لو كنت في مكان الوالي إسماعيل وراق والي ولاية النيل الأبيض الجديد لتملكني الخوف جراء الإستقبالات الحاشدة التي خرجت تعترض موكبه وهو في طريقه إلى ربك حاضرة الولاية لإستلام مهامه…….
المسافة بين الخرطوم وربك لا تتجاوز ال360 كلم عادة ما تقطعها المركبات في متوسط زمن قدره 4 أو 5 ساعات لكن أن تقطع مركبة هذا المسافة في عشرة ساعات فلابد من أن في الأمر شيء جلل ، وهو ما حدث لموكب الوالي وراق فرغم السيارات الدستورية الفارهة وغيرها استغرقت الرحلة من الخرطوم إلى ربك عشرة ساعات أو يزيد……….
*كان الموكب مهيباً يليق بعظمة الحدث الذي انتظره الناس طويلاً،وكانت الإستقبالات شيء يفوق حد الوصف وتحمل في ثناياه مضامين شتى أهمها أنها عبرت بجلاء عن استفتاء شفاف وعفوي للرجل القادم الجديد يتعداه لحاضنته السياسية حزب الأمة القومي، وشئنا أو أبينا ومهما كانت التحفظات إلا أنه حزب ثورة السودان الأولى وتظل ولاية النيل الأبيض التي ترقد على خاصرتها مدينة الجزيرة أبا تظل هي معقل الأنصار ورمز العزة والنصر……..
بدأت الجموع تترى إلى مسيد الشيخ الياقوت الذي شهد اول الإستقبالات حيث احتشد المواطنون ضحى وعبروا بصدق عن قبولهم وفرحتهم بالأولى، و أنطلق الموكب بعدها ليجد أمامه مواطني قرية ود الكريل قد قفلوا الطريق العام مما أدى بالمركبات تغيير المسار، بالطبع ليس كما حدث في ولاية كسلا فشتان مابين والي يغلق الناس الطريق لإستقباله ومابين والي آخر مرفوض كلياً..ثم واصل الوالي سيره ليتكرر ذات المشهد وبصورة أروع وأكثر حشداً عند مدخل مدينة الدويم وكذا مواطني الكوة ثم كان المشهد الأكثر روعة عندما عند مدخل مدينة الجزيرة أبا أهل الوفاء والتضحيات التي مازالت تستنشق عطر دماء الشهيد الطفل شوقي الزكية التي مزقت جسده النحيل رصاصة الغدر ولم يعرف بعد من الفاعل.. ثم كانت اللوحة العظيمة في مدينة ربك التي خرجت عن آخرها شيباً وشباباً يتقدمهم لجان المقاومة مفجرو الثورة الحقيقيين بجانب الكندكات اللاتي علت اصواتهن بالزغايد عطفاً عن الأطفال.. في مشهد لم يحظى بمثله حتى كبار الزعماء ابتداءاً بالزعيم نميرى ومروراً بالزعيم الإمام الصادق المهدي وحتى مواكب الرئيس المعزول البشير مدفوعة الأجر لم تكن بهذا الكم من خلق الله……..
ولعل هذا هو مصدر الاشفاق والقلق على الوالي وراق لأن ذلك يلقي على عاتقه حمل ثقيل، ومع أننا على ثقة تامة أنه قادر على تحمل المسؤولية لكن المسألة تحتاج منه إلى جهد كبير لايستطيع معه أن يغمض له جفن
في تقديري الجماهير الهادرة التي خرجت بعفوية تعتقد حازمة أن الفرج بعد الله سبحانه وتعالى سيكون على يد الوالي الوراق والذي نرجو له التوفيق.. وجيد جداً أنه مدرك تماماً من خلال خطابه الضافي والوافي انه والي للجميع وليس لفئة محددة ..