خبـر وتحليـل : عمار العركـي – قوات “فانـو” تقتــرب من الحـدود السودانيــة بعـد سيطرتهـا على “قـوليقـو”

في تطور عسكري متسارع، اجتاحت قوات فانو الأمهرا مدينة قوليقو الإثيوبية، الواقعة على بُعد خمسين كيلومتراً فقط من الحدود السودانية، وذلك بعد هجوم واسع شنته عبر ثلاثة محاور انتهى بانسحاب الجيش الحكومي والشرطة من المدينة.

وقالت مصادر محلية إن قوات فانو نفذت خلال ثلاثة أيام من سيطرتها عمليات تصفية ممنهجة استهدفت القيادات الأمنية والعسكرية والحزبية التابعة للحزب الحاكم، إضافة إلى اغتيال كبير القضاة. كما استولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل المخازن العسكرية، فضلاً عن زي الشرطة الإثيوبية، وأحرقت عدداً من المركبات الحكومية.

وفي أول رد رسمي، أصدر مكتب الاتصال الحكومي بياناً اتهم فيه “المتطرفين” بالتسبب في تخريب 74 مكتباً حكومياً، لكنه لم يشر إلى حملات التصفية التي أكدت مصادر مستقلة وقوعها.
_بالنسبة للسودان_

إن ما يجري في “قوليقو” لا يمكن النظر إليه كحدث داخلي إثيوبي فحسب، بل هو تطور له ارتداداته المباشرة على السودان. فالمدينة لا تبعد سوى مسافة قصيرة عن الحدود، ومع اقتراب فانو من “شنفا والمتمة”، فإن احتمالية انتقال تداعيات الصراع إلى الداخل السوداني تصبح عالية.

هذا الانتقال قد يأخذ أشكالاً متعددة: *تدفق لاجئين* في ظروف إنسانية معقدة، *تسرب السلاح* من المخازن التي وقعت بيد المتمردين، أو حتى *ظهور جماعات مسلحة ومرتزقة* على مقربة من الحدود خارج سيطرة الدولة الإثيوبية.

كل ذلك يعني أن السودان قد يجد نفسه أمام تحديات إضافية فوق أعباء حربه الداخلية، إذا لم يستبق التطورات بتحوطات مدروسة.
_خلاصـــة القـــول ومنتهـــاه:_

إن تمدد قوات “فانو” نحو المتمة تزامنا مع توترات اثيوبية – اريترية متصاعدة ، يضع السودان أمام واقع أمني حساس لا يحتمل الانتظار أو المعالجة المتأخرة. المطلوب أن تكون الاستعدادات قد وُضعت سلفاً؛ عبر تعزيز الوجود العسكري والاستخباري على الحدود، وتشديد الرقابة على المنافذ غير الرسمية، إلى جانب خطط إنسانية طارئة لمواجهة النزوح المحتمل.كما أن التحرك الدبلوماسي مع أديس أبابا والاتحاد الأفريقي ينبغي أن يكون جزءاً من إدارة الأزمة قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر للأمن القومي.

فالدرس المستفاد أن أمن السودان يبدأ من التحسب المبكر، لا من ردود الفعل بعد فوات الأوان، وأن ضبط الجبهة الشرقية اليوم أهون بكثير من مواجهة ارتداداتها غداً.

Exit mobile version