
لم تغب مصر عن المشهد السوداني منذ اندلاع حرب ١٣ أبريل ٢٠٢٣ ، فقد ظلت تقود جهودا حثيثة لايقاف صوت البندقية التي أدّت إلى كوارث إنسانية معلومة .ليست فقط باستقبالها للفارين من جحيم الحرب بل في عدد من المحاور .
مع اقتراب عامها الثالث لازالت الحرب تدور رحاها في السودان ، مع استمرار انتهاكات الجنجويد من قتل وتشريد و تهجير وارتكاب فظائع وجرائم ضد الإنسانية . هنا يبر السؤال عن دور مصر الرسمية وعن آخر التطورات في جهود ايقاف الحرب.
عدة تساؤلات تمثل شواغل الرأي العام السوداني رميت بها على طاولة مساعد وزير الخارجية المصري مسؤول ملف السودان سعادة السفير ياسر سرور لدى لقائه بنا نحن مجموعة من الصحافيين السودانيين بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية.
قلت له ان الدور المصري ظل محل تقدير واحترام الشعب السوداني منذ بداية الحرب ليس بدءا من معاملتها للذين اتخذوها ملاذا امنا وهم ملايين وعدم معاملتهم كلاجئين أسوة بما يحدث في ظروف الحروبات في كل العالم ، بل ان سفير مصر بالسودان دكتور هاني صلاح ظل ينبهنا بعدم استخدام ” لاجئون ” للسودانيين بمصر . وهذا قمة التقدير من الدولة المصرية وتوجيهات رئيسها فخامة عبد الفتاح السيسي . لكن مصر التي عقدت اول واهم مبادرة لجوار السودان بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الشهور الاولى من اندلاع الحرب
ومصر التي أعلنت من أول يوم احترامها لشرعية القوات المسلحة وللدولة السودانية ومؤسساتها . ومصر رفضت اي اتجاه لتقسيم السودان واي حكومة موازية .
قامت مصر ولازالت تبذل الجهود في عودة السودان للاتحاد الأفريقي
عقدت عدة اجتماعات للقوى السياسية السودانية ورعت الحوار السوداني باستضافة القوى السياسية المتشاكسة وذلك لإيمانها القاطع بان الحل يجب ان يكون بايدي سودانية بعيدا عن اي تدخلات خارجية.
تبنت عدة قرارات مؤيدة للشرعية في السودان وكيان الدولة في عدد من المحافل الدولية ومؤسسات الامم المتحدة .
برغم كل ذلك تظل هناك أسئلة او ملاحظات تحتاج إلى اجابات شفافة .
– الملاحظة الاولى ان مصر اصبحت اكثر تشددا في تبني الرباعية التي ترفضها الحكومة السودانية لعدة اسباب أهمها وجود الإمارات ضمن المنبر ، إضافة إلى انها ستاتي بمليشيا الدعم السريع في المشهد السوداني وهو امر مرفوض على المستوى الشعبي.
– كذلك السؤال ماذا يقصد معالي السيد وزير الخارجية بدر عبد العاطي في حديثه لقناة الجزيرة اثناء حضوره منتدى الدوحةبأهمية انشاء ملاذات امنة في دارفور تكون خاضعة لجهة محايدة .
– مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع ابو ظبي والحكومة السودانية لاترفض التفاوض مع الإمارات دولة لدولة وانما ترفض الوساطة الاماراتية لاتهامها لها بانها دولة عدوان وليست داعم فقط الجنجويد
فلماذا لم تلعب الرئاسة المصرية او الدبلوماسية المصرية دورا في ايجاد ارضية للحوار السوداني الاماراتي
– الان تقوم اثيوبيا بتدريب وتحشييد متمردي الدعم السريع على حدود السودان الشرقية الأمر الذي يهدد السودان ومصر بالإشارة إلى شواغل البلدين فيما يختص بمياه النيل .
– خلال الأسبوع الحالي تم عقد اجتماع بين فخامة الرئيس عبد الفاتح البرهان والجنرال خليفة حفتر فلماذا لا تستخدم مصر نفوذها لدى حفتر لوقف دعمه اللا محدود لمليشيا الدعم السريع .
خلال اكثر من ثلاث ساعات جاءت اجابات السيد مساعد وزير الخارجية السفير ياسر سرور مقنعة وشافية لاستفساراتي تلك ولكل اسئلة الزملاء في عدد من قضايا الراهن حول العلاقات السودانية المصرية
سرور اكد ان مصر بحكم اهتمامها بملف الحرب في السودان اتخذت قرارا بان جزءا من اي مبادرة لوقف الحرب . وان مصر مع الهدنة لوقف اطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب السوداني وايصال المساعدات الانسانية . واكد ايضا ان مصر مع المبادرات التي تحافظ على مؤسسات الدولة السودانية . وأنها تبذل جهودا حثيثة للمحافظة على المؤسسات الوطنية السودانية ، وقال ان مصر مرتبطة بالامن القومي المصري مما يعني ان استقرار السودان امر بالغ الاهمية لمصر والمنطقة .
سرور تحدث عن تواصل الحكومة المصرية باستمرار مع الادارة الامريكية ومع بريطانية ومع السكرتير العام للامم المتحدة والشركاء الدوليين بخصوص السودان واهمية استقراره.
لم يستبعد السفير ياسر عقد قمة 2 لحوار السودان بمصر لمناقشة كل المستجدات لاستقرار المنطقة .
اللقاء الذي حضره الوزير المفوض كريم مختار نائب مدير ادارة السودان وجنوب السودان بوزارة الخارجية كان الاول من نوعه مع مجموعة كبيرة من الصحفيين السودانيين . قدمت اثنائه استفسارات الشارع السوداني خاصة في ملفات التعليم العام والجامعات والعديد من الحالات الانسانية المرتبطة بظروف الحرب حيث وعد السفير بالاتصال بالجهات ذات الصلة
ساد اللقاء روح ايجابية بما يتعشم فيه الشارع السوداني من الحكومة المصرية التي فتحت حدود بلادها لإنقاذ الذين قصدوها لحمايتهم من بطش مليشيا الدعم السريع.
كل الشكر والتقدير لسعادة السفير ياسر سرور وللوزير المفوض كريم مختار . وايضاً للصحفي المجتهد عماد السنوسي الذي قام بالاتصال وترتيب هذا اللقاء المهم



