بُعْدٌ .. و.. مسَافَة. – مصطفى أبوالعزائم – بقيَ الضلع الثالث .. العدالة

الخرطوم: الحاكم نيوز
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. الحمد لله على نعمة السلام الذي جرت مراسم التوقيع عليه بالأمس في مدينة جوبا حاضرة دولة جنوب السُّودان الشقيقة ، والتي شهدنا فيها الفرحة تعلو الوجوه كلها بمناسبة التوقيع على إتفاقية السلام النهائي بين الحكومة السُّودانيّة وبين مكونات الجبهة الثورية التي تضمّ ثلاثة عشر تنظيماً وحركةً مسلّحة بشهادة معتمدة من أشقاء وأصدقاء السُّودان في محيطيه الإقليمي والدولي .
لابد من أن نشيد بالصّبر الذي تعامل به المفاوضون لأكثر من عام ولابد من الإشادة بدور حكومة دولة جنوب السُّودان الشقيقة وعلى رأسها فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت ، وبوفد الوساطة الجنوب سودانيّة وللذين رعوا السّلام بإخلاص ممثلين في دول الجوار خاصة مصر وتشاد وإثيوبيا ، ولابد من الإشادة بالدور الكبير والعظيم الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي نعرف أنه لولا حرصها وصبرها ومساندتها التي لم تتوقف لحظة في رعاية جولات التفاوض ، لما تمّ ما تمّ بالأمس في جوبا ، مع شكر خاص للمنظمات الأممية والإقليمية خاصة الإتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد وكل أشقائنا في أفريقيا ودولة قطر ، لكن الإشادة الأعظم لابد من أن نوجهها لشعبنا العظيم الذي قهر المستحيل ليتحقّق هذا الحُلم ويُصبِح واقعاً وحقيقة .
ويحِقّ لنا في هذا اليوم التاريخي ، أن نشيد بالثورة الشّعبيّة التي قدّم شعاراتها شباب السُّودان ، وتقدّموا بها الصفوف ، حتى أحدثوا التغيير الذي سعوا من أجله قبل أن يقفز آخرون إلى كابينة القيادة لإدارة الشأن العام ، ولابد لنا من أن نشيد بالقوات المُسلّحة التي إنحازت في الوقت المناسب لإرادة الثوار الشّباب ، ومنعت المزيد من شلالات الدّم التي كان من المؤكد أن تتدفّق وتروي الأرض الثائرة .
نعم لابد من الإشادة بالقوات المُسلّحة السُّودانيّة وقيادتها الواعية ممثلة في الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السّيادة الإنتقالي ، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السّريع ، فقد تعاملت القوات المسلحة السُّودانيّة بالحكمة حتى مع أصحاب الأصوات العالية والحناجر العريضة الذين أرادوا إختطاف الثورة ، وتعاملت بذات الحكمة مع الذين أرادوا المتاجرة بدماء الشّهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل إعلاء رايات الوطن وتحقيق شعارات الثورة التي تمثلت في الحريّة و السّلام والعدالة .
التحيّة لشهداء الوطن وهم في عليائهم وبلادنا حققت أول شعارات الثورة وطبّقته وهو شعار الحريّة ، وحقّقت بالأمس شعار الثورة الثاني وهو السّلام ، وتبقى لنا وللقائمين بالأمر أن نعمل على تحقيق الشعار الثالث وهو العدالة .
التحيّة للأخ الكريم مِنِّي أركو مناوي ، وهو ينتبه في خطابه بالأمس إلى قضيّة العدالة خاصةً في التعامل مع منسوبي النظام السّابق ، بحيث لا يتم رمي الإتهامات في كُلّ الوجوه جزافاً .. نعم لابد من محاسبة المفسدين والذين حموا الفساد ، لكن المحاكمة السّياسيّة ستخِل بالتأكيد بميزان العدالة .
الآن قلوبنا مفتوحة وديارنا وكل البلاد أمام قادة الحركات الموقّعة على إتفاقية الثالث من أكتوبر ، فالسودان لنا كلنا ، ونحن ننتظر عودة الأخ القائد عبدالعزيز الحلو ومنسوبي الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال مثل ما ننتظر عودة الأخ الأستاذ عبدالواحد محمد نور ومنسوبي حركته ليكونوا ضمن مكونات سودان ما بعد السلام ليكونوا شركاء للآخرين في إرساء قواعد العدالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى