
السر القصاص
على مدى 11 عامًا متصلة ، في بلاط الصحافة ،لم نكن نجوما ولا كتاب الطبقة المخملية ولا مناديل للحكام ، طول هذه المدة ظل سجلنا ناصعًا ، نخطئ ونصيب في الهم العام، ولكننا لا نخطئ في حق الوطن. ظلت كلمتنا هي ذاتها، تبدلت أنظمة وأمزجة وتبدلت مقادير وما تبدلنا .
غبش أولاد غبش، ما تنكرنا لأهلنا ولا لقضاياهم، لم نتزحزح عنها قيد أنملة.
اندلعت هذه الحرب اللعينة، وكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها”. فغرسنا أقلامنا في صدر العدو نصد عن بلادنا وعن أهلنا شرور المليشيا ومحدثاتها.
نزحنا كما ينزح الفارون من بؤس أفعال المليشيا، وكنا بحجم الوطن، نعطي ولا نسأل، وهو الواجب المقدس.
أنا كان وقوفنا إلى جانب قواتنا المسلحة وقضية شعبنا العادلة في اجتثاث هذه المليشيا سببًا في أن تسبنا المليشيا وغرفها وداعميها وفي أن تعمل على تشويه صورتنا، فلتفعل ذلك كل يوم. لسنا أكرم من الشهداء، ولسنا أفضل من الواقفين في خط النار يصدون هذه المؤامرة.
ألاحظ بدهشة هذه الأيام مجموعات تنشط لتشويه صورتنا، ولكن هيهات، لن تستطيع أن تمس شعر حروفنا دعك من صورتنا. هذه قضية وطن، والوطن ليس نظامًا سياسيًا ولا مجموعات مصلحية، الوطن هو كل شيء، هذا التراب والعزة التي تكسوه، نحرسها بالدم ونفديها بالأرواح ، نتوكل على الله ولا نملك غير الرداء والوضوء وقلم وقلب رجال ، لم نملك من هذه الفانية الا كرامتنا واي ملك أعظم من الكرامة واي سطر نكتب ولا يكون حول الكرامة !
كل الابتلاءات التى حولتني من قادر على إطعام أهل بيتي وأسرتي الى مكافح من جديد ، لم تكن تؤرق مضاجعي ، ولأن الله صاحب الفرج فقد رزقني بالاميرة ريان والله وتالله لن تجد في صحائفي الا مايلؤها فخراً وعزاً بأبيها يسد رمد العيون ، ويسمعون بنات أعمها .
في خضم معركة اغتيال الرموز التى تشنها غرف المليشيات والمتوأطين معها من خلف حسابات مستعارة ، أرى مجموعات تختزل قصصًا من أفلام بوليود وتدمغ صورتنا بكل ما هو سيء، ولكن لا يحق السوء إلا بأهله، وسننتصر في هذه المعركة شاء من شاء وأبى من أبى. كيف نصالح من اغتصب الحرائر وحرق الدور وأنهك الأرض وجفف الصرع وقطع النسل وحرق الروح حية على مرأى من أنظار العالم ودعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان؟
والله إن كان ثمن وقفتنا البسيطة هذه الإساءة والبذاءة قبلتها، وعند الله الجزاء الحسن. فلا نريد منكم جزاء ولا شكورًا.
أحبتي،
العهد هو العهد، والوعد هو الوعد،
وأي وعد أعظم من السودان الواحد المتحد الأمن المستقر؟ القول هو القول بأننا خلف جيشنا، نقاتل معه كتفًا بكتف، ونقدم أرواحنا له فداء.
والعهد مع شهداء الكرامة من الخرطوم والشجرة والمدرعات والفاشر والسريحة وأزرق والحاج عبد الله وسنجة وود النورة والخوي وبابنوسة والمزروب وكرنوي، بأن نحترم ونقدر دماءهم ونرفع مكانهم ونحرس دارهم ونستعيد الكرامة لنا ولهم.
والفصل الفصل هو جيشنا الذي قاوم وانتصرت إرادته في صد العدوان وردع الخونة اللئام، والصيام عن كل فعل لا يدعم الزناد في الميدان .
قدمنا ما استطعنا، ودفعنا من عمرنا فواتير النزوح والفقر والحاجة والعوز والجوع والمرض والسكن في الاعشاش ، ولكن كل ذلك لا يساوي قبضة من تراب الأرض ولا نقطة من دماء الشهداء ولا ألمًا من ألم الضحايا، ولا دمعة من دموع فراق الأحبة الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة.
كنا إلى جانب الوطن عندما قالوا إن القيادة سقطت وانتصرت، وكنا مع الجيش عندما قالوا فرية أن المدرعات سقطت، فسحلت جموع الملايش وحصدتهم نيران الرفاق والإخوان والرجال في حياض الكرامة.
كنا إلى جانب قضية بلادنا عندما قالوا للرئيس البرهان البطل سلم لك الأمان حتى خرج وكسر حاجز الصمت وعم صوته وحضوره المكان وقاتل كما يقاتل الرجال وثبت اركان الدولة ولم ييأس ولم يبرح موقع الرماة ظل في الطليعة والصادرة وتصدى وانتصر .
كنا ولا نزال عند ذات المنطقة الفاصلة، المنطقة التي حشدت الطاقات نحو الكرامة ووحدت صوت الأمة ورتقت فتق الحرب وحرقت المتطاولين على بلادنا وعزتها، وكنا عند ذات الزمان بتوقيت الوطن.
ونحن ذاتنا يانا نحن، نقول إن المؤامرة كبيرة جندت لها المليشيا وداعميها الجيوش الإلكترونية لحرق وتسوية صورة القيادة والرموز وممارسة التضليل الإعلامي وتزييف الحقائق، إلا أن الحقيقة نعرفها ونؤمن بها، هي الوطن ولا شيء سواه، والجيش ولا قوة سواه، والسودان ولا بلد سواه.
وكما قلنا نقف ذات الموقف وبذات الروح، أيدينا على زناد الكلمة مع زناد الرجال، وأيدينا مع القيادة إلى أن تنتصر أو تقوم الساعة.
في أواخر العام 2019م التقيت بالشيخ سليمان بيتاي راعي خلاوي همسكوريب لتحفيظ القران بالسودان وخارجه ، ومما اذكر أثناء حوار ظل صامدا وباقياً أنه قال إن مهنة الإعلام هي مهنة الرسل وشرح ذلك وفسر وانزله الشرح في درجاته الرفيعة ، منذ ذلك الوقت ترن اجراس هذه الكلمات كأنها اليوم وهي كلمات ووعد وعهد مع المكرمين الاكرمين .



