مطلع مايو الحالي وبعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها مليشيا ال دقلو وفقدانها السيطرة على كل ماكانت تتبجح بالسيطرة عليه من ارض السودان..لجأت بقايا المليشيا الى اخر مافي كنانتها وجمعت من استطاعت أن تجمعه من القتلة والمجرمين وشنت هجوما على عاصمة ولاية غرب كردفان حاضرة دار حمر مدينة النهود ..
فعلت المليشيا بكرام هذه البلدة مااعتادت فعله في كل مدينة دخلتها..سرقة ونهبا واذلالا واغتصابا وتشريدا للامنين..
لم يسلم من حقد وحملة هؤلاء الانتقامية حتى الشيخ والزعيم عبد القادر منهم منصور ناظر عموم قبيلة الحمر والذي رفض مغادرة البلدة وتركها أو ترك من بقي من اهله فيها…
برغم الرجاءات والنداءات والتوسلات أصر الرجل على البقاء وانتظار المصير فالموت واحد وحياة العز عنده لا تعدلها حياة رغم أنه كان الأكثر حاجة للمغادرة حيث العلاج وأماكن الاستشفاء من أمراض مزمنة يعانيها…
انتظر الناظر حتى وصلته المليشيا ودنيت داره وحاولت معه كثيرا لتغيير موقفه الداعم للقوات المسلحة ولكنه ظل صامدا صامتا ينتظر منهم مايفعلون وهو حتى الآن حبيس..
قارنوا بين من يقف مع الحق ومن يساند الباطل..
الناظر محمود موسى مادبو ناظر قبيلة الرزيقات الذي شكل بكل قوته حاضنة مليشيا ال دقلو ودعمها بالرجال الذين اغواهم من أبناء قبيلته ومن قبائل أخرى وتبجح كثيرا بقدرته على طي الخرطوم يتوسل اليوم ويرسل الرجاءات خوفا من وصول الجيش إلى حيث يقيم..
مماورد في الأخبار أن الناظر هذا قريب الوليد ذاك بدأ يغازل الشيخ موسى هلال ويتوسل إليه لفعل مايستطيعه حتى تتوقف القوات المسلحة ومتحرك الصياد تحديدا عن مهاجمتهم ودخول مناطق وحواضن المليشيا واستعادة قواعده المحتلة هناك والقاء القبض على من ساند المليشيا عملا وقولا حتى فعلت ما فعلته بالناس…
ماورد كذلك أن هذا الناظر بدأ إخلاء المدينة من سكان لاينتمونوالى قبيلته وقبل هذا بدأ ارسال عوائله وعوائل أقاربه إلى بلدان أخرى طلبا للامان الذي انتزعه من كل مناطق السودان يوما ما..
ناظر يقف مع الحق ويعرف ماهو مطلوب منه تجاه الوطن تسنده قوته وتهديه نفسه إلى اتخاذ موقف مشرف بالبقاء في بيته وفي موقعه انتظارا للموت بشرف وناظر تستهويه النعرة ويستقوي على بني وطنه بسلاح اجنبي ومال حرام وتحريض جهوي فتنهار كل أحلامه خلال لحظات ولايوجد ما ومن يسند ظهره فيلجا إلى التوسلات والتفكير الباكر في الخروج والهرب والنجاة…
الحرب كانت وماتزال تلقي علينا من الدروس ماسنتفع به أو تنتفع به أجيالنا القادمة..ففي الاخلاق والوطنية والرجولة والشرف والأمانة والتضحية أخذنا دروسا وتجاه الإفراط والتفريط وحسن النية وترك الحبل على الغارب كذلك تعلمنا الكثير ومانزال وكل ذلك لن يأتي إلا بخير في مقبل الايام…
وكان الله في عون الجميع
موازنات – الطيب المكابرابي – والمسافة بين الناظرين بعيدة..
