هشام الكندي يكتب: الدولار .. بين الطوارئ والطورية

رحم الله الرئيس القائد جعفر نميري ورجل الأعمال بابكر ودالجبل حيث شاع بين الأسافير حين صعود الدولار أن دعا النميري ودالجبل وهو يرتجف (ياودالجبل كان بكرة الدولار زاد بقطع رأسك) بعدها هبط سعر الدولار فود الجبل لم يكن من الرجال الذين تقهرهم جلبة العسكر على العكس كانت تجمعه أواصل الود مع النميري وكان موجها لهم بعمل الصرافات المصرفية لضرورة مواكبة السوق العالمي حينها لكن راوي القصة أراد أن يقول هيبة الدولة هي التي تتحكم في سعر الدولار فالمؤتمر الصحفي الاقتصادي الأخير لكبح جماح الدولار وإعلان حالة الطوارئ الإقتصادية كأن عليه إبراز مواد أكثر قوة واضحة البيان نسبة لما تمر به البلاد من تدهور اقتصادي خطير ومريع تقف ورائه مافيا الدولار حتى كاد ان يصل 300ج تاركا ورائه الجنيه السوداني عليلا كسيحا ، فأثر بصورة عاملة على حياة الناس الإقتصادية والحياتيه فاستخدام القوة وهيبة الدولة لابد أن يكون حاضرا والضرب بيد من حديد واستخدام (الطورية) لقطع أعناق المضاربين والطورية اقصدها مجازا بتحرير قوانين رادعة وفورية تقطع رقاب مضاربي الدولار كيف لا فمضاربة الدولار خيانة عظمى للوطن وهددت أمن وسلم البلاد ، فكل من مات أمام بوابة المستشفي ولم يستطيع دفع فاتورة عملية غسيل الكلى قتله من ضارب بالدولار ومن مات من أطفال بلادي ولم يجدوا حليب الأطفال وحاضنة حديثي الولادة ومصل لسعة العقارب قتلهم من ضارب بالدولار وكل مواطن وقف على بوابة الصيدلية ولم يجد علاج الضغط والسكري قلته من ضارب بالدولار و كل مزارع لم يجد الوقود والسماد للحواشة وارتفاع سعر كليو الطماطم 300ج سببه من ضارب بالدولار وتوقف ماكنة وعجلة أي مصنع عن العمل سببه من ضارب بالدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية و(قفة الملاح) وعدم قدرة المواطن على شراء كيلو اللحمة 900ج ورطل اللبن 70 ج سببه من ضارب بالدولار واختفاء البسمة والوجه الصبوح من قبل أولياء الأمور لأبنائهم لتلبية ما يحتاجوه سببه من ضارب بالدولار والخلافات الأسرية بين الزوج والزوجة (دايرين وجيب معاك) وكدر الحياة سببه مضاربة الدولار .. إذن كيف لانضربهم بيد من حديد خاصة ظروف البلد من جائحة كورونا وفيضان النيل مما جعل الحكومة في حيرة أمرها واستخدام الجوكر (الطورية) لضرب عديمي الإنسانية والوطنية اليوم قبل الغد بإجازة قوانيين و قرارات قوية (السجن عشرون عام، مصادرة الأموال والغرامة الحجز على العقار المستخدم ،الحجز على الوسيلة المستخدمة) عرض المضاربين بوسائل الإعلام المختلفة بالأسماء والصورة كيف لا وأنا دولة سيادة من حقها الحفاظ على مكتسبات الوطن وحق مواطنيها الذين تجرعوا مرارة الحرمان وتنهشهم ايادي تجار السوق والسماسرة حتى ظن الناس اننا في دولة دون حكومة ورئيس ، فلا بد من قادة البلد سعادة البرهان والدكتور حمدوك ان تتوفر لهم الإرادة السياسية للخروج من هذا النفق المظلم والتاريخ لاينسى ولايرحم والصورة لاتتجمل ، وضرورة دفع عجلة الاقتصاد بصورة عاجلة وتدوير ماكينات الصناعة والزراعة السودانية وفتح مشاريع الإنتاج المختلفة وتوطين الصناعة السودانية اعتمادا على الموارد الذاتية عطفا على ترشيد طاقات الشباب الكامنة في العملية الإنتاجية والصناعية ودراسة فشل المشاريع السابقة والقفز بها مجددا حسب متطلبات السوق الداخلية والعالمية وترشيد فاتورة الاستيراد والاعتماد على مطلبوبات مدخلات الصناعية حال الاستيراد والعمل على تمزيق فاتورة السلع الكمالية. (الزول بونسوا غرضوا) حينما تقول وزيرة المالية (تغيير العلمة غير فعال وتجميلي كالمكياج) فالحديث ليس محق طالما هناك عملة يتم تزويرها بالداخل او الخارج ولدى السلطات مايثبت ذلك فإن تزوير العملة أخطر من المضاربة بالدولار باعتبار أنها تستخدم في عملية الشراء بمبالغ طائلة وهي في الواقع غير حقيقة فكان من الطبيعي صعود الدولار ويعد التزوير تخريبا للاقتصاد وخيانة عظمي تستحق أن تقطع رؤسهم بواسطة (الطورية) في ميدان عام فالموضوع ليس تغيير العملة بقدر ماهو وقف تزويرها فقدموا الطورية على الطوارئ ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى