في العام2012 م اعتليت خشبة مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم لأستلم أول جائزة عالمية في مسيرتي الصحفية من منظمة الطفولة السويدية ( save the childern) و معهد حقوق الطفل السوداني كأفضل كتابات صحفية قُدمت في مجال الطفولة.
يومها تم تكريمي بدرع و شهادة و وسام وجهاز لابتوب حديث و مبلغ مالي و كُرمت معي ثلاث منظمات وأحد الشباب المميزين ، استلمت الجائزة من وزيرة الرعاية الاجتماعية آنذاك؛ أميرة الفاضل، وبوجود ممثلي المنظمتين وتصفيق من الحضور الذي كان بينه أبي وأمي وبناتي وإخوتي وخالي وكل عائلتي وأصدقائي .
كان أهم ما في تلك الجائزة أنها جاءت نتيجة لسلسة من تحقيقات بعنوان (جرمٌ فادح عقوبةٌ ضعيفة) تحدثت فيها عن اغتصاب طفل اسمه حمادة من قبل شيخ الخلوة والذي حوكم بأربعة أشهر سجناً استأنفها ليخرج بعد شهر.
جاءت التحقيقات تلك والتي نشرت بصحيفة الرأي العام لتصبح قضية رأي عام و يتم استدعائي في مجلس الوزراء ومناقشتي فيها من قبل وزير الدولة بمجلس الوزراء آنذاك، كمال عبداللطيف، وعلى ضوئها غُيِّر قانون الطفل2010م و تم إنشاء محاكم و نيابات مختصة بقضايا الطفولة و وصلت عقوبة مغتصب الأطفال للإعدام ولله الحمد.
سبق تلك الجائزة العالمية تكريمٌ من منظمة اليونسيف في العام 2010م ومعي عدد عشرة صحفيين اعتبرت المنظمة أننا قدمنا تنويراً إيجابياً وتثقيفياً وتوعيةً بمرض الإيدز.
وقبل هذا و ذاك في العام 2006م استخرجت فتوى من مجمع الفقه الإسلامي بجواز التبرع بالقرنيات في وصية المتوفى، وجاءت تلك الفتوى ثمارَ عددٍ من التحقيقات نُشرت كذلك بصحيفة الرأي العام عن أزمة القرنيات، أكدتُ من خلالها إفلاس بنك العيون .
ثم جاء (درع صناع التميز) و(سفيرة الجودة والتميز) بمنتدى مجلس الوزراء ثم (سفيرة الجودة) من (كوالتي بلص) المسجلة بمكتبة الكونغرس الأمريكي بواشنطن ثم (أيقونة القلم الشجاع) في يوم المرأة العالمي ثم تكريم من قبل جمعية التراث السودانية القومية وغيرها …وغيرها.
ولأن كل الجوائز السابقة كانت في مجال العمل الصحفي ….فإن مجال العمل الطوعي والذي ابتدرته بدعم لعدد 25 يتيماً بمنطقة سوبا في العام 2014م جاء ليقول كلمته ….
قبل ثلاثة أسابيع خلت جاء اختياري من قبل المنظمة الدولية للعمل التطوعي (IOV) كأكثر النساء تأثيراً في الوطن العربي ضمن (100) امرأة.
أجمل ما في هذا الاختيار مصادفته لأربع رسائل في جوالي ليلة عيد الأم، ( الأولى) من أمي وهي تسبقني قبل أن أهاتفها لتبارك لي عيد الأم وتختم بدعوتها المحببة إلى قلبي (رضيانة عليك، ربنا يوفقك ويغطي عليك و يبعد عنك كل سوء).
و(الثانية) و(الثالثة ) كانتا من بنتيَّ؛ وهما بعيدتان عني، تباركان لي عيد الأم، و(الرابعة ) كانت أن الجيش على بوابات القصر الجمهوري، فلم أجدْ غير أن أهديَه هذا الاختيار.
ما ينبغي قوله إن اختيار (IOV) هو شهادةُ نجاحٍ للمرأة السودانية في امتحان النزوح واللجوء؛ نجاحٌ للتي تصارع الألم والفقد والوجع والخذلان وضيق الحال ، هو قدرتُنا على الصبر كأمهات للشهداء و زوجات و بنات .
اختيار (IOV) هو تبيانٌ و تأكيدٌ و برهانٌ على قدرة المرأة السودانية على العطاء دون أن توقفها معركة أو رصاصة أو دماء، فنحن نساء السودان قادراتٌ فوق أي أرض و تحت أي سماء.
*خارج السور:*
شكراً لمن دعمني وكان سنداً وعضداً و متكأً وملاذاً و مشجعاً، شكراً للمنظمة الدولية للعمل التطوعي (IOV) على الأختيار والثقة و أعتذر ان جاء مقالي هذا متأخراً لشكركم .
شكراً لزملائي وزميلاتي في منظمتنا (خطوة عشم) ، شكراً للداعمين والرعاة والممولين ، شكراً لثقتهم وإيمانهم بنا، شكراً لكل الزملاء والزميلات من الإعلاميين الذين كتبوا عني، شكراً لكل القراء و المواطنين ولكل الأهل والعشيرة وللمواقع الإخبارية والمنصات والقروبات وللشعراء والأدباء وللمؤسسات والفرق والإتحادات والمراكز على كل الحب والدعم و الكلام الطيب والدفء اسأل الله أن يتقبل منا ويبارك في جهدنا وبذلكم.