
سبق ان كتبنا عن دول الجوار الإفريقي والتي ظلت تمثل الداعم الأكبر لمليشيا الدعم السريع والمرتزقة عبر توفير الممرات الآمنة للسلاح الأماراتي والمطارات للطيران الذي يحمل المؤن والمرتزقة..يحدث كل ذلك وسط صمت مطبق من الاتحاد الافريقي في ظل تجميد عضوية السودان منذ العام 2021م لأسباب واهية ولم تعد موجودة الآن…ومع ذلك ظل الاتحاد الافريقي يعاقب السودان مرتين الأولي بتجميد العضوية ودعم الرباعية والثانية بصمته عن تآمر دول الجوار الإفريقي علي السودان والعالم كله يعرف ذلك..
لم يكن الحديث جديدا عن تعاون تشاد مع المتمردين بالمال الاماراتي وذلك بفتح مطارات انجمينا وام جرسي ومعبر ادري لدخول العتاد الحربي والمرتزقة الي دارفور ثم افريقيا الوسطي ودولة جنوب السودان…يضاف لذلك دور كينيا التي فتحت قاعاتها واراضيها لما سمي بحكومة تأسيس باعلان تشكيلها من داخل نيروبي..اما يوغندا موسفيني فيكفي تصريح ابنه قائد الجيش والذي هدد بان جيشه يمكن ان يدخل الخرطوم كأنما يريد ان يذكرنا بالعدوان الثلاثي وهجمة الامطار الغزيرة مع قوات تمرد الدكتور جون قرنق علي ايام حكومة الإنقاذ..
أثيوبيا وبالرغم من الكثير من التصريحات الداعمة للتمرد والمرتزقة وبالرغم من انفرادها بكثير من القرارات الخاصة بسد النهضة
دون التشاور مع الدولتين الشريكتين السودان ومصر والمناوشات التي تحدث من حين لآخر في منطقة الفشقة المتاخمة إلا ان مستجدات قد طرأت خلال الايام الماضية في تعامل اثيوبيا مع السودان ودعمها للتمرد بل ودخولها مباشرة في الحرب وذلك بفتح معسكرات تدريب المتمردين والمرتزقة من داخل أراضيها…
تقول آخر الأخبار أن اثيوبيا قد فتحت معسكرات تدريب المرتزقة في منطقة بني شنقول بدعم أماراتي معلن حيث يدخل المتمردون من دولة جنوب السودان واثيوبيا نفسها وتشاد وعدد من دول افريقيا وكولومبيا عبر مينائي بربرة واصوصا الي المعسكر والذي يضم 10آلاف متمرد في طريقهم للدخول للسودان حسب التخطيط الأماراتي..
يحدث كل ذلك رغم الادانات الدولية للتمرد والمليشيا وللامارات ولكن واضح ان صمت جامعة الدول العربية تجاه الأمارات وصمت الاتحاد الافريقي تجاه دول الجوار الإفريقي قد اغري الإمارات للبحث عن اراضي جديدة داخل العمق الأثيوبي ليكون الإعتداء هذه المرة من جهة الشرق بعد أن ضمنت الغرب بسيطرتها الكاملة علي اقليم دارفور بولاياته الخمس وحالات الكر والفر التي تحدث الان في بعض اجزاء ولايات كردفان بالسيطرة علي بعض المدن وخلق أجواء من الهلع والاضطراب الأمني في بعضها..
يحدث ذلك والعالم اجمع يشهد جرائم الدعم السريع ويصدر البيانات ولكن لا تري ما يقنع علي جدية هذه البيانات ومدي انفاذ محتواها علي ارض الواقع…فهل يشكل فتح اثيوبيا معسكرات تدريب للتمرد خطوة جديدة في اطار خطة توسيع دائرة الإعتداء علي السودان أم أنه إكمالا لخطة أثيوبية اماراتية سبق الاتفاق عليها وحان موعد تنفيذها؟؟



