شــــــــوكــة حـــــــــوت – ياسر محمد محمود – دور الـصــحــافـــــة

يعتبر الإعلام واحد من ممسكات الأمن القومى الستة ولا يختلف إثنان على أن الصحافة كفرع من فروع الإعلام لها دور لا يمكن أن لا تقوم به إلا الصحافة ذات نفسها ولذلك نجد الرئيس الأمريكى لينكون يقول لو خيرت بين وطن تحكمه المؤسسات ووطن تحكمه الصحافة لأخترت وطن تحكمه الصحافة لأنها تطرح المشكلة وتقدم الحلول وتسهم فى توجيه الرأى العام بشكل كبير وتعتبر الصحافة هى السلطة الرابعة لأنها تقوم بدور الرقيب على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية فى كل دول العالم وليس فى السودان وحده فلذلك لابد من الإعتراف بالصحافة بأنها سلطة كاملة التفاصيل ولها تأثير كبير فى شتى مناحى الحياة وتسهم فى المشاركة الفاعلة فى كل صغيرة وكبيرة.

وإذا كان لكل زمان معجزة فمعجزة هذا الزمان هو الإعلام وهو الذى يقود الحياة ويوجهها وتظل الصحافة هى الفصيل المتقدم فى توجيه الرأى العام مع التأكيد أن السلطة تحتاج إلى الإعلام وليس العكس فلذلك لابد للمسؤولين من التسليم بأن الصحفى هو ليس عدو إنما هو شريك فى السلطة وهناك بعض المسؤولين من يضع الصحفى فى مقام عزرائيل فالصحافة ليست بعبع مخيف إنما هى مرآة تعكس ما يدور فى المشهد ويقف الصحفى فى مركز الدائرة ويكون فى مسافة واحدة من الجميع من دون تحيز ويمكن القول أن ما يكتبه الصحفى يسأل عنه تحت مظلة الآية (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

وحتى لا نذهب بعيدا فقد نشرت إحدى صحف الخرطوم خبراً مفاده أن المجلس السيادى بدأ فى إجراءات شراء ٣٥ عربة بقيمة ٤٨٢ مليار جنيه الأمر الذى جعل المجلس السيادى يتراجع عن صفقة شراء هذه السيارات ولو لا الصحافة وتأثيرها لما تراجع المجلس السيادى عن هذه الصفقة مع العلم أن المجلس السيادى أصدر بياناً أوضح من خلاله أن المسؤولية تقع على عاتق الأمين العام للمجلس السيادى وهل يكفى إلغاء شراء هذه السيارات أم أنه ستتم عملية مسآلة الأمين العام للمجلس السيادى وعمل تحقيق فى هذا الإجراء وتوضيح نتائج التحقيق مع الأمين لأن هذا المال هو مال عام وليس مال الأمين العام للمجلس السيادى ولولا الصحافة لتمت الصفقة (كتامى صلاة ميت) ويبقى السؤال متى ستتم عملية محاسبة الأمين العام للمجلس السيادى وإلا جميعكم مشتركون فى هذه المخالفة من لدن البرهان والى حاجة عائشة.

ومن المدهش حقا أن هناك بعض قصار النظر يظنون أن مجرد نقد أداء الحكومة الإنتقالية يعتبر جريمة وكفر وأن الصحفى الذى يتناول أداء الحكومة من أجل كشف أماكن القصور والتقصير ما هو إلا عدو للثورة ويظل الصحفى فى خانة الإتهام بأنه كوز ومندس وعميل وعلى الثوار أن يفهموا أن ثورتهم قد لحقت أمات طه لولا حماية الصحافة والإعلام لها وما أكثر الشواهد على ذلك ويمكن القول أن أداء الحكومة الإنتقالية الحالية يذهب بالدولة السودانية إلى إتجاه الهاوية فليذهب كل رموز الحكومة الإنتقالية طالما أنهم فشلوا فى المهمة الموكلة إليهم وتبقى جذوة الثورة متقدة.

نــــــــــص شــــــــوكــة

وفى ظل الأوضاع التى يعيشها السودان فإن الصحافة تقوم مقام المجلس التشريعى وهى الرقيب على أداء الحكومة الإنتقالية فى غياب المجلس التشريعى بالرغم من كل الصعوبات التى تواجه العمل فى مجال الصحافة التقليدية والصحافة والحديثة.

ربــــــــع شــــــــوكــة

لا ترفعوا شعار ليس من معنا فهو ضدنا فأنتم ليس أكبر من الصحافة

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى