تحليل سياسى : محمد لطيف      قلمي .. وقلم المخابرات

الخرطوم الحاكم نيوز

منذ أن كتبنا قبل نحو عشرين عاما تحليلنا الشهير .. والموسوم بـ ( من يفتي فى أمر ….. ؟! ) والرجل صدره موغَر علينا .. كان صاحبنا فى ذلك الزمان ذو سلطة وسطوة و نفوذ فى حكومة الإنقاذ .. يفعل ما يشاء .. بمن يريد .. ولم تكن السلطة فى ذلك الزمان قد إعتادت أن تسمع من الصحافة ما لا يعجبها .. كان ذلك فى نهاية الألفية الثانية أو مطلع الثالثة .. حين إضطرت الحكومة إضطرارا .. وتحت الضغط الدولي والحصار العالمي .. للإعتراف بوجود حالات إختطاف قسري .. بفضل جهود المناضل السودانى آنذاك جيمس أقوير .. اقول آنذاك لأن اقوير الآن مواطن من جنوب السودان .. يتقلد منصبا مرموقا فى برلمان بلاده .. أما وقتها فقد كان جيمس اقوير ورفاقه يحفرون الصخر لإنقاذ الأطفال والنساء من براثن الإختطاف القسري .. بينما كان .. آخرون .. لا يرون فى الأمر إلا إستثمارا يجنون منه المواقف الكذوبة .. وحين لجأ الينا اقوير شاكيا لم نخيب ظنه .. مما أثار حفيظة اولئك الآخرون وحتى اليوم ..!
فوجئت بمن يعرض بي دونما مناسبة .. بأننى لم اعلق على موقف السودان الذى اعلنه وزير الري المكلف مؤخرا معترضا على إعلان اثيوبي يتعارض مع تفاهمات سابقة ..وأننى عوضا عن ذلك كتبت عن جلود الأضاحي .. مصدر مفاجأتي الأولي .. أن صاحبنا قد ظن أنني كاتب ( مأجور ) اكتب بالأوامر .. وأن على أن اسبح بحمد وزير الري .. أن تنحنح مصبحا .. أو تمطى ممسيا .. كما يفعل البعض مع أولياء نعمتهم .. أما المفاجأة الثانية .. فهى أن كل ما ذكره وزير الري فى خطابه للخارجية الإثيوبية لا جديد فيه .. فهذا هو موقف السودان الذى عبر عنه وزير الري السودانى فى اكثر من مناسبة .. ولئن راجعت خطاب وزير الري السودانى الى وزير الخارجية الإثيوبي .. لن تجد فيه غير التأكيد على مواقف السودان الثابتة .. عكس ما يحاول أن يصور البعض .. ويروج البعض الآخر .. !
بل لن تجد غير أن الموقف الإثيوبى هو الذى تجاوز إلتزاماته السابقة .. أو المفروضة .. فلم يكن من مناص لتذكيره بذلك .. وعن نفسي .. فقد كتبت فى ذلك عدة مرات .. بل واصبحت معتمدا فى كثير من الفضائيات المحلية منها والخارجية .. لا لشيئ إلا لإصرارى على التعبير عن موقف السودان الواضح والمعلن والتأكيد على إستقلالية موقف السودان .. لا حياده .. عليه فلم اكن فى حاجة للتعليق على خطاب وزير الري .. فلا أحد يحمل لي ( كرباجا ) على ظهري .. فأنا اكتب بقناعاتي .. وبمزاجى .. اكتب حينما أريد أن اكتب .. لا حين يريد لي أحد أن اكتب .. وفى كل هذا فإنني اكتب فقط لصالح بلادى .. لا لصالح أية جهة أخري .. مهما كانت إغراءاتها ..!
أما المفاجأة الثالثة بالنسبة لي .. والمحيرة حقا .. فكانت حين إطلعت على ما كتب من عيرنى بأننى لم اكتب .. فقد ظننت .. وبعض الظن إثم .. أن يبدأ كتابه بإستعراض موقف السودان وإبرازه بإعتباره الأهم والأساس لأي موقف وطنى .. ولكن المفاجأة الصاعقة لي كانت أن الرجل طفق يتحدث عن دولة أخري ممجدا دورها ومشيدا بخطواتها ..إن خطاب صاحبنا الذى جاء فى تسعة بنود خصص منها صاحبنا ستة بنود لتلك الدولة الأخرى .. ثم بندا واحدا للسودان ..!! أما البندين الأخيرين فقد حملا توجيهات للسودان .. تعبر .. فى ظنى .. عن الدولة إياها .. اكثر من تعبيرها عن الكاتب .. وإن لم ينسى .. ذرا للرماد فى العيون .. أن يقول إن موقف السودان متقدم على ….!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى