب الحقد.

من جانب آخر، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى وقف فوريّ لحملات المقاطعة ووصفت الداعين لها بالأقلية المتطرفة، وأشار بيان للوزارة إلى ما قال إنها “دعوات تستهدف تشويه واستغلال تصريحات ماكرون بهدف تحريف المواقف التي تدافع عنها باريس لصالح حرية المعتقد والتعبير ورفض الكراهية”.

وأضافت الخارجية الفرنسية أنها بصدد تجهيز تعبئة دبلوماسية لشرح مواقفها.

 

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى