ما وراء الخبر – محمد وداعة – مبارك .. يتجمل

*لم يتوفر ما يفيد ان السيد مبارك خاطب البرهان كتابة اوعبر الهاتف، او عبر وسيط خلال الشهر الماضى*
*مبارك غير موقفه و موقعه من الحرب التى بدأت بانقلاب كما قال فى 2023م ، الى الصراع على السلطة كما قال فى 2025م*
*مبارك حدد الاستاذ نبيل اديب شاهدآ ، فلنستمع الى شهادة نبيل وهو موقف للتاريخ و للوطن*
*لماذا ينتصح فقط بنصائح مبارك ؟ البرهان استمع الى عشرات القيادات*
لا يمكن للسيد مبارك ، وهو يحسب زمن المعارك والحرب بدقة و يعتمد علي ذلك لتحليل وجهة الحرب و التأكيد على ان لا سقف لها ، و يخطئ فى تقدير الوقت الذى مضى على نصائحه للبرهان و التى قال انها حدثت قبل 6 اشهر ، صحيح انه قابل البرهان منفردآ و فى جماعة و لكن ذلك كان آخره فى شهر يوليو 2024م ، اى قبل 10 اشهر من الآن، و لا معلومات تشير الى انه تحدث للبرهان بعد ذلك و لو بالهاتف ، او على الاقل انه لم ينشر ذلك ، واكثر من ذلك قال انه خاطب البرهان بداية الشهرالماضى ، و لعله يقصد انه خاطبه من خلال تغريداته ، اذ لم يتوفر لدينا ما يفيد ان السيد مبارك قد خاطب البرهان شفاهة او كتابة اوعبر الهاتف ،كما ان السيد مبارك لم ينشر ذلك فى حينه ،
فى الاول من مايو 2023م ، و بعد مرور اسبوعين على الحرب قال مبارك فى تصريح للجزيرة نت ( الدعم السريع حاول الاستيلاء على السلطة بهجوم متزامن على مقر قيادة الجيش ومنزل قائده عبد الفتاح البرهان والقصر الجمهوري ومطارات الخرطوم ومروي والأبيّض وقاعدة جبل أولياء الجوية وكثير من المؤسسات العامة، واستقطب عناصر من داخل المؤسسة العسكرية، ولولا استبسال الحرس الرئاسي الذين سقط منها 35 قتيلا لما نجا البرهان ، وكانت خطة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، بعد الاستيلاء على مقر قيادة الجيش وتحييد قيادات المكون العسكري إما بالتصفية أو الاعتقال، أن يتولى أحد الضباط الموالين له قيادة الجيش ويعيّن هيئة جديدة للقيادة العسكرية، ثم يتولى حميدتي رئاسة مجلس السيادة بعد عزل رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان أو قتله، ثم الطلب من حلفائه السياسيين في قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي تشكيل الحكومة ) ،
السيد مبارك غير هذه الرواية التى ظلت صامدة منذ بداية الحرب و قال فى لقائه مع الجزيرة مباشر ( الحرب قامت بسبب الانقسام فى المؤسسة العسكرية بين الجيش و الدعم السريع ، وبسبب الصراع على السلطة بين البرهان و حميدتى)، وهذا تأكيد اضافى ان مبارك غير موقفه و موقعه من الحرب التى بدأت بانقلاب ، الى سردية الصراع على السلطة ) ،
قال مبارك ،أن النهج الذي اتبعه رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من خلال تحالفه مع الإسلاميين وتوقيعه اتفاقيات مع كل من إيران وروسيا بهدف تعزيز النفوذ في البحر الأحمر، أدى إلى إثارة غضب الولايات المتحدة و توجيه عقوبات و اتهامات باستخدام اسلحة كيميائية، وأشار الفاضل إلى أن الهجوم الذي استهدف بورتسودان كان مدبراً من الخارج، ولم يستبعد أن تكون إسرائيل وراء العملية، على اعتبار أن الضربة كانت موجهة لمجموعة من الخبراء الإيرانيين في المدينة، و هو ما درجت المليشيا و حلفاءها على ترديده،
