
قبل ايام قليلة سبقت قيام جولة مفاوضات كان يتوقع انعقادها في سلطنة عمان حول ملف النووي الإيراني وفي تطور دراماتيكي باغتت اسرائيل وبشكل مفاجيء العمق الايراني في عدة مواقع عسكرية مما ادى إلى مواجهة مباشرة وحرب مفتوحة قد تتطور إلى صراع اقليمي او حتى حرب عالمية ثالثة كسيناريو متوقع كما يرى كثير من الخبراء
موقف إيران بعد الهجوم الاسرائيلي المباغت والذي استهدف قيادات عسكرية عليا من الحرس الثوري ومجموعة من العلماء النووين يشير إلى ان ايران تمضي بخطى تدريجية نحو تصعيد عملياتها العسكرية بعد امتصاص الصدمة الاولى وترتيب اوضاعها العسكرية وادراك ان امر الرد والردع للجانب الاسرائيلي يعني الحفاظ على هيبة الدولةوسيادتها
واي تراجع في ذلك يعني الاستسلام ومن ثم سقوط النظام وتفكك الدولة وضياع البرنامج النووي وتلاشي الحلم الاستراتيجي في الحصول السلاح النووي وانهيار نظام توازن القوة مع إسرائيل رغم الفارق الكبير في جانب التسليح بين الدولتيين وتفوق إسرائيل تقنيا وعسكريا
على الرغم من ذلك فان ايران لديها القدره على ادارة المعركة بسياسة النفس الطويل بحكم الخبره في الحروب التي خاضتها في المنطقة والحصار الاقتصادي لسنوات طويلة
ليس لدى ايران ترف الوقت لذلك ستستمر على ذات الوتيره في ادارة المعركة بتوجيه ضربات موجعة للعمق الاسرائيلي وزعزعة الكيان الداخلي الذي لايمتلك عقيده راسخة بالرغم من موقف المعارضه المساند لنظام نتنياهو والقناعات الراسخه للوعي الجمعي داخل إسرائيل بان إيران مهدد استرتيجي لدولة الكيان الصهيوني ومع تهيئة المجتمع الاسرائيلي لتداعيات الحرب المحتمله وتماسك الجبهة الداخلية تظل العقيدة غير راسخة بالمقارنة مع عقيدة التضحية والموروث الثقافي للشعب الإيراني وعلى ضوء ذلك يسهل زعزعة الجبهة الداخلية وقلب الموازين وتبنى المعارضة رؤية جديده لانهاء الحرب .
ليس الايران ترف الوقت قبل أن تستوفي حق الرد
والرجوع إلى المسار التفاوضي بعد خلق التوازن المطلوب في المعركة الذي يعيد هيبتها في الداخل ومكانتها كدوله مؤثره في المنطقه
اما اسرائيل تدير المعركة بخطى متسارعه عن طريق توجيه ضربات تستهدف المنشأت المدنيه والاقتصادية وشل منظومة الدفاع الايرانية وتدمير البني التحتية ومن ثم تحقيق إسرائيل الاهداف المرجوه من تفكيك البرنامج النووي وتفكيلك نظام الدولة وفي ذات السياق استهداف المنشات المدنية وعلى عكس التقديرات الأمنية لاسرائيل
سقوط ضحايا ماسك الجبهة الداخلية لإيران
وزاد من إمكانية تجديد الخطاب الداخلي
ومعالجة مكامن الخلل في المنظومه الامنيه واحكام القبضه الامنيه
عدة عوامل تحسم مسار الحرب:
1\حجم الضرر الحقيقي للضربة الاستباقية الاسرائلية على المواقع الاستراتيجي الايرانية ومدى تأثير الاختراق الامني.
2\التحركات الاقليمية والدولية ومشاركة أطراف أخرى سيحدد مستوى الحرب واستمراريتها
3\استخدام كروت ضغط خارج الميدان المباشر كاغلاق مضيق هرمز ،ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة استهداف مواقع استراتيجية داخل العمق الاسرائلي من قبل حلفا إيران في المنطقة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والتنظيم داخل العراق .
4\ بات وشيكا مشاركة أمريكا في الحرب ضد ايران و ذلك يعني توجيه ضربة قاضية لايران
الموقف الامريكي:
من المؤكد ان أمريكا تقف بجانب إسرائيل بطريقة مباشرة كما اعطتها الضوء الأخضر في شن الحرب على ايران وهي الان في طريقها لدخول الحرب لدعم إسرائيل للقضاء على المشروع الاستراتيجي و انهاء حلم ايران النووي وقد تختلف السقوفات لتحقيق الاهداف المرجوه ان أمريكا تريد أن تجبر إيران على الرضوخ للمفاوضات وفق شروطها واسرائيل سقفها إسقاط النظام وايران تقرأ المشهد من زاوية أخرى بحيث ان الاستسلام لن ينتهي عند حد تفكيك البرنامج النووي بل يتعداه إلى انهيار النظام الحاكم .
حرب السودان:
السودان الذي يخوض حرب تقودها مليشيا الدعم السريع بالوكاله عن المشروع الصهيوني بالمنطقة ليست ببعيده عما يجري من الحرب الدائرة بين ايران واسرائيل بل ان الحرب في السودان غير معزوله من إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط السودان بموقعه الاستراتيجي كجسر جيوسياسي بين شمال افريقيا وشبه الجزيره العربيه….
16/6/25