
السر القصاص
طوال تاريخ حرب الكرامة ظلت المخابرات الصخرة التى تكسر عندها كل الافتراضات والتكنهات وكانت كهلال العيد تظهر في ميقاتها .
طوال الكرامة ظل إعلام المخابرات ينسج خيوط الحضور والظهور وفق تقديرات خاصة ، فالمخابرات في كل الدنيا هي خزائن الاسرار التى لا تبوح الا بصوت المفاتح عند ملامسة الخزانة أو عند الحاجة ولكنها تملك كل ما يقال ولا تقول !
الجولة الكبيرة والغير مسبوقة التى أجراها سعادة الفريق أول أحمد ابراهيم مفضل وشملت الخرطوم وشمال كردفان وسنار والجزيرة والنيل الأزرق حتى الآن جولة مضبوطة على عقارب الكرامة وهي بلا أدنى شك محطة فاصلة في تاريخ الحرب والمخابرات .
الناظر للجولة يجدها أعدت على نار هادئة وطرحت للإعلام اجزاء منها بصورة تحقق المطلوب منها في نشر الطمأنينة وزيادة مساحة الانتصار وكسر جمود الموقف في ميادين مختلفة .
الجنرال العائد من بلغراد بعد أن طرح رؤية السودان حول المليشيا العابرة وخطرها على الأمن والسلام الدوليين ضمن سياسة ونهج الحكومة السودانية في التعاون مع كل الأطراف والدول من أجل تنسيق الجهود لحفظ الأمن والإستقرار المحلي والإقليمي والدولي.
عاد إلى السودان وفتح ملف الجولة الجوالة التى صممت على نسق هادئ ، فالزيارة شملت مقابر الشهداء وفاءاً وتقدير للدماء التى بذلت لحفظ الوطن وشملت كذلك مؤسسات الدولة والرجال في ميدان الرباط والمعدة بالعدة والعتاد لقتال الأوباش ، بجانب رموز الفن والثقافة في إشارة إلى تعويل المخابرات على الفن وأهله كسلاح للمقاومة لأهل السودان .
من أبو عركي وحتى عمسيب الفائزة بالرعاية والعناية وحتى عبد القادر السالم مروراً بغير المعلن من أهل الولايات التى زارها مفضل ، كل ذلك ظهر حينما ارادات المخابرات ذلك .
مفضل لمن يعرفونه ليس قائد وزان فحسب ، بل جراح بارع يعرف من أين يكون الرتق لفتق هذه الأزمة ، و وهذه إشارة حاضرة من الإشارات الواضحة في مضامين الزيارة .
ولأن الحرب كما يقول زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور أمين محمود تشتعل في العقول وتنتهي في العقول ذاتها ، كانت جولته على أهل الفكر والثقافة في ذات الإطار .
ولان لغة الميدان معروفة وظروفه كذلك كانت الإشارة الجديدة هي رسالة الصمود والثبات السودان وأهله والتحذير الصارم من الخلايا السرطانية التى تتهيب وتتحين الفرص ولكن هيهات ، فواجب الساعة تأمين المنجزات وزيادة ساعة اليقظه ونشر ثوب الطمأنينة .
المخابرات العائدة منتصرة من معارك طواحين ازالة التمكين سيئة الذكر وحراجات التشليع ومافعلته الأيادي الآسنة ، كانت وحدها العالم بأسرار العودة الكبرى ،
لعلكم رأيتم المحركات وقدح زناد هيئة العمليات واستعادة البيانات والقوة البشرية والملفات الداخلية والخارجية الحيوية وكلها عناوين للعودة والاوبئة الصادقة ولو بعد حين .
كثير من مؤسسات الدولة عادت إلى الحياة من جديد مسنودة بإسناد المخابرات بل إن المعارك الكبرى كانت البطولة فيها للمخابرات ، معارك الاقتصاد والأمن والطمأنينة وحفظ وبقاء عضم الدولة ، فلله دركم جند وظباط .
السودان الذى تحيط به المؤامرة كمان يحيط الضوء بالظلام وتلتف حوله الدوائر المشبوهة كما يلتف اللحاء بالساق ، ما كان ليصمد لو لا صمود وقوة ومنعة المخابرات فهي وحدها السيتوبلازم الذى حفظ الخلية ووحد قرون استشعارها وحلق بها في فضاءات البقاء الصمود ، ووقف شامخاً يمد صحائف الفخر لكل وطني صاحب قرار ، وإشاع النور طمانينةً وامنا.
نعول وتعول بلادنا على جهود الجميع في تجاوز منعطف الساعة ولكسر شوكة التمرد وردع العدوان ونصطف خلف جيشنا صفا واحداً كما تقاتل المخابرات مع الجيش كتفا بكتف وذراعاً بذراع ، قولاً وفعل .
زار مفصل في ظرف أيام قلائل ولايات وأقاليم زيارة أظهرت القدرة والملكة وحققت فرص المبادرة واجادت في نوافل دعم الولايات وتعزيز صمودها ، سنحصد وستحصد بلادنا خيرات هذه الزيارة نصراً وقمحاً وتمني .
زيارة مضبوطة على عقارب ساعة الكرامة



