يس عثمان يكتب : الحكومة تضع شعبها أمام خيار واحد بالصبر على المعاناة

الحكومة وضعت شعبها الان أمام تحدي بقبول هذة الموازنة المعدلة برغم عجزها ومؤشراتها السالبة على حياة الناس بزيادة المعاناة وهو الطريق الصعب الذي لا خيار له وهذة واحدة من
التحديات التي واجهت هذة الحكومة الا وهي الأزمة الاقتصادية الماثلة أمامها الان في كل يوم وليلة والخروج منها يحتاج إلى جراحات مره على اللسان ولا يستطيع هضمها شباب الثورة الثائر المتحمس والمتعطش للرخاء والنماء والتطور تطور حتى في طريقة التفكير ووضع الخطط والبرامج بصورة علمية ومدروسة يمكن قياسها على المدى الزمني البعيد
ولكن كيف يستقيم ذلك والحكومة تجيز ميزانيتها المعدلة بعد مضى ثلاثة ارباع العام بالتمام والكمال وتعلن اجازتها عبر مجلس الوزراء والمجلس السيادي في اوقات متباعدة مما دفع الحرية والتغيير برفضها لأنها جاءت محبطة ومعجزة وستزيد المعاناة على كاهل المواطنين على ماهو عليه الحال الان
وبدون أرقام وبدون تفاصيل الموازنة المعدلة فيها زيادة في الضرائب على الشركات وزيادة القيمة المضافة وزيادة في رسوم الخدمات التي تقدمها الحكومة وفيها زيادة في تعريفه الكهرباء لبعض القطاعات ذات الصرف العالي وفيها رفع الدعم عن المحروقات واخطر ما فيها تحريك سعر الصرف الرسمي من 55ج الي 120ج للدولار ولمدة عامين حتى تحدث مؤشرات النمو الايجابية
فالموازنة عندما وضعت في الأمر في عهد الوزير الخبير السابق كان سقف الأماني والأمنيات أعلى من ثقتنا في ذاتنا وبمواردنا ولا يعقل ان تعتمد الموازنة على 50%علي الدعم الخارجي ومؤسسات التمويل والصناديق من خلال المؤتمرات والاعانات والهبات وكان المتحصل فيها حتى الآن تقريبا 1% وانتزعت منا جائحة كورونا 40% من حجم مواردنا المحلية ولك أن تتخيل عزيزي القارئ.
ميزانية وضعت أقرب من الخيال وأكبر إنجاز لها حدث بالسالب عندما قفزت بالسودان الي المرتبة الثانية عالميا في التضخم بعد فنزويلا مباشرة وكانت الطامة الكبرى بزيادة هذة المرتبات والتي فرحت بها قطاعات محدودة لا تتعدى 17% يمثلون القطاع العام والخاص بل اقل من ذلك الذين تمتعوا بها 7% فقط هم يمثلون القطاع الحكومي من أكثر من 40مليون عدد سكان السودان واجهوا هذا الغلاء الفاحش في كل السلع الإستراتيجية والخدمية والتي زادت بنسبة أضعاف مضاعفة عما كانت علية وتجاوزت اكثر من 100% في كثير من الأحيان لان الزيادة في المرتبات كانت بنسبة 565% كا اكبر إنجاز في تاريخ الخدمة المدنية نعم ولكنها زيادة الان حطمت الآمال ولم تحقق العدالة المطلوبة ووضعت القطاع الخاص في محك حقيقي في نهاية هذا الشهر ان يوفق أوضاعه ويلتزم بهذة الزيادات وفي ظل هذة الظروف واضح جدا سيقوم القطاع الخاص بتشريد عدد من العاملين والموظفين وبالتالي فقدناخبرات ذهبت إلى الشارع لزيادة نسبة العطالة التي اصلا في ازدياد وكما وضعت هذة الزيادات بنك السودان في مواجهة المزيد من طباعة الأوراق النقدية بصورة مستمرة طوال العام مما تتحرك مؤشرات التضخم وتتصاعد شهرا بعد شهر مع صرف المرتبات
اذن نحن الآن نكون وصلنا إلى الفقرة المهمة التي ذكرها رئيس مجلس الوزراء في خطابه الشهير في عشية الثلاثين من يونيو عندما ذكر بأن هنالك قرارات سيكون لها تاثيرات اجتماعيا واقتصادية وسياسيا سالبة على المواطنين تحاول بعض الجهات ان تستغلها لابد من تفويت الفرصة عليهم .. اذن هي رسالة واضحة عليكم بالصبر ومزيد من الصبر حتى نعبر
فالشماعه المرفوعه الان جائحة كورونا فقدنا بها 40% من مواردنا مع العلم بأن هذة الجائحة من نهاية شهر ديسمبر 2020م والي يومنا هذا اذن أين ال 60٪ منها 50% الدعم الخارجي ذهب مع ادراج الريح بتحقيق 1%فقط منه وحتى لو قلنا جائحة كورونا معظم دول العالم تأثرت بها وما زالت ولكن لم تصل إلى ما وصلنا له نحن الآن من تضخم في العالم
اذن هنالك عندنا مشكلة في التخطيط السليم ووضع الموازنات بالطرق العلمية والحديثة وفق ميزان المدفوعات وصادراتنا ووارداتنا وهنالك كثير من القضايا والتي أثرت سلبا على اقتصاديا مثل عمليات التهريب للذهب والثروة الحيوانية والوقود وعدم ضبط مشتقات البترول ورسوم خطوط النقل الخام ورسوم عبور الطائرات العابرة وعدم ثبات سعر الصرف والسوق الموازي له وخطط الصادر والتي نعدل فيها في كل يوم وليلة والثقة الغير متوفرة بين هذا وذاك وعمليات التجنيب في كثير من المؤسسات والوزارات مما جعلت وزارة المالية لم تتمكن حتى الآن من ولايتها على المال العام بجانب تدني الإنتاج والانتاجيةَ في كثير من الوزارات وتعطلت معظم الخطط التنفيذية بسبب اغلاق البلاد وكلها وغيرها عوامل اخرتنا كثيرا وزادت المعاناة
ولكن بعد كل هذة التحديات سنعبر ونعود الي سيرتنا الأولى سلة غذاء العالم لا تراجع عنها ولكن العبور يحتاج اولا الاعتراف بالفشل والفشل ليس عيبا ولكن العيب التمادي في الفشل والعبور يحتاج إلى الشجاعة والوضوح والمكاشفة والشفافية والثقة بالنفس والارادة الوطنية الصادقة والايمان القاطع لأهداف الثورة وتطبيق شعارها على أرض الواقع فعلا لا قولا حرية سلام عدالة لا كبير على القانون كل الناس سواسية تحت سقف واحد هو السودان بلد الإيمان والأمان ونقول للحكومة إن ضاقت بك الدروب فعليك بعلام الغيوب وعنده كل شئ واذا أراد لشئ ان يقول له كن فيكون
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون) صدق الله وما علينا الا ان نستغرب ونتوب إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى