هكذا «فاضت» مشاعر السعوديين على فيضانات السودان

أبلغ وصف للتعاطف السعودي الرسمي والشعبي مع فاجعة الفيضان وغضبة نهر النيل على السودانيين، قصيدة مغناة «هشّ الزّهر، بكت الورود، سالت مشاعر النّاس جداول» صاغها الشاعر الراحل أبو آمنة حامد، وغناها المطرب السوداني محمد الأمين، صاحب المقولة الشهيرة «يا تغنوا إنتو يا أغني أنا» فأعجب ذلك رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ الذي دعا المطرب لإحياء حفلة في موسم الرياض العام الماضي، واحتشدت القاعة بآلاف السودانيين الذين غنوا معه هذه المرة بأريحية دون أن يمنعهم مانع! فاضت مشاعر السعوديين جداول في حب السودان وأهله، منذ الأزل. حين هبت الثورة في بلاد النيلين، بادرت المملكة في دعم خيار السودانيين وتوجت دعمها المعتاد باستضافة مؤتمر أصدقاء السودان في أغسطس الماضي، وعندما فاض النيلان الأزرق والأبيض على الخرطوم وأغرقت المدن تدفقت مشاعر المثقفين والكتاب والمبدعين مؤازرة للغرقى المحزونين.. فكتب عثمان العمير: «قلوبنا مع الشعب السوداني في محنته الأليمة، الشعب الذي درس وعاش في البيوت وبين الأسر وساهم في العمل الشريف، ماشيا على الأرض هونا ومحبة وأدبا ولم يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولا»..

تفاعلت القارئة السودانية مروة مع تغريدة العمير، وعلّقت: «والله انتو يا سعوديين أرقى شعب وأقرب الشعوب لقلوب السودانيين.. مشكور على كلامك الراقي»، على طريقة عثمان العمير ذاتها كتب صديقه جميل الذيابي في أعقاب نجاح الثورة السودانية مقالة فارهة بعنوان «تحية يا زول»: «ما يربط السعودية والسودان من أواصر التقدير والأخوّة والعلاقات الأزلية المشتركة لم يقف البحر الأحمر حاجزا بينهما بل ظل جسرا رفيعا للتواصل بين البلدين ومعبرا لحركة التجارة بين سواكن السودانية وجدة السعودية».. وعلق السودانيون على تحية الذيابي بأحسن منها «جميل جدا»! استمر فيضان المشاعر السعودية على السودانيين وكتبت العكاظية المتألقة ريم عبدالخالق: «راعني ما شاهدته على شاشة التلفاز جراء الفيضان الذي طغى على أرضهم فأغرق ترابها ومزارعها ومحاصيلها ومدنها وقراها، وأغرق معها أرواحهم في الأسى وقلة الحيلة. وأشعرني بالمرارة منظر شبابهم وهم يحملون أكياس الرمل ليضعوها سدودا متواضعة تدرأ عن جدران بيوتهم المتهالكة سطوة الماء، وأبكتني رؤية أطفالهم يجلسون القرفصاء وأيديهم على خدودهم على جوانب الطرقات التي ما عرفوا ملاعب لطفولتهم سواها وقد أصبحت مسارات لمياه الفيضان الجامحة. ورغم ذلك فالسوداني حين يبتسم أقول في نفسي لله در ابتسامة خرجت من رحم معاناة في ظل وطن يعاني الأمرين جيلا بعد جيل من ظروفه السياسية والاقتصادية التي طحنت هذا الشعب في رحاها واستحلت عرقه وعافيته، ورغم ذلك نجد أبناءه المغتربين في كافة بقاع الأرض من أطباء ومهندسين ومعلمين وعلماء وأدباء وعمال وطلاب قدوة في تفاؤلهم ووداعتهم وكرمهم وتصالحهم مع الحياة.. فالزول ما داير مشاكل»!

وكتب محمد الفال متعاطفا مع فاجعة السودانيين: «عكست وسائل التواصل الاجتماعي مكانة السودانيين في قلوب الشعوب العربية، الإخوة السودانيون صنعوا بأخلاقهم، هذا الود والاحترام»، ودخل وليد الفراج الملعب الأخضر، وقال: «قلوبنا مع السودانيين في هذه الكارثة.. أتمنى أن تتضافر الجهود في تخفيف ما أصاب أهلنا هناك.. قلبي معكم يا أهل العمامة الطيبة»، أما الفنان عبدالإله السناني فاستعار قصيدة محمد الفيتوري: «يا أخي في الشرق في كل سكن، يا أخي في الأرض في كل وطن، أنا أدعوك هل تعرفني.. يا أخا أعرفه رغم المحن»..

وفي تغريدة المسك منح فهد الدغيثر وساما للمفجوعين، وكتب: «السودانيون في غالبهم الأعم يتمتعون بقيم عالية ومبادئ صلبة في الأمانة والشرف والتفاني». ومع مشاعر النخبة، وفيض التعاطف الشعبي، استمرت المبادرات الرسمية في إغاثة المنكوبين، وأطلق مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية قوافل عدة إلى مختلف المدن والبلدات والقرى السودانية التي غمرها نهر النيل، ونصب العاملون بالمركز مئات الخيام لإيواء المتضررين والمفجوعين وحمايتهم من هوج الرياح وغضبة الأمواج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى