
… ……. ……. .
بعد عامين وشهر من الحرب الدائرة في السودان بدعم أماراتي مكشوف ومعلن ودعم إقليمي ودولي يظهر من خلال الصمت أحيانا وعبر بيانات الادانة والشجب الخجولة.. بعد هذه الفترة الطويلة التي تشرد فيها ملايين السودانيين بين نازح ولاجئ وفقد فيها الآلاف أرواحهم قتلا وتعذيبا وانتهكت خلالها حرائر السودان علي مرأي ومسمع من أهليهم وأسرهم فضلا عن نهب المنازل والاسواق والبنوك واحتلال المنازل وحرق الكثير من الأعيان والمؤسسات وحتي المنازل…كل ذلك تم وموثق صورة وصوت وإعترافات قدمت كدليل علي فظاعة الجرائم وقبلت كأدلة لتقديم الشكاوي وفي انتظار الإدانة التي لم تأت بعد..
لقد عقدت جامعة الدول عدة إجتماعات سواء اكان ذلك على مستوي المندوبين أو وزراء الخارجية ولم تخرج هذه الإجتماعات بنتيجة تذكر سوي بيانات خجولة ترفض ما يحدث في السودان وتنادي بوقف الحرب وتعلن انها لا تقبل المساس بمؤسسات السودان الشرعية…كل ذلك كان ايجابيا علي المستوي المعنوي ولكنه لم يحدث أي تغيير ايجابي علي الواقع الأليم لأن جامعة الدول العربية تعرف جيدا من هوالمتسبب في كل ذلك من جرائم في حق السودان حكومة وشعبا وتعرف ايضا أن أحدي أعضائها هي التي مازالت تعتدي علي السودان ولكنها لم تملك الجرأة للتصريح باسم الامارات صراحة كدولة معتدية دع عنك أن تدينها او تفرض عليها عقوبة تصل مرحلة المقاطعة او الطرد…فهل مبرر هذا الموقف الضعيف من الجامعة العربية تجاه حالة السودان والتخوف من معاقبة الأمارات لأن الأخيرة تتحمل الكثير من منصرفات الجامعة العربية أم أنها ابنة الجامعة المدللة والتي لاتقبل فيها الجامعة الادانة او الاتهام أم لأسباب اخري غير مرئية …؟؟؟
كلها تساؤلات تظل معلومة الإجابة ولكنها لا ترد تصريحا…لشيئ في نفس الجامعة..
أخيرا وبالأمس خرجت علينا الجامعة العربية بعد اجتماع المندوبين الدائمين بقرار يحتوي علي ما اسمته مبادرة وساطة تجمع بين السودان والامارات لايقاف الحرب وتحقيق السلام في السودان بعد أن قضت المليشيا المدعومة من الامارات علي الأخضر واليابس…المبادرة ساوت بين السودان والامارات وتجاهلت عن قصد ما فعلته الامارات في الشعب السوداني.. المبادرة لم تقدم اي ادانة للامارات ولم تتطلب منها حتي التوقف عن دعم المليشيا المتمردة…المبادرة لم تقل كلمة في الاسلحة والضباط والمسيرات التي ضربت اخيرا العاصمة الإدارية.. لذلك جاء رد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان واضحا وقويا بأنه يشترط توقف الامارات عن دعم المليشيا اولا قبل التفكير في الجلوس معها…ولكننا نقول أنه لا يجب الجلوس مع الامارات بعد كل ما فعلت لانها لا تملك امرها فهي اداة في يد آخرين فإن كان لا بد من جلوس او تفاوض فليكن مع من يديرون المعركة من الباطن ومع الذين يستغلون الامارات لخدمة اهداف دولية كل ذلك بعد تدين الجامعة العربية الامارات صراحة وتفرض عليها العقوبات التي تناسب حجم الجرم….ذلك هو الحد الادني الذي يجب ان تفعله الجامعة العربية اما مبادرتها بالوساطة فهي حال الجمل الذي تمخض فولد فأراً..