
قبل أيام قليلة مضت وفي قاعة فندق الربوة وضعنا الخبير والباحث د. جراهام عبد القادر أمام مشهد مشاهد البعث والإحياء الثقافي للمكنونات الثقافية السوداناوية ، وفتح الباب على مصراعيه لرؤية أوسع لهذ القطاع العزيب الهزيب ، تحت عنوان : ملتقى للتراضي الوطني وإدارة التنوع كمدخل للحلول الوطنية للمشكلة السودانية المركبة ، وهو عنوان كبير يتسع ما اتسع الحرف والأفق وما إمتدت آليات التفكير .
في شاشة العرض الضخمة في فندق الربوة كانت مدراس أبوذر الكودة حاضرة بقوة من خلال كورال طلابها الذين نثروا من كنانتهم جمال على جمال الاغنية الوطنية واضافوا للغناء الكورالي البعد الطفولي الهذيب الأنيق ، ومنحونا حقلاً من البراءة واللطف ، كإطار لأنسنة المشاعر وهو مشروع ومفهوم أشمل وأبعد من حدود الكلمة وافسح من ضيق الأمكنة.
أن مدارس الكودة عززت من حضورها الأكاديمي والإنساني ، وزادت عليه بالحضور الثقافي فأي منتج وطني لا يستند إلى معرفة وأفق ثقافية لن يكون بمقدوره التأثير ومافعلته مدارس ابوزر الكودة أنها آمنت في طلابها ومنحتهم جوانب أخرى للحضور خاصة الحقل الثقافي في وقت نحتاج فيه إلى بواعث جديدة للخروج الآمن من المأزق الماثل حتى صارت الكودة واحدة من النجاحات الباعثة رغم الظروف الماثل .
و الأنسنة ، (أنسنة المشاعر) هي عملية إضفاء طابع إنساني على جوانب مختلفة، سواء كانت مدنًا، نصوصًا، حيوانات، أو سلوكيات، بهدف تحسين جودة الحياة وتحقيف الرفاهية، مع وجود سياقات مختلفة لتطبيقها.
وبمعني آخر الأنسنة هي عملية إعادة قراءة لكل فعل وعمل ومنتوج لفهمه في سياق الإنسان وتطويره ، وبالتالي عملية إعادة القراءة في الفعل الثقافي كمدخل للتراضي الوطني عملية مهمة لهندسة الحل الثقافي الوطني .
وزارة الثقافة والإعلام والسياحة التى جمعت نخبة من المثقفين وأهل الإعلام والخبراء والباحثين في ملتقى للتنوع وآفاق التراضى الوطني ، جعلت من التراضي مفتاح لإدارة التنوع وقبول الآخر ، إن تقدير وإحترام ثقافة الآخر من المفاهيم المهمة في لملمة شعس الحالة الراهنة .
الوزير المثير للجدل خالد الإعيسر يقود وزارة بحجم قارة وطائرة بثلاث أجنحة ، تتكئ على السياحة وتتحدث الإعلام وتتنفس ثقافة ، وهذا الملتقى مثل عندي وكثيرين التفاته مهمة نحو الثقافة وتعزيزها .
يذخر السودان بتنوع ثقافي كيير وتتخذ المجموعات السكانية أنماط ثقافية مختلفة وبالتالى فإن التنمية المستدامة لابد أن تقوم على أسس ثقافية متينة .
إن كان مثلث برمودا باضلاعه الثلاثة يمثل إحدى أغرب الظواهر الجغرافية والطبيعية التى حيرت العالم ولم يكشف سرها حتى الآن ، فإن الثقافة قادرة على هزيمة مثلث الحـ.رب والجهل والفقر وغياب الحوار ، فالثقافة قادرة على قيادة قاطرة الحياة .



