“لجنة الغالي” قدمت تقريرها النهائي لنقل الوزارات والمؤسسات لمقار بديلة..
إفراغ الوسط من شارع النيل حتى “القرشي”.. ومن المقرن للقيادة العامة..
التوصية بإنشاء عاصمة إدارية جديدة…
تقرير : محمد جمال قندول
أصدر عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يصدر قراراً بنقل كل المقار الحكومية والوزارات إلى مواقع بديلة (دون إستثناء) وهي المواقع التي كانت بمنطقة وسط الخرطوم في المنطقة الواقعة ما بين شارع النيل شمالاً وحتى السكة حديد جنوباً ومن المقرن غرباً حتى القيادة العامة شرقاً إلى مواقع بديلة بشرق وجنوب شرق الخرطوم ومواقع بمدينة بحري ومدينة أمدرمان.
وكان جابر اجتماعًا ثل ترأس إجتماعاً مهمًا ظهر أمس (الثلاثاء)، حيث اجتمع بلجنة نقل المرافق الحكومية التابعة للجنة العليا لتهيئة البيئة للعودة إلى الخرطوم، وذلك بحضور والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، وأمين عام مجلس السيادة الفريق الركن دكتور محمد الغالي حيث اوصت لجنة نقل المقار بانشاء عاصمة إدارية بديلة .
وضع التدابير
ونص القرار الصادر من اللجنة العليا لتهيئة ولاية الخرطوم برئاسة جابر على التنسيق بين لجنة نقل المرافق الحكومية والمواقع الإستراتيجية بوسط الخرطوم ومجلس الوزراء لتسليم المقار الجديدة البديلة حسب الكشف المرفق بهذا القرار واشار الي انه وبعد إكتمال عملية التسليم والتسلم للمقار الجديدة البديلة تشرع الوزارات فوراً في مباشرة عملها من تلك المواقع.
وتُعد لجنة نقل المرافق الحكومية والمواقع الاستراتيجية بوسط الخرطوم إلى مواقع بديلة بولاية الخرطوم، التابعة للجنة العليا لتهيئة البيئة المناسبة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، تُعد من أهم اللجان التي ينتظرها عملٌ شاق، إذ يقع على عاتقها إعادة هيكلة توزيع المقار الحكومية ويترأسها الفريق الركن د. محمد الغالي علي يوسف.
وبحسب تعميم صحفي لمجلس السيادة، فإنّ اللجنة برئاسة الغالي كانت قد قدمت تقريرها النهائي الخاص بمقترح نقل الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى مقار بديلة بولاية الخرطوم. وأوضحت أن اللجنة ستصدر توجيهات إلى كافة الجهات الحكومية المعنية لوضع التدابير المعنية بالتنفيذ وأوصت اللجنة بالشروع في إنشاء عاصمة إدارية جديدة.
وتقوم لجنة إعادة تهيئة ولاية الخرطوم برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق إبراهيم جابر بجهود كبيرة، وذلك في مساعيها لإعادة الخدمات وإصحاح البيئة وبسط الأمن ومجابهة تحديات ما بعد الحرب، إذ تشهد الخرطوم موجات عودة كبيرة، وذلك بحسب العميد فتح الرحمن التوم الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، والذي كشف لـ”الكرامة” قبل يومين عن دخول 13 ألف مواطن يوميًا لولاية الخرطوم.
توصية استراتيجية
وتشهد العاصمة حراكًا كثيفًا هذه الأيام. إذ تتحرك الوفود الحكومية بين بورتسودان والخرطوم في سبيل عودة مؤسسات ومقار الحكومة مجددًا لولاية الخرطوم، بجانب تزايد الحركة التجارية بالخرطوم وحملات إصحاح البيئة.
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين أن الاجتماع عكس الجدية في التفكير بمشروع طويل الأمد، يتجاوز مجرد الترتيبات الأمنية والبيئية للعودة، نحو رسم ملامح دولة ما بعد الحرب، وذلك استنادًا على تجارب إقليمية مشابهة في الانتقال إلى عواصم إدارية جديدة.
واعتبر محدّثي، أن قرار جابر بنقل كل المقار الحكومية والوزارات الي اماكن بديلة تفتح الباب لاستشراف المستقبل، خاصة بعد أن قررت اللجنة إفراغ وسطها الممتد من شارع النيل إلى حديقة القرشي، ومن المقرن إلى القيادة العامة، لإعادة تخطيطه بصورة حضارية.
وهو ما قد يعكس أنّ القيادة لديها توجه بتغيير شكل العاصمة وسطها، وقد تكون تجارية وخدمية، بينما تنتقل السلطة التنفيذية والسيادية إلى العاصمة الإدارية المرتقبة، والتي قطعًا ستكون بولاية الخرطوم.
وكان رئيس الوزراء د. كامل إدريس، قد أكد في أكثر من مناسبة عزمهم للانتقال بالحكومة للخرطوم في أكتوبر المقبل.
ويعود د. طارق حسين للتعليق مجددًا ويقول إنّ اجتماع لجنة نقل المرافق الحكومية برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر، لم يكن مجرد اجتماع إداري روتيني، بل أرسل رسائل إيجابية وواضحة، وعكس توجه الدولة نحو إعادة صياغة شكل العاصمة. فالتقرير النهائي للجنة، الذي عرضه الفريق الركن د. محمد الغالي، لم يقتصر على مقترحات نقل الوزارات والمؤسسات من قلب الخرطوم إلى مواقع بديلة، بل تجاوز ذلك ليضع توصية استراتيجية بإنشاء عاصمة إدارية جديدة وهو تم بقرار جابر الذي صدر مساء أمس .