أخر الأخبار

دكتورة ميادة سوار الدهب تكتب : قراءة اولية للحرب بين إيران وإسرائيل…( 1)

قبيل ايام من جولة مفاوضات كان من المزمع عقدها في سلطنة عمان حول ملف إيران النووي تطور الصراع بين ايران واسرائيل وبشكل مفاجيء إلى مواجهة مباشرة وحرب مفتوحة قد تتطور إلى صراع اقليمي وحرب عالمية ..
موقف إيران بعد الهجوم الاسرائلي المفاجيء التي استهدف قيادات الصف الاول من الحرس الثوري ومجموعة من العلماء النووين يؤشر إلى ان ايران تمضي بخطى تدريجية و تصاعديه في عملياتها العسكرية بعد اعادة التوازن وامتصاص الصدمة …
تداعيات توقف العمليات العسكرية من جانب إيران يعني الاستسلام ومن ثم سقوط النظام وتفكك البرنامج النووي وتلاشي مشروع الحلم الاستراتيجي لإيران..
العتاد الحربي لإيران تقنيا لا يكافئ إسرائيل عسكريا وان كانت قدراتها العسكرية متقدمه ولكن مصادر الإمداد محدوده
بالرغم من ذلك ايران لديها القدره على ادارة المعركة بسياسة النفس الطويل بحكم الخبره في الحروب ومجابهة الحصار الاقتصادي لسنوات طويلة .

ليس لدى ايران ترف الوقت لذلك ستستمر على ذات الوتيره في ادارة المعركة بتوجيه ضربات موجعة للعمق الاسرائيلي وزعزعة الكيان الداخلي الذي لايمتلك عقيده راسخة بالرغم من موقف المعارضه المساند لنظام نتنياهو والقناعات الراسخه للوعي الجمعي داخل إسرائيل بان إيران مهدد استرتيجي لدولة الكيان الصهيوني ومع تهيئة المجتمع الاسرائيلي لتداعيات الحرب المحتمله وتماسك الجبهة الداخلية تظل العقيدة غير راسخة بالمقارنة مع عقيدة التضحية والموروث الثقافي للشعب الإيراني وعلى ضوء ذلك يسهل زعزعة الجبهة الداخلية وقلب الموازين وتبنى المعارضة رؤية جديده لانهاء الحرب .

ايران تريد وقف الحرب بعد أن تستوفي حق الرد
والرجوع إلى المسار التفاوضي بعد خلق التوازن المطلوب في المعركة الذي يعيد هيبتها في الداخل ومكانتها كدوله مؤثره في المنطقه

،،، اسرائيل تدير المعركة بخطى متسارعه عن طريق توجيه ضربات تستهدف المنشأت المدنيه والاقتصادية وشل منظومة الدفاع الايرانية وتدمير البني التحتية ومن ثم تحقيق إسرائيل الاهداف المرجوه من تفكيك البرنامج النووي..واسقاط النظام الحاكم من الداخل وفي ذات السياق استهداف المنشات المدنية وعلى عكس التقديرات الأمنية لاسرائيل
سقوط ضحايا ماسك الجبهة الداخلية لإيران
وزاد من إمكانية تجديد الخطاب الداخلي واعادة النظام لنفسه …
ومعالجة مكامن الخلل في المنظومه الامنيه واحكام القبضه الامنيه

عدة عوامل تحسم مسار الحرب:

1\حجم الضرر الحقيقي للضربة الاستباقية الاسرائلية على المواقع الاستراتيجي الايرانية ومدى تأثير الاختراق الامني.

2\التحركات الاقليمية والدولية ومشاركة أطراف أخرى سيحدد مستوى الحرب واستمراريتها

3\استخدام كروت ضغط خارج سماء الميدان كاغلاق مضيق هرمز ،ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة ،و استهداف مواقع استراتيجية داخل العمق الاسرائلي من قبل ازرع إيران في المنطقة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وخلايا داخل العراق .

4\ مشاركة أمريكا في الحرب ترجح كافة إسرائيل كضربة قاضية ضد ايران

الموقف الامريكي:

بما لايدع مجال للشك بان أمريكا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل في شن الحرب على ايران.. حاليا أمريكا تراقب عن كثب وتعلن تأيدها ودعمها المستمر لإسرائيل كلاهما يتفق على الهدف الاستراتيجي في انهاء مشروع ايران النووي وقد تختلف السقوفات لتحقيق الاهداف المرجوه.. أمريكا تريد أن تجبر إيران على الرضوخ للمفاوضات وفق شروطها واسرائيل سقفها إسقاط النظام الحاكم .. وايران تقرأ المشهد من زاوية أخرى بحيث ان الاستسلام لن ينتهي عند حد تفكيك البرنامج النووي بل يتعداه إلى انهيار النظام الحاكم .

حرب السودان:
السودان الذي يخوض حرب تقودها مليشيا الدعم السريع بالوكاله عن المشروع الصهيوني بالمنطقة ليست ببعيده عما يجري من الحرب الدائرة بين ايران واسرائيل بل ان الحرب في السودان غير معزوله من إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط السودان بموقعه الاستراتيجي كجسر جيوسياسي بين شمال افريقيا وشبه الجزيره العربيه….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى