
في زمنٍ اشتدت فيه الأزمات وتعاظمت فيه التحديات، لم يكن الانتصار في السودان عسكريًا فقط، بل كان ثباتًا اقتصاديًا وإعلاميًا ومجتمعيًا صنعته أيادٍ مخلصة تعمل بصمت. فتحوّلت المحنة إلى منصة انطلاق نحو التعافي والنهضة، وتصدّرت المشهد أربعة نجماتٍ تستحق أن تُضاء بأسمائها صفحات التاريخ الوطني. النجمة الأولى تتلألأ في سماء الاقتصاد، وتتجه إلى وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عبد الله إبراهيم، الرجل الذي قاد إدارة الملفات الاقتصادية بمهارة وحكمة وتخطيط رشيد، محافظًا على توازن السوق واستقرار مؤشرات الاقتصاد رغم العواصف. وذلك تحت الإشراف المباشر من وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم، الذي وضع بصمته الواضحة في رسم سياسات مالية صامدة حصّنت البلاد من الانهيار، وأثبت أن الاقتصاد يمكن أن يُدار بقدراتٍ وطنيةٍ وإن عزّت الموارد.
النجمة الثانية تُمنح إلى مؤسساتٍ جسورةٍ شامخةٍ وقفت في خط الدفاع المتقدم عن الاقتصاد،على رأسها بنك السودان المركزي وجميع البنوك السودانية، وشرطة الجمارك السودانية، الضرائب، ديوان الزكاة، المصارف والبنوك الوطنية. هؤلاء الذين ثبّتوا الاقتصاد عمليًا ولوجستيًا وماليًا، وكانوا بحقٍ جنودًا في معركة الكرامة، يقفون كما يقف الجندي في خندق النار، يُحصّلون الإيرادات، يُحاربون الاقتصاد الموازي، ويحمون الدولة من مخاطر الانهيار، بعزيمةٍ لا تقل صلابةً عن البندقية.
النجمة الثالثة تُقدَّم بكل الفخر إلى زملاء المهنة، إلى إخوتي الصحفيين والإعلاميين جميعًا داخل وخارج السودان الذين بقوا على العهد والوعد. لم يتزحزحوا عن موقعهم في الدفاع عن الوطن بالكلمة الصادقة والرسالة المسؤولة، ونقلوا صوت الشعب والجيش، وجعلوا من الإعلام سلاحًا مكتملاً في ترسيخ الهوية الوطنية، وحشد الرأي العام خلف القوات المسلحة وكافة الأجهزة النظامية. فقاتلوا بالوعي ما عجزت عنه الشائعات، وكانوا بالفعل جنود الحقيقة في معركة الكرامة الإعلامية.
النجمة الرابعة تُرفع إلى سعادة الفريق محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة، الرجل الذي يعمل بصمتٍ نادرٍ وإنجازٍ واسعٍ لا ضجيجَ يرافقه. كان دينمو العودة إلى الخرطوم وتثبيت المؤسسات وترتيب الملفات السيادية والتنفيذية، بالتنسيق مع سعادة الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة القائد الصابر الصامت الذي صمد في أحلك اللحظات محتسبًا أجر الوطن عند الله. فكانا معًا نموذج القيادة الصلبة التي تبني ولا تتحدث.لقد أثبت هؤلاء الأربعة أن النجمة لا تُرفع لمن يكثر الكلام، بل لمن ينجز حين يقلُّ الفعل… ويثبت حين يهتزُّ المشهد. وأن الكرامة ليست معركة جنديٍ فقط، بل معركة شعبٍ كامل، يعرف قيمة الرجال ويحتفي بمن حفظوا للوطن حياته وصورته وعودته وأحلامه.