السيد مبارك برأ بهذا الحديث الامارات ، و الهدف من الحديث ليس اتهام اسرائيل ، فمبارك لا يستبعد ذلك ،و سعى الى تعظيم دور الامارات ليس فى دعم المليشيا فحسب ، بل من حيث اعتماد السودان على الامارات ، و ان شركات الجيش لها مقرات فى الامارات ، والسودان يدفع قيمة مشتريات الاسلحة من بنوك الامارات ، و ان رجال الاعمال السودانيين يحتفظون باثنين تريليون دولار فى بنوك الامارات ، وهذه مجرد اقاويل لا دليل عليها و لا سند ،
و سعى الى الفتنة هذه المرة قائلا ( ان الفرصة امام رئيس الوزراء كامل ادريس ان يدفع البرهان للتصالح مع الامارات لانها تستطيع ايقاف الحرب بما لها من تأثير على المليشيا ،و يجب على الحكومة التفاوض مباشرة مع الامارات لانها تمتلك (100%) من الحل ، بينما كانت الامارات فى اغسطس الماضى وفقآ للسيد مبارك نفسه تملك ( 50% ) من اوراق الحل ، و نتفق مع السيد مبارك فى ذلك و لكن هذا الدور بسبب تدخل الامارات فى السودان ، وان الامارات هى الراعى الرسمى للمليشيا ، تمدها بكافة انواع الاسلحة و الاموال ، و تقوم بتجنيد المرتزقة من دول الجوار ، و صنعت لها ظهيرآ سياسيآ يدافع عن جرائمها ،
السيد مبارك، و بمساعدة من نافذين، اوجد لنفسه دورآ منذ مؤتمر القاهرة، وزاد بعد ظهور منبر جنيف ، و لا شك ان الاسباب واضحة ، ربما يظن السيد مبارك انه احدث اختراقآ فى علاقته مع القوى السياسية ، او مع المجتمع الدولى ، و هذا استنتاج غير صحيح ، وان كان غير ذلك فهو لا يبرر للسيد مبارك ان يكون (ملكيآ اكثر من الملك ) و يلاحظ ان كل تغريداته موجه لقادة القوات المسلحة و للبرهان بالاسم ، تارة فى شكل نصائح ، و تارة تحذيرات ، مركزآ على ان قرار ايقاف الحرب فى يد البرهان ، و لا يلام على اعلانه ذلك فى اطار مجانبة الحصافة السياسية ، لان هذه النصائح و التحذيرات ، كانت ستجد صدا لها لو قالها مباشرة لمن بيده القرار ، ربما الاعلان عنها بهذه الطريقة يضمن وصول بريدها الى جهات أخرى ، اليس غريبآ الا توجد اى مناشدة او مناصحة قدمها السيد مبارك لحميدتى او اى من قادة المليشيا ؟،
حديث السيد مبارك فى الجزيرة مباشركان اقرب لحديث المحلل السياسي منه لحديث القائد السياسى ، ومع الاسف انطلاقآ من قواعد قديمة فى التحليل السياسى ، الاوضاع تغيرت الان ،رئيس سوريا جاء من قيادة داعش ليصبح رئيسآ تداعت له الرؤساء و رفعت عنه العقوبات ، امريكا تتفاوض مباشرة مع حماس ووقعت اتفاق مع الحوثيين لوقف قصف السفن الامريكية ، و ستوقع امريكا اتفاقآ مع ايران لانهاء ازمة النووى ، نقول للسيد مبارك المليشيا كانت الاداة للحرب و الامارات تقوم بدور الوكيل فى تنفيذ الاجندة الصهيونية ، بالحرب او بالديانة الابراهيمية ،
مبارك حدد الاستاذ نبيل اديب شاهدآ من بين 9 كانوا حضورآ ، فلنستمع الى شهادة نبيل وهو موقف للتاريخ و للوطن ، و لا اظن ان الاستاذ احمد طه سيفوت الفرصة ، البرهان استمع الى عشرات القيادات ، فلماذا ينتصح فقط بنصائح السيد مبارك ؟ نواصل
31 مايو 2025م

Exit mobile version